صبيحة كل يوم .. في هذا المكان والذي اعتداه الموظفون حيث يلتقون بمكاتبهم على كافة الأخبار ..هنا تقريبا يعتبر التنوع في الدرجات العلمية هو الاختلاف الوحيد المقبول في شريحة مجتمعات العمل الوظيفي وخاصة بين الستات وكأن الجهل قاسم مشترك بينهم من أول الإعدادية حتى الدكتوراة ..
: ياحرام ياولاد “نجية” راحت عليها فرصة الجعزة والخلفة سوا
نجية زميلة لا تنجب ..قالو إنها تعرضت لجعزة (فزعة ..خضة) فأغلق رحمها ..ويلزم لها خضة عكس تفتح الرحم .. وناس قالت لا دي مشيت وعليها الدم (الدورة الشهرية ) على غيط برنجن ( باذنجان) ..ف الباذنجان جف وبذر ( كله بذر ) ويعمل سواد ف الايد وهي وكمان ماتخلفش ..
عم ” فتوح ” عامل البوفيه ومفتي الشركة دوما عنده علم بأدق تتفاصيل الحياة الخاصة للزميلات ..لذا أحضر حرباء في كيس ورق . اعطاها لمدام “سعاد ” لتقوم بتوصيلها إلى مدام” نجية” حتى تصاب بالخضة وتحبل ..
لكن فضول” سعاد “دفعها لتتحرى عن الشيء الطري بداخل الكيس ..كانت صرختها قوية لما طالعت الحرباء بالكيس.. بينما راحت الزميلات تنعشها بعد اغماءة كبيرة بريحة الخل والبصل فالعطور حرام ولا يتم تداولها حرصا على مشاعر الزملاء اللي ممكن ينهاروا لو شم احدهم رائحة عطر أنثوي ..
ويا حول الله الجعزة بدل ماتروح لنجية راحت لسعاد اللي بدورها حبلت على اللولب من خضة ماكانت في حاجة إليها فلديها أربعة من الأبناء …
:دا رزق ياسعاد ..احمدي ربنا خمسي بيهم ف وش سلايفك
عم فتوح : دي جعزة الجنة ..والعيل اللي حايجي دا حايبقى حاجة كبيرة اوي في الدين ..عاوزين الحلاوة ياست سعاد
.وبكدا أصبحت الحرباء المبروكة محل الحديث المنتشر بين الزملاء بل ومتداولة بين الزميلات لحل كتير من مشكلات العقم للمعارف العزاز ..اللي مابتخلفش نجيب لها حرباية عم فتوح . .اللي جوزها ينام ويعطيها ظهره في السرير تحط له الحرباية تحت المخدة ..يتخض ويتعدل في نومته ويفضل يكر ف عيال ..
عم فتوح كسب كتير واقتنعوا أن الحرباية دي لاتموت ابدا ..
وأما “نجية المسكينة ” فوجدت عند الدكتورة ” شيماء” ( طبيبة الشركة المنقبة ) الحل المضمون والمجرب واللي كتير أكدوه .. فعلى ” نجية” “تاخد قطعة من خلاص مولود سعاد واللي هايتولد بعد أسابيع نتيجة خضة كانت من حقها وتضعها في مهبلها ..بعدها حاتكون زي الفل ..الوصفة دي مجربة مجربة مجربة ..
دلوقت عم فتوح عامل البوفيه بيبحث في أمر مهم ..هل الطفل اللي امه تحبل بيه بخلاص طفل آخر يعتبر أخوه زي الرضاعة كدا ولا لاء .. الموضوع كبر ووسع وشغل الزملاء جدا انقسموا لفريقين ..مع وضد ..
:ازاي أخوه إذا كان الخلاص اصلا بترميه المشفيات في الشارع ..قامت كلته قطة ولا كلب يبقى ابن الكلب دا اخو ابني ازاي يعني ..
:لو الخلاص اندفن يبقى أخوه لو اترمي يبقى مش أخوه ..
:انا قريب ع النت أنهم قبضوا على واحد بتاع كبده عربيات بيجمع الخلاص دا من ادام المشفيات ويقطعه مع الكبده .. دا يبقى ايه بئا ..؟
على راوئح مغلي القرفة والحلبة الحصى والينسون والقهوة انعكف عم فتوح بالبوفيه محتضنا المبروكة ..يطلع ويفتش ويبحث في شأن علاقة الطفل المولود نتيجة قطعة من خلاص طفل آخر دستها امه العاقر في مهبلها
ومازل السادة العاملين منتظرين ربنا يفتح على عم فتوح ويفتيهم بالنصح والإرشاد .. ولدت سعاد وفعلت نجية ..”نجية” أصابها الفيرس الكبدي اللعين ..واجمعوا على سفرها لمطروح ..حيث خلط حليب وبول البعير معا وجرعتان مع شروق وغروب الشمس .
مرت الشهور سته عادت” نجية ” ممتلئة ومتحجرة البطن ..ملامح الذبول الأصفر المشوب بزرقة بلا حياة .. إذن هو التضخم الكبد والطحال اللعين
:باسم الله ماشاء الله.. توأم يانوجة ..دي بطن توم ..وحمك وحش يانوجة ..هم التوم كدا بيمصوا دم امهم .. وصفة الدكتورة “شيماء ماخيبتش .. ارفعي رجلك يانجية دا زلال نازل على رجلك
تدهورت نجية جدا ..وغابت
: ياحول الله ..ماتت ياعيني وهي حامل .. يابختها دا حايشفع لها ف الجنةباذن الله ..الله يرحمها ..لا لا ماكنش الكبد دي اتعالجت في مطروح بالطب النبوي ..دا مضمون ..
ايوه ياستي الرحم بتاعها هو اللي ماستحملشي الفرحة …لاء لا ء ياجماعة الحمل دا من خلاص االواد ابن سعاد ودي غيرة اخوات ..يعني ايه ..ممكن الجنين يكون استغرب رحم تاني غير رحم أمه الحقيقية ودا اللي خلى وشها ياحول الله
عم فتوح يضع اكواب الشاي والينسون امام الزملاء ببنما هم لازالوا بتبركون جميعهم بالمبروكة ..