” رمضان ولكن ” للكاتبة والأستاذة ماجدة سيدهم
17 مايو، 2018 مقالات واراء
قليل من التروي وفي نقاط :
*شهر رمضان ..وهذا المظهر التراثي والشعبي الفريد بطقوسة وفنونه وعبقه بكل الأسف تختفي سماته المميزة وسط كل هذا التكدس والتدافع غير المبرر والانفلات الأخلاقي و السلوكي المزعج بالشوارع ليزداد الأمر سوءا وقبحا في هذالشهر بعينه (ماحد طايق نفسه ) متعللين بالصيام..
لماذا تغلق كل محلات الأطعمة خاصة الشعبية ومحلات العصير .. فهناك مرضى وهناك أطفال دون السن وهناك عجائز وهناك من هم على طرق و وهناك من لا قدرة لهم ..فما الضرر الذي يقع على الآخرين جراء تناول أحد ما بالطريق كوبا من الماء أو أكل شيئا أو دخن سيجارا وما الذي يثيرحنقهم وسخطهم مالم يكن الصوم قناعة ورحمة وعبادة .
نعم الصوم فرض لكنه ليس عقابا ..الصوم فرض بين الله وعبده وليس بين الناس وبعضهم حتى ينصبوا أنفسهم رقباء ومتلصصين بل وحكام شرسين فيما بينهم ..وهو ما يدفع بالكثيرين للتمرد والإفطار خلسة أو جهرا ونراه كثيرا بكل وضوح..
*سؤال هل يمكن استغلال هذا الموسم الرمضاني سياحيا ويروج له عالميا ..فلدينا ثروة مذهلة من هذا التراث الشعبي والصوفي بعاداته وطرازه وعبقه وانشاده ومأكولاته وموائده التى لا يعرفها الكثير جدا عنا …
نعم نعم كم هو مؤسف أن نمتلك كل تلك الثروة الثقافية للحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية دون أدني انتباه أو استغلال فجميعها محض سطر في كتاب مدرسي ..
ملحوظة .ليس بمنع الخمور في الفنادق والقرى السياحية تصان الشعائر كما ليس في اباحتها إخلال أو إنقاص من هيبة هذا الشهر ..
تظل الحاجة الأهم إلى الوعي السلوكي المتحضر .. قليل من الفهم والثقة في أنفسنا ..قليل من عدم الانشغال بشأن الاخرين و نشر قيم الحب والتسامح والتروي ..
وليتعلم الناس أن الصوم يعنى أن تكون بشوشا أن تظهر نظيفا مهندما ودودا وأمينا وعف اللسان ..
. وهو ما يجعل الصوم بشكل عام مباركا ومثمرا بل و يجعل منه رغبة روحية وليست قمعا رقابيا ..
رجاء احتفظوا بخصوصية التفاصيل الرمضانية ولا تضيعوا نكتها من الذاكرة و الوجدان ..انقذوا التراث وتلك الأجواء قبل أن تصبح بدورها خيطا واهيا ..