بينما راح الصبية يحملون صنايق السمك الطازة عرضا لبيعه كان البائع ينادي بصوته الإجش مستعرضا كافة الانواع المتاحة يحث المارة على الإقبال لفرصة الشراء الشهية ..ينادي على كل نوع من الاسماك او البحريات المختلفة باسمه الشعبي المتعارف عليه مؤكدا على حلاوة الطعم .. وقار الباشا
جمبري البيه ..البوري المزاج كله الدنيس ماتقوليش.. السبيط مزة الخميس ..و .. و..و..تف على حماتك
اسمها ايه
:تف على حماتك .. شوكها كتير بس طاجن مية مية .. عليها اقبال ..
هل الإقبال عليها لجودة اللحم والطعم أم لسبب نفسي يحمله المشتري (ة) بل ويدفعه للشراء بتأن واهتمام ..
(حماتي ياكش تتوحع بتوحم على سمك على الفطار ..طيب ماهي هاتعرف ياهبلة ..مابتشوفش ..يعني جوزك مش حايفهم .. . لا ياروحي مافيش غيره ف السوق وبعدين ينزل هو كدا ويتشملل ياكش تخنقها شوكة ) .
.للاسف أينما ذهبنا نحمل ثقافة الكراهية المسبقة والتدني القيمي والتى نعلمها ونستوعبها من الأمهات والجدات العقيمات ..
قبل أن تتزوج ترضعنا أمهاتنا (اوعي ف يوم تبلي ريق حماتك ..
الحلوة ليكي والمرة لجوزك وحماتك . يارب يكرمك يابنتي بعربس من غير أم .. دا جهازك أهو ..فيه طقم الصيني والكبيات والعصير حادعى عليك تتحرقي لو قدمتي منه لحماتك ..كمان دا فستان اسود في جهازك علشان لما تموت حماتك أو اخت جوزك )
واحنا بنات في الجامعة (لا طبعا حماتي دي لازم اكرههها ..والنبي يارب عاوزة اتجوز من غير حما ..)
وحاجات تانية كتير
بكل الحزن والأسى دي ثقافة مجتمعنا الميت ..زرع البغضة المسبقة ..تنمو العداوة والتحفز والتربص ..نتزوج بتكاليف باهظة وفورا نطلق ..ثقافة لا علاقة لها بالحب أو الشركة ..أو الطريق الواحد أو عشرة العمر أو تأسيس بيت والاستمرار في عائلة تكبر .. أو أدنى حد من الإنسانية والأخلاق والقيم .
من المسؤول على ترسيخ تلك الموروثات
ثقافات المجتمعات الوضيعة إنسانيا هي أيضا سوق رائجة لكل سلعة غير جيدة ..سمك كثير الشوك والتاجر المستغل أجاد استغلال الثقافة المتدنية ليروج لبضاعته (تف على حماتك ) وسط مجتمع جاهل منتقم يتمنى الشر حتى داخل عائلته …من المسؤول وأيه مؤسسات مسؤولة عن ترسيخ موروثات النمو العقيم لحتى صرنا نسخة مطابقة من التشوهات النفسية وابعد مانكون عن الحضارة الإنسانية .. للأسف الكل مدان ..الكل مسؤول ..
تف على حماتك الكيلو ٤٠ جنية يصل ويتعدى وزن الواحدة ال ٢كيلو جرام وكل واحد وقيمة حماته ..