الجمعة , ديسمبر 20 2024
ماجدة سيدهم
ماجدة سيدهم

ماجدة سيدهم تكتب : دراما ألوان الطيف

تمام موافقة على زواج المسلم من مسيحية ..بس واحدة واحدة كدا ..وادي المقطع المثير للجدل ..

*يعني إيه تدخل الجارة وتسأل البطلة عن أبوها فترد تقولها بابا مش هنا فتبادرها ب أحسن برضة ..( هذا لايقل وقاحة عن الخطف والسرقة وعدم احترام الجيرة..شغل اخطف واجري .. في محاولة للتأثير علي الفتاة القبطية بالزواج من جارها المسلم في غياب أبويها ..هي لمؤاخذة مصاصة. هاتضحك بيها على الفتاة تقوم تهرب من أهلها وتحطهم ادام الأمر الواقع. ..بعبه يابابا ) دا سلوك غير أخلاقي ومعيب بين الجيران يامبدع

* ثم تقول الجارة انعام سالوسة :أمير ابني عينه منك (ايه حوار البيئة دا ..وايه اللغة السوقية دي . دي ثقافة التوكتوك يامبدع يامثقف ..

..لو حد بيكتب تحت السلم هايرتقي شوية باللغة.. .دا يامخرج اسمه نظرة شهوانية لا تنم عن ثقافة أو تحضر أو أدنى مسؤولية وبالتالي لا يحمل أي احترام للبنت ولا احترام للزواج في حد ذاته ولا احترام للعلاقة بين أي اتنين حتى من نفس المعتقد ..

يقوم كمان كاتب السيناريو يطلع الفتاة القبطية بلا شخصية وعندها ٣١سنة يعني من وجهة نظر المجتمع الشبقي هي عانس ومافيش أي فرصة تاني وواقفة مستنية فرج ربنا بأي دكر .. حاطة رأسها في الأرض أدب ايه وحياء وخجل ايه وقلة الحيلة ها تنفجر ياولداه من الشاشة ..ترد الفتاة لانكستر وحسرة .: الموضوع صعب ياطنط ..والمشكلة مش فيا ولا ف بابا ..المشكلة ف الناس اللي حوالينا ..

تقوم الست ام العريس تقولها :هو مش ممكن يتجوز أجنبية يبقي ايه الفرق بئا (أنا أقولك الفرق ..الفرق أن اللي بيسافروا دول ويتجوزا مسيحيات أوروبا بيكون طمعا في الجنسية وهروب من نعيم افكاركوا . ثانيا الاقباط بالذات عن اي مسيحي بالعالم واقف كدا لقمة ف الزور ..

وبعدين ازاي يامخرج البنت تقدم كاس الماء للضيفة بإيدها.. ايه القرف دا .. مش فيه طبق أو صنية تقديم ..مش الدراما المفروض تهذب وترتقي بالسلوك برضه .. طبعا مش حاتكلم في أن الضيفة أصرت أن لاتشرب شيء يقدم لها غير الاء ….ربما مالها رغبة .. ومش حاقول أن الاعتقاد بنجاسة اكل وشرب الأقباط ..دا العادي

طيب هاطول عليكو شوية ونتكلم في نقطتين ..

اولا .. لو كانت القضية طرحت بشكل إنساني جاد في مجتمع علماني متحضر ومثقف ..تخلص من كل مبوقات و قازورات الفكر السلفي المتخلف والمنحط .. ويكون الاتنين (مسلم ومسيحية والعكس ) على قدر عالي من النضج ووالفهم والرقي و المسؤولية لإختلفت لغة الحوار كلية ..ولتقبل المجتمع قرارهم باحترام بدون جلبة وغالبا لايقترن بهذا تغيير لأي عقيدة اي منهما .. دي حرية شخصية ليس لأحد أن يتدخل فيها اطلاقا .. م الآخر الزواج المختلط لايصلح بين العامة المنتهكة إنسانيا والمنحطة ثقافيا في المجتمعات المؤمنة والمغيبة والساحقة للإنسانيات واللي لا تعترف اصلا بقبول الآخر و لا احترام اي معتقد غير معتقدها ..

* لكن أحب أوضح لفضيلة المخرج الفشل فين ..ياسيدي الفاضل علشان تعمل أي عمل فني تتناول فيه أي قضية لازم تدرسها بعمق وتركيز ومحايدة ..يعني لما بتعملو دراما عن البلطجة أو العشوائيات أو الانحرافات الأخلاقية بتطلع محبوكة أوي وصادقة وبنصدقكوا لأنك جزء من المجتمع دا عارف تفاصيله ولغته وملامحه وطريقة تفكيره وأبعاد النفسية والذهنية ..يعني عارف تاريخية وثقافته من جوه أوي ..

لكن تعمل حوار اجتهادي أبعد مايكون عن الحقيقة وأبعد مايكون من نمط التفكير والفكر والسلوك المسيحي. تبقى بتهرج وبتستجهل المشاهد .. لو كلفت نفسك وسألت وفهمت وقريت شوية تاريخ أو عايشت المجتمع القبطي اللي انت عايش معاه في نفس الوطن ولازلت عنه غريب ومبهم .. كنت عرفت إن الرد حايختلف تماما وكنت عرفت أن الرفض مش بسبب الخوف من المجتمع إطلاقا إطلاقا ..لكن لاتساع الهوة بين الثقافتين وتباين جذري في المفاهيم الإيمانية والإنسانية..

