أمل فرج
حمل أولياء الأمور لافتات مكتوبا عليها “لا لتعريب اللغات مستقبل ولادنا خط أحمر” و “ياوزير الأغنياء من حق ابني يتعلم لغات “، وهتفوا: “إوعى تلف بينا وتدور حق ولادنا في الدستور، إحنا الشعب إحنا الشعب، هي تكية.. حق ولادنا .. ولا ولادنا مش في بلدنا، لا لا للتعريب”و لا لخصخصة التعليم”، “ياوزير الأغنياء اللغات تفضل لغات” و “اللغات بقالها سنين تيجي انت تعربها ليه”.
وبحسب تصريحات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، فإنه سيتم إلغاء نظام المدارس التجريبية بدءًا من العام الدراسي بعد المقبل 2018/ 2019، وتعميم النظام الجديد على كافة المدارس الحكومية، وفي النظام الجديد يتم تدريس كافة المواد للطلاب باللغة العربية بجانب لغة أجنبية، طوال المرحلة الابتدائية، على أن يتم تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية بدءًا من الصف الأول الإعدادي.
وقال الوزير، إنه سيتم توفير نسخة مترجمة من المناهج للمدارس الخاصة لغات خلال المرحلة الابتدائية، على الرغم من عدم اقتناع الوزارة بذلك، مضيفًا أنه بالنسبة للطلاب الملتحقين بالصف الأول الابتدائي في سبتمبر 2018 بالمدارس التجريبية سيتم التدريس لهم كذلك باللغة الانجليزية استثناءً مراعاة لعدم معرفتهم بالنظام الجديد، ولكن بدءًا من العام الدراسي التالي 2018، 2019 سيدرس كل الطلاب باللغة العربية: “ده احترامًا للورث اللي مش عارفين نفطم الناس منه”.
وقال أولياء الأمور إنهم اختاروا تعليم أولادهم بالمدارس التجريبية والمتميزة، على الرغم من أنها مدارس بمصروفات، وسن الالتحاق بها مرتفع مقارنة بالمدارس الحكومية العادية، وذلك لأن أبنائهم سيدرسون باللغة الانجليزية بدءًا من رياض الأطفال، والعلوم والرياضيات بدءًا من الصف الرابع الابتدائي، إلا أنه وفقًا لتصريحات الوزير سيظل الطلاب يدرسون باللغة العربية حتى نهاية المرحلة الابتدائية، فلماذا إذا ألحقوا أبنائهم بهذه المدارس.
وقالت إحدى أولياء الأمور: “ابني قرب على 8 سنين ولسة هيدخل سنة أولى لإن المدارس التجريبية بتقبل سن مرتفع، دلوقتي هيتساوى بالطالب اللي عنده 6 سنين وداخل مدرسة حكومية وكلهم هيدرسوا بالعربي”.
وقال خالد صفوت، مؤسس صفحة “ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية”، إن أراء أولياء الأمور في تصريحات وزير التربية والتعليم، مختلفة، فالبعض يرى أن تدريس العلوم والرياضيات باللغة العربية طوال المرحلة الابتدائية لطلاب المدارس الحكومية، والسماح بتدريسها باللغة الانجليزية بالمدارس الخاصة للغات، يعد نوعًا من عدم تكافؤ الفرص بين الطلاب، ودعوة لأولياء الأمور لدفع المزيد من المصروفات في حالة رغبتهم التدريس لأبنائهم باللغة الأجنبية، مشيرين إلى أنه لا بد من توحيد نظام التعليم على كافة المدارس بما فيهم الخاصة.
واستدعت وزارة التربية والتعليم، قوات الأمن للسيطرة على تظاهرة أولياء الأمور، وجاءت الشرطة النسائية لمحاولة إقناع الأمهات بالانسحاب وفض الوقفة، وأغلقوا الطريق أمام وزارة التربية والتعليم، حتى نجحوا في إقناع المتظاهرين بفض التظاهر والعودة إلى منازلهم.
وبحسب تصريحات وزير التربية والتعليم، اليوم الخميس، من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قال إن اللغة الإنجليزية سوف تدرس من مرحلة رياض الأطفال كمادة منفصلة بينما تُدرس مواد “اللغة العربية + التاريخ + الجغرافيا + العلوم + الرياضيات” في باقة متعددة التخصص، حيث يقوم الأطفال مع المعلمين بأنشطة ومشروعات حول موضوع كبير يتم من خلاله تعليم المواد المختلفة من خلال هذه الفلسفة التعليمية.
وأضاف: إذاً سوف يدرس الطفل لغة إنجليزية منذ اليوم الأول في كافة مدارس الدولة حسب هذا النظام الجديد، وقد أجمع خبراء اللغويات أن تثبيت اللغة العربية كاللغة الأم يستوجب أن تكون المناهج المطبوعة للباقة متعددة التخصصات باللغة العربية وهذا بالتوازي مع تعليم اللغة الإنجليزية كمادة منفصلة.
ويتم إضافة مصطلحات علمية ورياضية لتدريس اللغة الإنجليزية من KG1 حتى الصف السادس الإبتدائي، ثم في المرحلتين الإعدادية والثانوية ننتهي من المواد متعددة التخصصات وننتقل إلى مواد أساسية وأخرى اختيارية ويتم تدريس العلوم والرياضيات كمواد منفصلة، حينها نتحول من تدريس هذه المواد إلى اللغة الإنجليزية بعض فصلها عن الباقة وبعد الإطمئنان أن اللغة العربية قد تم “تثبيتها” كلغة أم في القراءة والكتابة مع إتقان اللغة الإنجليزية في ذات الوقت.
ويتم إضافة لغة أجنبية أخرى في الصف السابع حتى ينهي الطلاب مرحلة التعليم قبل الجامعي وهم متمكنون من لغتنا الرصينة ويمتلكون هوية واضحة، بينما يتقنون لغتين اخرتين ويدرسون العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية. في هذه الحالة سوف تستطيع الدولة أن تقدم تعليمًا ممتعًا معاصرًا بمعايير عالمية مع التمسك ببناء شخصية سوية و”بالمجان” في تنافس مباشر وشريف مع ما كانت تقدمه المدارس التجريبية أو الخاصة لغات في النظام القديم.
وأكد الوزير أن القضية ليست تعريباً وإنما نظام جديد بكل أركانه يجعل المدارس الحكومية المجانية على مستوى عالمي ولا يدفعنا لأنواع أخرى من التعليم اضطررنا إليها عندما كان التعليم الحكومي المجاني لا يقدم الجودة المرجوة.
واختتم الوزير قائلًا: أتمنى أن يكون هذا الشرح واضحًا وأن نعلم جميعَا أنه “ليست هناك قضية تعريب أساساً” وإنما نحن نقدم تعليماً جديداً سوف يتفوق على ما سرنا عليه سنوات مضت. من الجائز أن نبقي على مدارس تحت مسمى “حكومية مميزة” أو “خاصة مميزة” ولكن التميز هنا ممكن أن يكون في الخدمات وجودة العملية التعليمية وليس في صلب الفلسفة التعليمية ذاتها.