يقال فى الأمثال ” طلاقة الوجه عنوان الضمير ” نعم انها الحقيقة اذا أردت أن تحكم على ممارسات البشر عبر تعاملك اليومى معهم ، هذا ويعتبر الضمير حاسة فطرية يرى بها الإنسان صواب الأمر من خطئه كما ترى العين الألوان، ولذلك يقول صلوات الله عليه لوابصة بن معبد وقد ذهب إليه يسأله عن البر والإثم: جئت تسأل عن البر؟ قال: نعم. قال صلوات الله عليه: (البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك).
وتقول الحكمة ” الضمير الحي عين الله في الارض ” وتلك حقيقة يراها كل من يعرف معنى ودلالة الضمير فى ممارسات البشر ، ولعل رمضان فرصة سانحة لكى تحيا الضمائر التى ماتت بفعل فاعل ، وهاهو رمضان أوشك على الرحيل وينادى كل من مات ضميره وظلم العباد ، أو ظلم نفسه ، أن يعود الى ربه حيث باب التوبة مفتوح ، وتلك الأيام المباركة فيها ليلة خير من ألف شهر ، هى ليلة القدر حيث يستجاب الدعاء ، ويتوب الله تعالى على من تاب ، انها فرصة للتصالح مع الله ومع النفس ومع العباد ،وكما يقال فى الأمثال
- الضمير الحي شعلة إلهية تضئ القلوب.
- العبادة ينبوع الطمأنينة وراحة الضمير .
- إن الضمير الطاهر للنفس كالصحة للجسد .
والقرآن الكريم يشير إلى الضمير في قوله تعالى:[وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ] {ق:16}.
هذه الوسوسة أو هذا الصوت الخفي، هو صوت الضمير الذي نسمعه كل يوم يناجي عقلك ويصرفك عن الشر، وإذا عرفنا أن الوريد عرق في العنق يرده الدم الذي به الحياة، عرفنا مبلغ قرب الله سبحانه وتعالى منا بعلمه الواسع.
وإذا كان الله تعلى يعلم هذه الوسوسة النفسية ويطلع عليها، وكل منا يعلم أنه أحياناً ينوي الشر ولا يفعله، فما حكم هذه النية؟
الآيات القرآنية في هذا المعنى منها: ما يؤخذ منه أنه يحاسب، ومنها ما يؤخذ منه أنه غير محاسب، فكيف نوفق بين هذه الآيات؟
يقول الله تعالى: [لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ] {البقرة:286}. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به) هذه الآية الكريمة وهذا الحديث الشريف يؤخذ منهما أن الإنسان لا يحاسب على نية الشر بلا عمل.
ويقول الله تعالى:[ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ] {البقرة:284}. ويقول جل شأنه: [إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا] {الإسراء:36}
ويقول:[لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ] {البقرة:225}. وفي الحديث الصحيح: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه) فهذه الآيات وهذا الحديث يؤخذ منها أن الإنسان يحاسب على نية الشر بلا عمل، فكيف توفق بين هذه الآيات والأحاديث التي تظهر أنها متضاربة؟
الضمير أو ما يسمى الوجدان هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كل إنسان.
ما الفرق بين أصحاب الضمير المريض وأصحاب الضمير الميت ؟
والضمير المريض ترى صاحبه يخطئ ويصيب، وإذا أخطأ لام نفسه، ورجع إلى صوابه، والرجوع إلى الحق فضيلة.
أما الضمير الميت، ونعوذ بالله منه، فترى صاحبه يدبر لغيره المكايد، والمصائب، حتى إذا أوقعه فيها سر لذلك سروراً كبيراً، وهذا الشخص لا مانع عنده من أن يصل إلى غرضه، ولو على جماجم البشر أجمعين، ومثل هذا الشخص أضل من الحيوان لأن الحيوان لا ضمير له، أما هذا فقد ميَّزه الله بنعمة الضمير، ومع ذلك لم يشكر نعمة الله عليه.
لماذا يختفى الضمير ؟
الضمير شيء حسي بداخل القلوب فعندما يغرق القلب بالظلمات والتكبر والغرور والانخداع تعلو الانا والشهوات على صوت الضمير ويصبح صوت الضمير يكاد يكون منعدما ، فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب العطف على الصغير فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب الاحساس بالشيخ الكبير فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب من حولك صغير كان ام كبير .
