السبت , ديسمبر 21 2024
شحات خلف الله عثمان

فقعت مراراتي

 

بقلم . شحات خلف الله عثمان

كثيرا ما نسمع تلك العبارة فى حياتنا اليومية عندما نتعرض لضغط عصبى او موقف أنفعالى من أحد الاشخاص وذلك الأمر أثار أنتباهي فقمت بالبحث فى العديد من المصادر المختلفة والدراسات الطبية الحديثة فى هذا الصدد وتبين لى فعليا ان هناك أرتباط عكسي وثيق الصلة بين المرارة والجهاز العصبي للأنسان .

للبدء فى تفصيل الصلة بينهما يتوجب بيان ما هى المرارة وما هو دورها فى الجسد الأنساني فالمرارة هي عبارة عن حويصلة تشبه كثيرا فاكهة الكمثرى، وتوجد أسفل الكبد في الجانب الأيمن ، حيث يقوم الكبد بإفراز مادة الصفراوية فتقوم المرارة بتخزينها، وقد يحدث لمريض التهاب في المرارة ويسبب آلام شديدة في البطن وأعراض أخرى مثل ارتفاع درجات حرارة جسم المريض ويمكن تلخيص وظائف المرارة في أنها تخزن العصارة الصفراوية التي يقوم الكبد بإفرازها عند الحاجة أليها، فعند تناول الطعام تقوم الأمعاء الدقيقة بإفراز هرمون كوليسيستوكينين فيقوم هذا الهرمون بالعمل على تحفيز المرارة حتى تفرز العصارة الصفراوية للعمل على تكسير الدهون وأيضا لامتصاص المركبات الدهنية المتواجدة في الطعام.

اما عن علاقة أمراض المرارة بالانفعال العصبي
فهى كما ذكرت علاقة عكسية، حيث يؤدى الانفعال إلى انفجار المرارة على مراحل متعددة، لذلك أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بهدوء الأعصاب والصبر يكونوا أقل عرضه لأصابه بانفجار المرارة.

كما اثبتت دراسات أخرى أن هناك أسباب أخرى غير العصبية والانفعال تؤدي إلى أمراض المرارة، مثل التعرض لزيادة الوزن المفاجئة أو التغيرات الهرمونية، أو حبوب منع الحمل، وحتى الاصابة بمرض السكري وتليف الكبد، وقالت الدراسة أيضا بأن المرضى الذين يتناولون أدوية الكولسترول تقل لديهم أعراض التهاب المرارة وتكوين حصوات بها .

من السهل استئصال المرارة عند تكوين حصوات فيها وقد كان لى تجربة قبل سنوات وقمت بازالتها ويتوجب الحرص بعد ازالتها فى كمية الدهون وانواع الزيوت التى تدخل الجسد البشري لأنه سبحانه لم يخلق اى جزء فى الجسد عبثاً .

اذا كلمة فقعت مراراتى ذلك اللفظ الدارج على السنة الكثيرين ليس مجرد ثقافات موروثة بل اثبتته الدراسات الطبيه والعلمية الحديثة فلا تدع عصبيتك تؤدى إلى انفجار مراراتك وما اكثر الضغوط العصبية فى وقتنا الحاضر وتدبر دوما ان القوي والرد على المتعصبين لا يكون إلا بتمالك النفس وقت الغضب وكظم الغيظ والتعامل مع الأمور بنوع من البرود .

المقال احتوى على بعض المواد المنقوله من عدة مصادر كما ذكرت فى صدر المقال وقد تم تطويعها بصورة تصل بسهوله الى القارئ الكريم 
وربما سبب كتابة المقال اننا فى شهر رمضان المبارك وهناك العديد من السلوكيات السيئة التى نعتاد عليها مثل التدخين وتناول المشروبات التى تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة وغيرها التى يؤدي عدم تزويد الجسد بها الى زيادة الأنفعال فى رمضان اثناء فترة الصوم مما ينعكس سلباً بصورة عصبية يشعر بها الأخرين .

ترويض النفس والعصبية فى رمضان رسالة ايضا من رسائل الصوم في شهر رمضان مثل الشعور بالفقراء والمنكوبين فى العالم وان لم يتم ترويضها سيحدث ما لا يحمد عقباه وقد تنفجر المرارة أو ( تفقع ) حسب اللفظ الدارج فى مصطلحاتنا العامية

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.