يقال فى الحكم والأمثال ” كما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية فكذلك لا يقوم الدين إلا بالنية الصادقة ” ومما يذكر أيضاً ” على قدر النية تكون من الله العطية”.
ولهذا يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى: ” لا يستقيم قول إلا بعمل ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة. “
ومن النماذج الحية التى تعبر عن عظم الأجر والمثوبة فى حال صلحت النوايا ، عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته وخرج معه خلق كثير، وتخلف بعضهم، حبسهم المرض عن الخروج، لكنهم نووا الخروج، في طريق النبي إلى الغزوة قال لأصحابه: إن في المدينة أقواماً لم تسيروا مسيراً ولم تقطعوا وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر.
لهذا يقال فى الأمثال ” صلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النية .
تعريف النية لغة:
النيَّات جمع نية، نوى الشيء ينويه نواة، ونيَّة: قصَد وعزم عليه.
يقال: نوى القوم منزلاً؛ أي: قصدوه، ونوى الأمر ينويه: إذا قصد إليه.
ويقال: نواك الله بالخير؛ أي: أوصله إليك.
ويقال: نوى الشيء ينويه؛ أي: عزم عليه.
النية في اصطلاح الفقهاء:
تعريف الحنفية:قال ابن عابدين: النية: قصد الطاعة والتقرُّب إلى الله تعالى في إيجاد الفعل.
تعريف المالكية: النية: قصد المكلف الشيءَ المأمور به.
تعريف الشافعية: قال الماوردي: هي قصد الشيء مقترنًا بفعله، فإن قصده وتراخَى عنه، فهو عزم.
وقال النووي: النية عزم القلب على عمل فرض أو غيره.
تعريف الحنابلة:قال البهوتي: النية شرعًا: هي عزم القلب على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى.
والنية في اللغة تعني القصد والإرادة، وللنية مكانة عظيمة في الإسلام فهي التي تحدد هدف العمل الذي يعمله الإنسان فهل هو لله وحده أم لله وغيره أم لغير الله ،فقد قال النبي (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى), وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو مردود على صاحبه للحديث.
النية محلها القلب وقال تعالى: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾.
وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه .
وقال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا .
وقال تعالى: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .
ومن السنة ما رواه البخاري من حديث النعمان بن بشير مرفوعًا، قال: ((ألا إن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، إلا وهي القلب))، ورواه مسلم أيضًا
- من الحكم والأمثال التى تناولت النية :
- الأعمال بالنيات
- النية إرادة جازمة
- لا عمل لمن لا نية له
- نية المنافق شر من فعله
- الإخلاص ملاك العبادة
- من حسن ظنه حسنت نيته
- رب عمل كبير تصغره النية
- يبلغ المرء بنيته مالا يبلغه بعمله
- النيات تحول العادات إلى عبادات
- النية السيئة تصنع الذنب والجرم
- إذا صفيت النية فاللقمة تكفى مائة
- الحياة بلا إخلاص حياة بلا فضيلة
- النية الحسنة عذر التصرف الأحمق
- نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر
- درهم إخلاص أفضل من دينار ذكاء
- لا خير في الصدقة إلا مع حسن النية
- رب عمل صغير تعظمه النية الخالصة
- من خلصت لله نيته تولاه الله وملائكته
- من استقامة النية اختيار صحبة الأبرار
- صاحب النية سار وصاحب النيتين احتار
- من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس
- النية الصالحة والهمة العالية نفس تضئ وهمة تتوقد
- سوء النية إفراط الهمة
- وسوء القول الكذب
- وسوء الفعل البخل
- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه
- إذا كنت مخلصاً فليكن إخلاصك إلى حد الوفاء وإن كنت صريحاً فلتكن صراحتك إلى حد الاعتراف
- النيات تحس بما في النيات والقلوب تبصر القلوب ويعرف بعضها عن بعض بما فيها .
وأخيرا ونحن فى العشر الأواخر من رمضان علينا أن نجدد النية فى الصيام والقيام والصدقة ، علينا أن نخلص العمل لله سبحانه وتعالى وأن نستدعى دائما حديث النبى صلى الله عليه وسلم ” إِنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى . فمن كانت هجرته إِلى الله ورسوله ، فهجرته إِلى الله ورسوله . ومن كانت هجرته إِلى دنيا يُصِيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إِلى ما هاجر إِليه” .
اللهم بلغنا واياكم ليلة القدر اللهم آمين .
و الى اللقاء مع الحكم والأمثال فى رمضان