نقطة تانية ..هي المسيحية دي مش نجسة برضة وذمية وعباد ة الصليب ولازم تنتهك وتسبى ويضيق عليها ف الطريق وتهد كنيستها ويذبح أولادها والقسيس معاشرها وممنوع تحبها أو تسلم عليها أو تعاملها بشكل طيب أو تعالجها لو مرضت (دا كلام العالم الجليل. برهامي افندي )

حاتقولي أصل دا في حالة لو هي فضلت على دينها ..أقولك الفرق بينك وبين برهامي إنك لابس كاسكيت بالمقلوب وچينز وبتشرب بيرة لكن نفس الدماغ والتخلف والحقارة يامبدع

حاتقولي لا الكلام دا غلط ومش دى الصورة الصحيحة وإن دول شيوخ الوهابية اللي شوهوا الدين ..إقولك يامجرم ياخاين ياسلفي لما إنت عارف إن المفاهيم والفكر دا غلط وكارثة دمرت أجيال وٱجيال وخربت وشوهت المجتمع كله سكت ليه طول السنين على كل الانتهاكات غير الأخلاقية وغير الآدمية اللي تعرض ولازال يتعرض لها الأقباط ..وواقف جبان من بعيد تتفرج .وبعدين تطلع تعمل واد فرود بمسلسل سطحي .

وبعدين حد قالك أن المسيحيات تافهات ساذجات ومصابات بالبلاهة والعبط وشبقات لحتى مجرد أي واحدة تطلبهن للزواج لأي من ابنائها. يغمن عليهن من شدة الفرحة والمفاجأة اللوزعية .. وإن الأهالي مغيبين وإن الكنيسة واقفة بالمرصاد لتعذيب شعبها بالضرب والحبس والأسود والجنازير لو أي حد بالغ وناصج غير معتقده برغبته..لا مع ألف سلامة وربنا يوفقهم ..دي حياتهم .. وكتير بيحصل على فكرة ..

طيب أقولك ..اطرح وناقش قضية شاب مسيحي أحب فتاة مسلمة ..ودا وارد على فكرة احنا بشر ..وإنك راجل علماني مثقف و عسل بتدافع عن القضية دي ..لكن انت وأنا والمجتمع كله على يقين انك ماتقدر حتى تفكر فيها ..لأن المجتمع هش وضحل ومعقد و أحادي في كل شيء

ياسيدي ..عاوز تعمل تغيير وإصلاح للمفاهيم والنصوص وتغيير الصورة القاتمة بأخرى أفضل .. اقولك رائع جدا وخطوة ممتازة وندعمك .. .بس الخقيقة مش إحناا المعنيين بالتغيير دا .. يعني هو مين اللي المفروض تصلح له أفكاره ..

. . وبعدين هو ليه تغيير الفكر محصور في الزواج برضة ..يعني التغيير كله استبدلتوه من مصطلح نكاح لمصطلح زواج .. بجد انتو زي الفل ..

ولا هو اسلوب شيطاني جديد بابتزاز المسيحيات بدعوى التقارب ..ولا هو إفلاس فني فرحت تعمل فرقعة في رمضان ..مش بمب هي ..حاتفرقع ف وشك

ياسيدي الفاضل ..المشكلة والأزمة جواك ..انت اصلا مش مقتنع بالخراب والكراهية والعداوة اللي وصلنا ليها بسبب التباس النص والتفسير ..وعاوز تثبت لنفسك حاجة ..بس خايف ماعندك الجرأة تعلنها صراحة وبقوة أن اللي حصل دا جريمة وخيانة عظمى للشعب ووجب محاكمة كل من تسبب في قتل هذا الشعب وتدمير عقله وزهق روحه وتخريب حياته ونموه ومستقبله.. من اول التربية والتعليم وشيوخ الجهالة والإعلام ..دا حتى عنوان الدراما خجول و مرتعش ومبهم (الوان الطيف )مش عنوان صادم كدا ..يعمل ثورة فكرية كدا تنقذ فيها الوطن من الانحطاط اللي حط عليه ..

اعمل دراما تفضح فيها كل أكاذيب وخرافات وتهديدات الشيوخ المضللة والمخربة للعقل والنفس والجمال والوطن والله ..حطم المفاهيم اللي رسخت لمسافة بين الإنسان ونفسه وبين الحياة ..اللي رعبته وحرمت عليه العيشة و الفن والغناء والتقارب والتسامح والحب والطموح …

اعمل دراما تنضف فيها أذهان الناس ووجداتها من كل ضغينة وتربص وريبة ودموية ..عزز قيم العمل والالتزام واحترام النساء والأطفال والنظافة والصوت الهادي والصداقة والعرفان بالجميل وآداب الشكر والعطاء والأمانة واللطف مع الحيوان والبحث والموسيقا وحب الحياة ..

ازرع في الناس قيم البناء والافتخار بالحضارة والهوية وإن كل البشر هم خليقة الله المحبوبة ..بلا تميز في العرق أو الهوية أو الدين أو الجنس . علم وفهم الناس أن مافيش إنسان نجس ولا كائن نجس.. كل الخليقة مقدسة ..حاول تنزع الخرافات والبداوة اللي طفحت ..وإن مافيش إنسان يقدر ينجح ويتطور بمعزل عن الآخرين .. كفانا تصحر

دا يبقى مشروعك القومي اللي حايرج المجتمع رج ويعمل علامة في تاريخ بناء الشعوب والأوطان ..

انزع وغير الفكر الأول وبعدين اطرح الجديد ..

شاهد أيضاً

المصريون يعتقدون بأن “الأكل مع الميت” فى المنام يعني قرب الموت .. وعالم يؤكد بأنه خير

يستيقظ جزء كبير من المصريين باحثين عن تفسير ما كانوا يحلمون به بالليل بل ويقضون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.