بقلم الدكتور صلاح عبد السميع
قيمة كبرى تتجلى فى كل أعمال الخير ، وتتجلى بكافة صورها فى رمضان ، فما أحوجنا الى تفعيلها فى كل وقت وكل زمان ومكان ، ما احوج المجتمع الى بر الوالدين ، والى عمل الخير فى كل وقت وحين ، ما أحوج الأمة الى حُسْن الخُلق والذى يعد من أعظم أبواب الخير فى رمضان ،بل مِن أوسعِ أبوابها؛ فعن النواس بن سمْعان الأنصاريِّ – رضي الله عنه – قال: سألتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن البِرِّ والإثم، فقال: ((البِرُّ حُسْن الخُلُق، والإثم ما حاك في صَدْرك وكرهت أن يطَّلع عليه الناس))؛ رواه مسلم.
يقول المولى سبحانه وتعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]؛ فالتعاون في الإسلام أن يعينَ بعضُ المسلمين بعضًا؛ قولاً وفعلاً، ويقول القرطبي في تفسير هذه الآية: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]: هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البرِّ والتقوى؛ أي: لِيُعِنْ بعضُكم بعضًا، وتحَاثُّوا على أمر الله – تعالى – واعمَلوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وامتنعوا منه، وهذا موافق لِما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم.
معنى البِرِّ لغةً:
البِرُّ: الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل، وبَرَّ يَبـَــرُّ، إذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ، إذا صدَّقه ولم يحنث. وبَرَّ رحمه يَبَرُّ، إذا وصله. ويقال: فلان يَبَرُّ ربَّه ويتبرَّره، أي: يطيعه. ورجل بَرٌّ بذي قرابته، وبارٌّ: من قوم بررة وأبرار، والمصدر: البِرُّ، والبَـرُّ: الصَّادق أو التقي وهو خلاف الفاجر، والبِرُّ: ضدُّ العقوق. وبَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَـــرُّهُ برًّا، وقد بَرَّ والده يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرًّا… وهو بَـرٌّ به وبارٌّ.. وجمع البَرِّ الأبرار، وجمع البَارِّ البَرَرَةُ .
معنى البِرِّ اصطلاحًا:
قال المناوي: (البِرُّ بالكسر أي: التوسُّع في فعل الخير، والفعل المرضِي، الذي هو في تزكية النَّفس… يقال: بَرَّ العبدُ ربَّه. أي: توسَّع في طاعته… وبِرُّ الوالد: التَّوسع في الإحسان إليه، وتحرِّي محابِّه، وتوقِّي مكارهِه، والرِّفقُ به، وضدُّه: العقوق. ويستعمل البِرُّ في الصِّدق؛ لكونه بعض الخير المتوسَّع فيه)
قال القاضي المهدي: (والبِرُّ: هو الصِلة، وإسداء المعروف، والمبالغة في الإحسان) .
ومن الحكم والأمثال حول البر :
البر حسن الخلق
البر ما اطمأنت إليه النفس
من البر أن تصل صديق أبيك
خير البر عاجله
بالبر يستعبد الحر
البر : الجود في العسر
لا يزيد في العمر إلا البر
من أكرم أباه سر في أولاده
البر : العفو عند المقدرة
البر : ما اطمأن إليه قلبك
البر : ما سكنت إليه نفسك
البر شيء هين : وجه طليق وكلام لين
يؤدى الصمت إلى السلامة والبر إلى الكرامة والجود إلى السيادة والشكر إلى الزيادة
إلى اللقاء مع حكمة جديدة في رمضان
الوسومصلاح عبد السميع عبد الرازق
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …