كتبت / أمل فرج
ما أروع الوفاء في كل صوره ، وإن كان لكلب ضل عن صاحبه ، مشاعر طبيعية نقية يعكسها قلب طفل العاشرة من عمره لفقد كلبته التي شعر من خلالها بمعاني قد لا يستشعرها الكثيرون ، ولكنه الوفاء ، ولو للحيوان ، إنه الطفل الذي يدعو الكثيرون له بالشفاء ، وأن يثلج قلب أمه بالأمن والأمان لسلامة صغيرها ، هذا الصغير الذي يعطي درسا لكل كبير قد يستهتر بقيمة جاءت قصة جيسي مع صاحبها ليعلمها لنا ، أو يذكرنا بما تعلمنا ونسينا ..
حالة من الحزن الشديد خيمت على أسرة قمر، السيدة الثلاثينية التي فقد صغيرها كلبته المقربة “جيسي”، بدا حزنهم الشديد على ضياعها غريبا بالنسبة للمحيطين “إيه يعني كلبة وراحت”، لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة بالنسبة لأي من قمر أو الطفل مازن (10 سنوات).
“مازن طفل يعاني من التوحد ومريض كبد، حالته النفسية والصحية اتحسنت كتير في وجود جيسي، ارتباطه بيها ساعده جدا، لكن للأسف بقت تقريبا كل حياته، جاله صدمة لما ضاعت وخايفة عليه جدا، الموضوع مش هزار وأنا مستعدة أدفع قد تمنها مرتين للي يرجعها لابني”، وأعلنت الأم رصد مبلغ ألف جنيه مكافأة لمن يساعدها في العثور على الكلبة التائهة، خوفا على صغيرها من الانتكاس.
“من ساعة ما ضاعت وهو عصبي جدا وحزين حزن شديد”، بدأت قمر في زيارة المجموعات والصفحات الخاصة بالرفق بالحيوان كافة، تروي القصة لعل قلب أحدهم يرق ويساعدها، لكنها نالت عددا لا بأس به من الاقتراحات “هاتي واحد شبهه”، ووصل الأمر إلى حد عرض البعض عليها كلاب تشبهه على سبيل الهدية، لكن بدا أن تلك الحلول أيضا لا تفيد “الولد ذكي جدا وهايعرف بسهولة إنها مش جيسي الكلبة بتاعته”.
كانت قمر في طريقها لتطعيم الكلبة في كلية الطب البيطري بالجيزة “غابت عن عيني ثواني ملقتهاش، لكن واحدة من الموجودين قالت إنها شافت بنت بتاخد الكلبة وركبت بيها عربيات الهرم، بناشدها من قلبي كأم ارحمي ابني ورجعيه وهاديكي تمنه كأني بشتريه من أول وجديد”.