ما هو ذلك الكيان ؟ الذى لا يحده مكان ,, لا يعيش بين اسطح و جدران ,, لا يدعمه اساس و حيطان .. اخطأوا فظنوه هو ذلك الذى يأوى بين جوانب الصدر اسير,, مستقره ههنا لا يسير.. و ها هى اسرار عمله لا تحتاج لتفسير…ما بين خفقات و نبضات و لا من تغيير و يستمر هكذا الى نهاية المصير.. يا لضيق هذا الفكر العسير الذى هيهات ان يخترق اعماقه ليعرف الكثير .. يحصره عجز افقه ما بين منطق و تفكير..غافلا ان هذا الكيان له امتداد خفى لا ترصده رؤى العينين ….لكنه يتمد بسره الخفى الى ملئ الجسد و النفس بل ينتشر ليتجاوز الحدين .. لا نهاية لعمقه الجذرى ..الحياة بمكنونه السرى .. مهجة النفس فى كنزه الخفى .. يشاطرنا كل دقائق العمر بشكل قوى ..يتجلى ظاهرا فى كل ما هو انفعالى …فتجده يطلق ومضات تضئ الفرح بضحكات يهتز لها الوجدان طربا ,,و فى الحزن تصدر عنه انات تخلع لها قوى النفس و تتزلزل غما .. ليس وقت الفرح و الحزن فحسب بل فى كل حالاتنا الشعورية و المزاجية.. انه القلب بطل هذة الاقصوصة .. و سنتناول بالحديث ظاهرة هامة يعتريها قلة الاهتمام ..و هى متلازمة انكسار القلب و تعرف بأنها ” حالة مرضية ليست وهما من خيال الادباء و الشعراء و هى حالة مؤقتة تصيب القلب نتيجة التعرض لموقف باعث للحزن او الضغط الشديد او لمكروه تعرض له الشخص.”
و هى حالة نفسية المنشأ تظهر فى صورة اعراض جسدية ,, ليست ناتجة عن خلل او اضطراب عضوى
و الفرد المصاب بها يعانى من آلام مفاجئة بالصدر,,و صعوبة فى التنفس, و عدم انتظام ضربات القلب,,,,ضعف هام .. و هنا يختلط الامر لدى المصاب بهذة المتلازمة و يظن انه يعانى من ازمة قلبية و خصوصا ان الم الصدر يستمر طويلا
و هنا الطبيب هو من يستطيع ان يحدد هذة الاعراض ناتجة عن ازمة قلبيه ام غير ذلك
و الاسباب الاصابة بهذة المتلازمة كما يحددها الاطباء النفسيين :
الحزن الشديد الذى قد يتعرض له الشخص نتيجة… وفاة احد المقربين اليه او اصابته بمكروه
فقدان مبلغ او ثروة كبيرة او مركز اجتماعى .. الخ
موقف اجتماعى يفوق قدرات الشخص…..مقابلة حاسمة , القاء خطبة …. و ما الى ذلك
علم الشخص بانه مصاب بمرض خطير,,,,التعرض لحادث
مواجهه الشخص لاى موقف ضاغط او يفوق احتماله فيعرضه للحزن الشديد
و هذة الضغوطتيرفع الادرنالين و انزيمات اخرى فتسبب خلل فى عمل عضلة القلب و يتضخم القلب بشكل مؤقت و هنا يقل ضخ الدم للشرايين
و عادة ماتختفى هذة الحالة تلقائيا فى غضون اسبوع ,,او احيانا ما تحتاج لعلاج طبى مع دعم نفسى لتجاوز الازمة المسببة للحالة
و دائما ما نتغافل و نتسانى عن النفس تلك التى تتألم فى صمت و تشكو بلغة غير منطوقة .. و لا من مجيب يلتفت لانينها حينئذ تلجأ للتصعيد خارجة عن صمتها , صارخة الى الجسد الذى لا نقدر ان نتجاوز نداءه فيظهر شكواها بلغته الملحة التى لا نقوى على تجاهلها , فليتنا نكون اكثر انفتاحا على نفوسنا ووعيا لهمس لغتها تلك الصامتة
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com