على هامش الزفاف الملكي ..الأمير هاري وميجان ماركل
..للأسف كانت غالبية الأرء والتعليقات بالشارع المصري حول زفاف الأمير هاري وميجان ماركل تتلخص في انتقاد الأمير باقترانه من مطلقة سوداء تكبره بأعوام وأمريكية الجنسية ..
للاسف هذه ليست أراء أو مجرد انتقاد وثرثرة العامة فحسب بل أيضا هو فكر وقناعة من يطلق عليهم بالمثقفين .فمثلا كتب الاعلامي يسري فودة على حسابه الشخصي منتقدا كل تلك الفوارق الخطيرة من وجهة نظرة وأيضا متعجبا من عدم حضور أبيها ليقوم بتقديمها للعريس عوضا عن الأمير تشارلز ..مؤكدا المثل الشهير اللي مالوش خير ف أهله مالوش خير ف حد ،(اشرب ياهاري )
طبعا دا على اعتبار أن الأمير هاري حايكسر عينها وحايمسكها زلة على ميجان طول العمر . دا لو كمل معاها بالشكل دا . وهي كمان بكل بساطة حا تبيعه ومش حاتجيبها واطي معاه ولا مع عيلته ..بلا حب بلا احترام بلا أخلاقيات بلانيلة ..
للأسف لهذا الفكر مدلول وموروث ثقافي عتيق ومتخلف ومراهق جدا .وفد أثبت فشله بجدارة(ارتفاع معدلات الطلاق بعد سنوات أو أشهر قليلة من الزواج..أو أي علاقة أخرى ) .
فهو مفهوم يرتكز في تكوين العلاقات ف المقام الأول على الجوانب الشكلية والمقاييس الجسدية ..م الاخر معيار جنسي بحت.. والتى لا تشكل ثقلا محترما في نمو التوافق الفكري والمعنوي و بناء حياة ناضجة ومكتملة بين الطرفين. .
للأسف ما أبعد المسافةالانسانية وما أعمق الاختلاف الجذري بين العقلية الغربية والعربية في نظرة كلتاهما للحياة وللآخر وللعلاقات والزواج والحب والأسرة والبيت والمستقبل ..
يدعم هذا أيضا ماجاء بالأمس بلسان الفنان المثقف سمير صبري حين سألته المذيعة بسمة وهبة عمن يريد محاوراته فقال متعجبا :نفسي أسأل ماكرون سؤال ازاي اتجوز واحدة أكبر منه كدا . .
واضح أن الموضوع مؤرق فعلا وشاغل بال المثقفين اللي لفوا الدنيا لف والمفروض إن بثقافتهم دي يكون تفكيرهم أكثر رحابة وتنويرا وانفتاحا. لحتى يغيروا من واقع لدينا شديد القسوة وينقلوا المجتمع لفكر ارقى وأكثر تحضرا .ودا برضه على اعتبار أن الحيزبونة مرات ماكرون مطلعه دينه ومقضياها غيرة من البنات الصبايا ومراقبة تليفوناته وخروجاته ومشغلاها كوتشينة وفتح المندل ..ومش فاضية هي لمساندته ودعمه ليصل إلى أعلى منصب في دولة أوروبية ثقيلة وعريقة كفرنسا ..)
للاسف غايب عن العقل العربي شيء فارق جدا أن أي علاقة بين أي اتنين و تحت أي مسمى هي التزام روحي وأخلاقي في المقام الأول وليس ثمة استهتار اطلاقا أو تلاعب وهدر للطاقة و الوقت لأي من الطرفين ….
نقطة أخيرة .. فستان زفاف بسيط كما يليق بعروس فعلا ..مكياج على الطبيعة جدا ..أزياء الحضور كشأن كل زفاف تابعناه قبلا ..كلها تتسم بالأناقة والوقار كما يليق بقدسية الزواج الكنسي وكما يليق بالحضور الواعي لهيبة المكان والحدث ..
فليس بالبهرجة أو المغالاة في المكياج أو الارهاق في تكاليف الفستان والزينة وملابس الحضور الصاخبة وضجة الزفاف تكون الأعراس أو تبنى البيوت لتستمر بحب ونضج ..
البساطة هي قمة الاناقة ..والفرحة قبل الفرح ..دي الفرحة ف عينها بتنط نط ..