سيسي والفرصة التي لا تعوض
8 مايو، 2018 مقالات واراء
عزيزي الرئيس السيسي
أؤمن في وطنيتك منذ ان وضعت يدك على كفك وازحت كابوس الأخوان، ولقد رد لك المصريون الجميل في انتخابك المرة الأولى بـ 97% في انتخابات غير مزورة، وتحمل معك متاعب اقتصادية لأن كل تصرفاتك بعدها تدل على اخلاصك عدا تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، الذي ربما له ما يبرره اقتصاديا.
بعد انتخابك للمرة الثانية والتي من المفروض طبقا للدستور ان تكون الأخيرة، فأن امامك فرصة لا تعوض لإصلاح المسار السياسي المصرى.
أتمنى ان لا تصغى إلى مقولات الشر مهما حسنت في عينيك بتغيير الدستور لكي تكون رئيسا مدى الحياة. وانت تعلم تماما ان الأستاذ عبد العال رئيس البرلمان هو رهن الإشارة بتغيير الدستور وأبو الدستور وام الدستور لو اشير له بهذا.
مصر لن تكون قوية بغير نظام سياسي قوى وحرية صحافة وبرلمان حر، لا تقوم فيه الإرادة السياسية او الأمنية بتجميع النواب في ائتلاف وتكتل يسمى في صالح مصر وهو على العكس من اسمه.
والقول المأثور بأن مصر عليها مؤامرات غير مقنع، فانت ترى ان أمريكا وهي مازالت أعظم قوة في العالم حتى الآن، عليها مؤامرات من روسيا والصين وكوريا الشمالية، بل ان معظم دول امريكا الجنوبية تعاديها ومع هذا فأن رئيسها يُهاجم كل يوم وساعة ولا يستطيع تغيير الدستور ولا حتى مخالفة قانون ولا يقول ان أمريكا عليها مؤامرات فاصمتوا.
وعندما اتحدث مع يوناني عن المشاكل اليونانية يقول ان اليونان عليها مؤامرات، وكذلك يقول البرتغاليون والاسبان وأيضا كل سكان أمريكا الجنوبية. وامريكا تتآمر على الصين وروسيا وكوريا الشمالية وعلى معظم بلاد العالم، فلا يخدعنك القول بأن الوقت الحالي يلزم له تغيير الدستور بسبب ان مصر عليها مؤامرات.
نريد من السيسي أن يجعل مصر تبنى دولة مؤسسات تقوم بدورها، ولا تنتظر بان يقول الرئيس لها ان تقوم وتزيل اغتصابات أراضي الدولة فتهدم ما يعن لها أيضا!
امامك أيضا فرصة عظيمة لإصلاح قضائنا المصرى الذي يحكم بما يخالف الضمير الصالح عندما يكون هناك طرفا قبطيا والامثلة متعددة وعُرضت كثيرا ايضا.
الفرق الثقافي والاقتصادي بين دول أمريكا الشمالية (كندا وامريكا) والجنوبية شاسع بسبب النظام السياسي الديمقراطي وليس بسبب ثروات القارتين، وها هي قطر من اغنى بلاد العالم ولكن حماقتها ليس لها حدود بسبب نظامها السياسي.
أقول ان عدم تغيير الدستور سيكون فيه خسارة مصر للسيسي وخسارة السيسي للرئاسة لكن سيكون به اصلاحا كبيرا للمسار السياسي المصرى الذي سقط منذ ثورة 52 وأصبح معظم أعضاء البرلمان من فصيلة مطاوع أفندي والمعارض يُنكل به.
أنا شخصيا اراهن ان السيسي سيوجه نفسه للإصلاح السياسي مع الاقتصادي مع محاربة الفساد، فهل سينظر السيسي لنفسه في ولاية ثالثة ام سينظر لمصر واصلاحها؟ والايام بيننا أن أراد الرب وعشنا.