نهاره ليله و لياه نهاره هكذا يكسر القيود،، يومه يسير بخلاف ما هو معهود،، تخيم عليه ظلال النوم و الشمس و الضوء شهود،،و يتقد نشاطه حينما الليل يسود،، لا يجافى الوسن جفنيه و ليس له مع الارق عهود،، يصعب عليه الدخول الى مملكة النوم و الظلام موجود،،و حين ينقشع يغلبه عشق النوم و لا يستطيع امامه الصمود،، قد يمرح و يلهو او يئن و ستار الليل فوقه ممدود،، يخفى مسحه فرح او شجن غير محدود،،بعيدا عن عيون النهار التى تلتف حوله حشود،، و هكذا تطلق نزهة الليل الكبت الذى بدواخله موجود،، الى ان تلوح افق الصبح موعده مع الراحة و الخلود،،و سرعان ما يقطع حلمه موعده مع عمله المنشود،، الذى يذهب اليه بتثقل و جمود،، فأداءه بطئ و حماسه مفقود،، و لتلافى ذلك يجب الى ما هو طبيعى ان يعود،، بأعاده ضبط مقصود،، لساعته البيولوجيه و تناول الميلاتونين الذى للاسترخاء ليلا يقود،، و الابتعاد عن العادات المثيرة ليلا و الغفوات النهارية و الخمود،، و هيا نستعرض المزيد حول متلازمة تأخر النوم
نجد الكثير من المراهقين و الشباب يفضلون السهر في الليل حتى ساعات متأخرة ثم يجدون بعد ذلك صعوبة في الاستيقاظ في الصباح مما يسبب لهم العديد من المشكلات في تحصيلهم الدراسى أو في عملهم
و الفرق بين هذة المتلازمة و الارق :
بينما الارق …مشكلتهم تكون فى جودة النوم و ليس توقيته …يرجع االارق لبعض الاضطرابات النفسية او الجسدية
اما معتادو السهر فهم يسهرون عندما تتطلب الضرورة … و عندما يخلدون للنوم ليلا بعد ايام عديدة سهروا فيها ينامون بصورة طبيعة .. بخلاف الذين يعانون هذة المتلازمة اذا حاولوا النوم ليلا يظلوا قلقين
متلازمة تأخر النوم Delayed Sleep Phase Syndrome)
تكون جودة النوم طبيعية، ولكن الخلل يكون في توقيت النوم اى لا توجد لديهم صعوبات في النوم و لكن نومهم يمتد حتى فترة الصباح او الظهيرة
و تنتشر هذة المتلازمة بين نسبة كبيرة من الشباب
و سبب هذة المتلازمة .. اختلال فى عمل الساعة البيولوجية التى تنظم وقت النوم ووقت الشعور بالجوع والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة في الجسم. وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الساعة الحيوية في ال 24 ساعة بالإيقاع اليومي
و فى هذة المتلازمة يقلب الجسم ساعات البيولوجية التى تنظم وقت النوم و العديد من الوظائف الاخرى فيحول ساعات نشاطاته من النهار الى الليل
و يساعد فى ذلك عدة عوامل خارجية كالضجيج و الضوء
تأثيرات المتلازمة
اكدت الدراسات ان الانسان يحتاج الى 8 ساعات نوم يوميا .. و لكن هذة المتلازمة تقلل من معدل الساعات التى يحتاجها الفرد …لانه يظل ساهرا بالليل و يحتاج الى يستيقظ صباحا لاداء مهمامه .. بالتلى تقل ساعات نومه.. مما يؤثر على التركيز و التحصيل الدراسى و يسبب اضطرابات مزاجية و سلوكية و الانجاز بالعمل …الخ
الخطوات العلاجية
العلاج بالضوء…حيث انه عامل قوى لاعادة ضبط الساعه البيولوجية.. فتعرض المصاب لضوء قوي عند الاستيقاظ لمدة ساعة كل يوميا و اثناء و قبل النوم بساعتين نقلل تعرضه لاى ضوء حتى و لو خافت
الالتزام بمواعيد نوم و استيقاظ ثابته… و هى الخطوة الاصعب فتتم تدريجيا كل يوم يبكر المريض ميعاد نومه بواقع ساعة الى ان يعيد ضبط الساعة البيولوجية مجددا
تعديل السلوكيات اى الالتزام بمواعيد ثابته للانشطة و لتناول الطعام و الاسترخاء قبل النوم بساعتين و الامتناع عن الانشطة التى تثير المخ قبل النوم ..
منع الغفوات النهارية الطويلة اثناء اليوم و التى تشجع على السهر ليلا و كذلك شرب المنبهات ليلا لان مفعولها يستمر حتى الليل مما يعيق النوم
العلاج بهرمون الميلاتونين .. تفرزه الغذة الصنويريه طبيعيا وقت النوم ليساعد على النوم ليلا و يتوقف افرازه بالتعرض للضوء ليلا .. فيساعد على النوم و ضبط ايقاع الجسم .. و مريض هذة المتلازمة يمكنه تناوله فى صورة دواء
و العلاج يتطلب عزيمة قوية من المصاب و تشجيع الذين حوله
ما امتع اوقات السهر و لياليه الحالمة التى تخاطب فيها احلامنا النجوم الساهرة ….و علينا ان تنتبه لئلا تسرق منا متعة هذة اللحظات .. متعة اخرى التى للحظات الناسعة تلك التى فى اشد الحاجة اليها اجسامنا لتبقى صحيحة لتدوم بصحتها و بحيويتها
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com