محفوظ مكسيموس يكتب : ( جلد الذات )
8 يونيو، 2018 مقالات واراء
منذ نشأتنا ونحن نسمع مصطلح ( محاسبة النفس ) سواء داخل أروقة الكنائس أو داخل نطاق الأسرة وفي حقيقة الأمر إختلط علينا المفهوم بل وأحيانا نرتكب جرائم حمقاء تجاه أنفسنا بحجة محاسبة النفس.
دعني أذكر في البداية أننا بشر ولسنا آلهة ويقترن وجودنا بفعل الأخطاء وهذا بديهي جدا. أما المغالاة في إذلال الجسد ( جسديا و نفسيا ) فهذا بعيدا تماما عن محاسبة النفس. فالله منح الحياة لنستمتع بها و نحياها أيضا ومنحة الجسد من أعظم المنح لتهنأ بالحياة فعندما نخطئ هذا دليل قاطع أننا بشر طبيعيون ولكن من غير المقبول هو جلد النفس جراء هذا الخطأ . ويجب علينا الإفراز بين محاسبة النفس البناءة و جلد الذات التدميري. فيكفي جدا بعد إرتكاب الأخطاء ان ندرك اننا اخطأنا ونصحح المسار أما المبالغة في تبكيت الذات و التذكير الدائم سيؤدي بنا حتما إلي الوقوع في مصيدة ( اليأس ) واحيانا بتفاقم الجلد للذات تؤدي بنا إلي كارثة ( صغر النفس ) .
فيجب علينا ان نتحلي بالحكمة الوسطية و وسطية الحكمة فبالرغم من إدراكنا لأخطائنا والندم عليها لكن يجب علينا أيضا أن نطوي صفحات الخطأ سريعا من اجل الإستمرار الإيجابي وعدم التعثر بنفسية منكسرة ذليلة. وعلينا ان ندرك جيدا أن هذا مبدأ روحي بل وإنجيلي بحت فالإنجيل يقول ( لا تشمتي بي يا عدوتي لأني إن سقطت أقوم ) ويقول الإنجيل ايضا في هذا الصدد ( الصديق يسقط سبعة مرات والرب يقيمه ) فهونا علي نفسك سيدي عندما نخطئ فهذة طبيعتنا البشرية وأما الإستمرار في جلد الذات والمغالاة في الندم هو أقصي أنوع الكبرياء وتملك الذات . حيث ينظر الإنسان إلي نفسه وكأنه معصوم ولا يجب عليه السقوط مما يؤدي إلي عواقب كارثية نفسيا وجسديا و روحيا أيضا.