بعد مرور ما يقرب من الـ 17 يومًا علي مذبحة الرحاب، التي عثر فيها على 5 جثث داخل إحدى الفيلات بمنطقة الرحاب، لرجل أعمال وزوجته وأبنائه الثلاثة، مصابين بطلقات نارية في منطقة الرأس وفي مناطق متفرقة، لم تتوصل النيابة إلى أدلة قوية تحسم أمر تلك القضية التي لا تزال تشغل بال الرأي العام.
الجميع يتكهن لها ويفرض فروضه الخاصة، هل هي انتحار أم هل هي بفعل فاعل، الكل ينتظر خبر كشف غموض تلك القضية، ولكن مما لاشك فيه أن الجريمة مفزعة ومحزنة للجميع، خاصة بأن تلك الجريمة قد محت أسرة كاملة من على قيد الحياة، لم يتبق للأسرة شيء، رحل الأشخاص وبقت ممتلكاتهم الفيلا والسيارات حتي الكلب، فتركت الأبنة التعليم الرفيع وجامعتها الخاصة وكذلك أخيها الذي ترك الجيم والبطولة التي كان يحضر لها وتركت الأم مجوهراتها والأب ترك أعماله الحرة، الجميع يسأل ما هو السبب وراء محو تلك العائلة من الوجود، لا يوجد شاهد حتى الآن لديه دليل قاطع بشيء،
فالغريب في الجريمة أنها لم تكن في حي شعبي شاغر بالسكان أو منطقة يكثر فيها الأعمال الإجرامية، بل كانت في مدينة الرحاب أرقي إحياء القاهرة، وأن المجني عليهم من الطبقة الاجتماعية العالية، فإلي هذه اللحظة مازالت نيابة القاهرة الجديدة، تنتظر تقرير الطب الشرعي الذي سيحكم في الأمر ويقطع الشك
باليقين، حيث استعجلت النيابة تقرير الطب الشرعي حول الواقعة.
وكانت النيابة قد أمرت بتشكيل فريق من أعضاء النيابة برئاسة المستشار محمد سلامة المكلف؛ لبحث غموض القضية، والذي يواصل تحقيقاته لحل لغز القضية من خلال الاستماع إلى أكثر من 30 شخصًا من أهلية ودائني الأب وكل من كان على صلة بالأسرة، مشيرًا إلى أنه يتم استدعاؤهم للاستماع لأقوالهم وليس كمشتبه بهم.
واستمعت النيابة إلى أقوال عدد آخر من أصحاب الديون المتراكمة على الأب وبعض من أصدقاء أبناء ضحية المذبحة للوصول إلى خيط وحل لغز الواقعة بعد التأكد من وجود شبهة جنائية كاملة، كما كشفت التحقيقات أن الكلب لم يتلق أي مواد مخدرة، أثرت عليه بالنباح، كما أن الوسادة التي كانت موجودة على وجه الأب أكدت وجود شبهة جنائية، وأن الجريمة تمت بواسطة صحبة أحد أفراد الأسرة التي كانت مرتبة ويراد من إظهار الجريمة بعد ارتكابها أنها انتحار، وقيام رب الأسرة بقتل عائلته ثم قام بقتل نفسه معللة بذلك أنها عملية قتل تمت باحترافية عالية.
وكان مصدر أمني، قد كشف عن تفاصيل جديدة في واقعة العثور على 5 جثث داخل فيلا بمنطقة الرحاب، والمعروفة إعلاميًا بمذبحة الرحاب، مؤكدًا أن فريق البحث يواجه لغزا جديدا في القضية متمثل في وجود أدلة على أن الأب لم يقتل أو ينتحر أثناء الواقعة بسبب عدم تعفن جثته بشكل كامل كباقي الجثث.
وتابع المصدر أن الأجهزة الأمنية تبحث فرضية قيام مجهولين بقتل زوجة الضحية وأبنائه أولا قبل أن يتم قتله.
كما أن فريق البحث يعمل على افتراضية أخرى، وهي قيامه بالانتحار بعد ساعات من قتل أسرته خاصة أن وضعية يد الأب والسلاح بجواره تدعم فرضية انتحاره.
كانت بداية الواقعة بتلقي اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، إخطارًا من قسم القاهرة الجديدة بالعثور على 5 جثث داخل فيلا بالرحاب، وعلى الفور انتقل رجال البحث الجنائي، بقيادة العميد نبيل سليم، مدير المباحث الجنائية، وتبيَّن من المعلومات الأولية أن رجل أعمال أن يدعى “عماد س.”، 56 سنة، وزوجته “وفاء ف”، 43 سنة، وأولاده “محمد”، 22 سنة، و”نورهان”، 20 سنة، و”عبد الرحمن”، 18 سنة، لقوا مصرعهم وسط ظروف غامضة، حيث قام رجال الأمن وخبراء المعمل الجنائي بمعاينة جميع مداخل ومخارج الفيلا وفحص المترددين عليها، وكذا جارٍ العمل على فحص سجل المكالمات الأخيرة للمتوفّين بعد مخاطبة شركات المحمول؛ لكشف غموض الحادث.
وكشفت معاينة النيابة لمكان الواقعة أن الأعيرة النارية المستخدمة في قتل الثلاثة أطفال والسيدة وزوجها، هي ذاتها الأعيرة المنطلقة من أداة الجريمة بجانب جثة المجني عليه “مسدس غير مرخص”، ووجود 12 طلقة نارية مستخدمة في الحادث، وتبين أن الأب محرر ضده محاضر بسبب تأخره عن دفع الديون.
وفي ذلك السياق، قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن في مثل تلك القضايا التي تشغل بال الرأي العام، يتم تشكيل فرق بحث على أعلى مستوى، يدرس جميع جوانب الضحايا من علاقات اجتماعيه وظروفهم الأسرية وأماكن عملهم وجميع الأشخاص الذين على علاقة بهم، مؤكدًا بأنه ليس في مقدرة أي شخص خارج فريق البحث التأكيد والحسم بأن الواقعة جنائية أم انتحار سوى فريق البحث فقط لا غير، وأشار إلى أنه عاجلا أم آجلا سيحل لغز تلك القضية، ولكن تحتاج إلى قليل من الوقت وجمع الأدلة والتقارير الصحيحة، وفي رأيي الشخصي أرجحها جنائية.
أوضح اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه يستبعد تمامًا واقعة انتحار رب الأسرة، وأن المتهم في الجريمة ليس شخص واحد فقط، فكل فرد في الأسرة تعرض للقتل من قناص، والدليل على ذلك أن أفراد الأسرة تلقوا رصاصة في الرأس، من خلال كاتم للصوت، وأكد أن وراء الواقعة عصابة مافيا والأسرة تعرفهم جيدًا.