ما أهمّية الضّمير في القُرآن ؟
( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ) [النحل:14]
الصوت الذي يحرك فيك العدالة ··· مكارم الأخلاق ··· التواضع ··· الاستقامة ··· الإخلاص وكل ما هو صالح · هذا الصوت الذي يلازمك أينما كنت وأنت غير دارٍ به ·
وربما سأل سائل ··· إلى من ينتمي هذا الصوت؟ هو صوت يخصك ويعيش داخلك ··· إنه صوت ضميرك ·
وكلمة الضّمير شائعة وكثيرة الاستعمال، إلاّ أن معناها الحقيقي وأهميتها في الدين وكيف يكون السلوك الشخصي لأصحاب الضمائر، وبماذا يتميزون عن غيرهم بشكل عام، كلها حقائق غير معروفة · فمعنى الضّمير محدود بما تعارف عليه المجتمع، فعلى سبيل المثال: يُعَدُّ من يمتنع عن رمي القمامة في الشوارع، ويتصدق بالمال على المحتاجين، ويهتم لأمر الحيوانات الضالة، شخصاً حيّ الضمير ·
ما هي طرق اعادة نبض الضمير ؟
العزيمة على عدم العودة أو التفكير فقط في أن يغرق في الظلمات والصفات الذي يصفه بالتكبر
ان يتعرف أكثر على اهمية الضمير في الحياة
النظر في الحروب وتفعيل المشاعر قد يزيد في رجوع الضمير
النظر لمستقبلك ومن حولك لكي تكون محبوب بين الناس لا منبوذ
يصفه القرآن الكريم في قوله تعالى:[وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأعراف:200}.
ونزغ الشيطان عبارة عن وسوسته ونخسه في القلب بما يسول للإنسان المعاصي.
والإستعاذة بالله التي هي الدواء عبارة عن أن تتذكر دائماً عند قدرتك على المغضوب عليه قدرة الله عليك. فمن شأن هذا التذكر أن يدعوك إلى أن تعرض عن مقتضي الطبع، والإقبال على أمر الشرع.
وفي التعبير بقوله الله تعالى:[ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأعراف:200}. معنى: ينبغي أن نلتفت إليه وهو أن الأستعاذة باللسان لا تفيد إلا إذا حضر في القلب العلم بمعنى الاستعاذة، فكأنه يقول تعالى: اذكر الاستعاذة بلسانك فإني سميع، واستحضر معنى الاستعاذة عملياً بعقلك وقلبك فإني بما في الضمير عليم.
وفي ذلك يقول الله تعالى:[إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ] {الأعراف:201}.
إن مس الشيطان أبلغ من النزغ الذي هو كالابتداء في الوسوسة، فهو خطوة أقوى من النزغ، فإذا حصل هذا المس للمتقين تذكروا قدرة الله عليهم، فإذا هم يبصرون مواقع الخطأ، ومكايد الشيطان فيحترزون عنها، ويبتعدون منها.
وليس على من يريد أن يعالج ضميره إلا أن يتذكر دائماً قدرة الله عليه، وأن يكرر في الخارج التزام توجيه الضمير الحي بأن يحتكم إلى ضميره في كل ما يعمل وما يفكر.
إنا إن فعلنا ذلك فقد مشينا على ضوء الأخلاق الدينية، وفي ذلك النجاح كل النجاح، وفقنا الله لما فيه صلاح نفوسنا واستقامة أمورنا.
ومن الحكم والأمثال التى تحدثت عن الضمير :
- المال يخدر الضمير
- السلطة تخدر الضمير
- الضمير هو الاخر فينا
- المحامي ضمير للتاجير
- الضمير يملك ولا يحكم
- الضمير الحي عيد متواصل
- جراح الضمير لا تلتئم أبدا
- الضمير الحي وسادة ناعمة
- طلاقة الوجه عنوان الضمير
- لا سعادة تعادل راحة الضمير
- رقابة الضمير ولا رقابة الامير
- الشهوة تصيب الضمير بالصدأ
- الضمير الحي خير من ألف شاهد
- الضمير أفضل مصدر للنوم العميق
- يمكنك غسل ثوبك لا غسل ضميرك
- قد يمنحنا الالم نوعا من يقظة الضمير
- المال والحب والضمير ثلاثة يصنعون الارق
- الضمير هو نور الذكاء لتمييز الخير من الشر
- الضمير لا يمنع الخطأ ولكن يمنع الاستمتاع به
- الضمير صوت هادئ يخبرك بان أحدا ينظر اليك
- في أعمق اعماق كل امرئ محكمة يبدأ فيها بمحاكمة نفسه بنفسه
- حتى الأصم لا يستطيع الهروب من صوت الضمير إذا بدأ بمحاكمته
- أقدام متعبة وضمير مستريح خير من ضمير متعب وأقدام مستريحة
- الصديق الحق هو الذي يكون مرآة لضمير صديقه اذا ما نظر اليه رأى ضميره
- يستحيل ارضاء الناس في كل الأمور ولذا فان همنا الوحيد ينبغي أن ينحصر في إرضاء ضمائرنا
- إن صوت الضمير من الرقة وسرعة العطب بحيث يسهل خنقه ولكنه من الصفاء بحيث يستحيل انكاره .
الى اللقاء مع حكم وأمثال جديدة فى رمضان .