الخيط الرفيع بين الشك والظن والريب في القلب….!!بقلم العالم الموسوعي بروفيسور محمد حسن كامل ـ رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب ـ
سوء الظن زلزال يقوض كل شئ جميل
سخافة ….أم عدم ثقافة ….أم سوء نية …..أو سوء تربية …….؟
الإنفعال اللحظي هو مقياس ريختر لقياس رد فعل النفوس تجاه موقف ما .
عدم قراءة المعطيات الكاملة لأي حدث يضعنا في ورطة الإنفعال اللحظي الخاطئ .
خاصة حينما تتجه بوصلة التفكير لسوء الظن .
النتيجة رد فعل خاطئ , فيه جور وظلم ….!!
ثم نبحث عن كلمات الإعتذار في وضح النهار حينما نفهم صحة الأمر برشد وفكر .
سوء الظن ….نار وجحيم .
قال الله تعالي ناهياً عن الظن : (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )) سورة الحجرات الأية 12
قراءة المعطيات وفهم الاخر قد تجنبك من مخاطر زلزال مدمر , يقوض العلاقات ويفتت المجتمعات .
سوء الظن غالباً مايتبعه سوء حكم , وجور وظلم .
للأسف نحن أمة اقرأ التي لا تقرأ
لا تقرأ نفسها قبل قراءة الأخر
نحن نستورد كل شئ من الخارج
حتى المشاعر
حتى الأحلام
حتى الافكار
والمظاهر
كل شئ
وكل شئ لزوم كل شئ
سوء الظن يقتل الحوار
وغالباً ينتهي بشجار
ولابد الأخذ بالثأر
ليل ونهار
تعريف الظن في المعاجم :
(( الظَّنُّ : إِدراك الذهن الشيءَ مع ترجيحه ، وقد يكون مع اليقين ، إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ [ حديث ]،
ظنُّ العاقل خير من يقين الجاهل : دعوة للابتعاد عن رأي الجاهل ))
تعريف الشك :
(( الشَّكُّ : حالة نفسية يتردد معها الذهن بين الاثبات والنفي ويتوقف عن الحكم ))
هناك فارق كبير بين الشك والظن
ذكر الظن في القرآن الكريم 22 مرة
أول اية في القرآن تحدثت عن الظن : (( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنْكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ ظَنَّ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ ٱلأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فِيۤ أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَٰهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ )) الاية 154
وأخر أية تحدثت عن الظن في القرآن الكريم : (( إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ )) سورة الإنشقاق الأية 14
أما اشك فقد تكرر في القرآن الكريم 15 مرة
الأية الأولى التي تعرضت للشك هي (( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً )) الأية 157 من سورة النساء
وأخر أية تحدثت عن الشك في القرآن الكريم : (( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ )) سورة الدخان الأية 9
معنى الريب في المعاجم اللغوية
(( الرَّيْبُ : الظَّنُّ والشكُّ والتُّهمةُ )) الشك أو الظن المصاحب بتهمة
أول أية ذكرت الريب في القرآن : (( ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ )) الأية 2 من سورة البقرة .
أما أخر أية ذكرت الريب في القرآن الكريم : (( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ )) سورة الطور الأية 30
الخلاصة :
الظن : (( الظَّنُّ : إِدراك الذهن الشيءَ مع ترجيحه ، وقد يكون مع اليقين ، إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ [ حديث ] ))
الشك :
(( الشَّكُّ : حالة نفسية يتردد معها الذهن بين الاثبات والنفي ويتوقف عن الحكم ))
الريب : (( الرَّيْبُ : الظَّنُّ والشكُّ والتُّهمةُ )) الشك أو الظن المصاحب بتهمة
هناك خيط رفيع بين الظن والشك والريب لابد أن نتوخى الحذر .
كن حسن الظن حتى يثبت العكس
أليس كذلك ….أم لكم رأي خلاف ذلك ؟
دكتور محمد حسن كامل