أمل فرج
في هدوء تام، أنهى أقارب أسرة مجزرة الرحاب ليلة أمس، تصاريح دفنهم، قبل أن يكشف الأهل عن مفاجأة: “الأب سيدفن في القاهرة، والأم والأولاد الثلاثة في مركز مشتول السوق بالشرقية”.
تسلم الأخوال جثامين الأم وأولادها الثلاثة ليلة أمس، وانطلق الجميع لدفنهم في الشرقية، فيما تسلم الأعمام جثة الأب صباح اليوم لدفنها في جبانة شبرا بمنطقة المظلات بالقاهرة، وفق تصريح الدفن.
مع سماع أذان العشاء، أمس، شقت سيارة طريقها بين عشرات المواطنين الذين اصطفوا في انتظار خروج جثامين أقاربهم. خرج شابان منها، وتوجها إلى سيدة همست لأقارب ضحايا المجزرة الذين وقفوا في دائرة في انتظار تسلم الجثامين: “هي فين.. عايزة أشوفها”.
انفعل شاب من أقارب الضحايا، وقال بصوت عالٍ وهو يستند لحائط المشرحة: “حسبي الله ونعم الوكيل نحتسبه عند الله من الشهداء”، وحاول زملاؤه تهدئته دون فائدة.
في تمام الثانية عشرة ليلا، خرجت جثامين الضحايا، قال رجل مباحث : “السيدة وأولادها الثلاثة دول هيدفنوا في الشرقية”. وعندما سألناه عن المكان بالتحديد رد قائلا: “ما حدش هيفيدك بحاجه الموضوع مكتم عليه.. لكن جثة الأب مش هتتسلم النهاردة وهيدفن في المظلات”.
“أسرة الزوجة كانت الأقرب للزوج، علشان كدة الأخوال هياخدوا الأطفال يدفنوهم مع الأم”، قالها أحد الأقارب عن سبب تفرق الجثامين، موضحا أن والد الأطفال كان بعيدا عن أسرته منذ الصغر.
تتقدم سيارة ملاكي أمام منطقة الغُسل، قبل دقائق من خروج الأربع جثث الأم والأولاد في سيارة دفن الموتى.
وقالت مصادر مسئولة مصلحة الطب الشرعي، إن أهالي أسرة الرحاب، تسلموا 4 جثث لكل من الأم والأبناء مساء أمس تمهيدًا لدفنهم بمسقط رأسهم في مشتول السوق، مشيرا إلى أن جثة الأب تسلمها الأعمام اليوم الثلاثاء، لدفنها بمسقط رأسه في شبرا الخيمة.
كما صرحت نيابة القاهرة الجديدة تحت إشراف المحامى العام الأول أحمد حنفى، وبرئاسة المستشار محمد سلامة، بدفن جثة رجل الأعمال عماد سعد ضحية “حادثة الرحاب”، بعد إعادة تشريح الجثة بمشرحة زينهم.
وقد صرحت النيابة أمس بدفن باقى الجثث، بعد الانتهاء من التشريح، وشيعت الجنازة الخاصة بهم من مسكنهم الأصلى بمحافظة الشرقية، مساء أمس.
كانت نيابة القاهرة الجديدة تحت إشراف المحامى العام الأول أحمد حنفى، ورئاسة المستشار محمد سلامة، قد استمعت لأقوال عدد من أهالى ضحايا أسرة الرحاب، بعد وروود تحريات المباحث بوجود خلافات بينهم وبين الأب عماد سعد الأب، فى محاولة لكشف غموض الواقعة، وأمرت بتفريغ تسجيلات مكالمات الأسرة المقتولة بمدينة الرحاب خلال الفترة الأخيرة، بعد موافقة شركات المحمول الخاص بهم.
كان 5 أشخص من أسرة واحدة لقوا حتفهم داخل منزلهم بمدينة الرحاب أول أمس السبت، وتحاول جهات التحقيق وقوات الأمن كشف غموض الواقعة.