الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

هل الشماسات بدعة؟!

ماجد سوس

منذ أن أعاد قداسة البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث والمجمع المقدس نظام الشماسات في الكنيسة القبطية بعد أن توقف سبعة قرون وتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض ، بين متحفظ ومتحمس وأكثر ما آلمني في هذا الموضوع هو ذاك المتشنج الذي يأخذ أنصاف الحقائق ويبلبل النفوس ويعثرها في قادة الكنيسة دون فهم أو وعي وسؤال بإختصار شديد جدا أقدم الموضوع في نقاط محددة


أولاً: نبدأ بمعنى الكلمة بالسريانية شماس و باليونانية دياكونوس وهي تعني خادم في دار العبادة و العجيب أن الأصل اليوناني المكتوب به الأنجيل وجدنا أن القديس متى البشير إستخدم هذا اللفظ

حينما تحدث عن النساء اللواتي كن يخدمن يسوع (مت 27 : 55 )

واستعملها الكاروز مارمرقس في (15: 41) ولوق(8 : 30 )

ويوحنا إستخدم نفس اللفظ في حديثه عن مرثا وخدمتها ليسوع(12 : 2 )


ثانياً: في عهد الرسول بولس وجدت فيبي شماسة كنخريا وقال عنها أنها صارت مساعدة لكثيرين ولي انا ايضا (رو 16 : 1-16 )
في الثالث عشر من برمودة تعيد الكنيسة القبطية بتذكار ديونية الشماسة التي أقامها الرسل للخدمة كإقامتهم للسبعة شمامسة الرجال


ثالثا: ذكر العلامة أوريجانوس في تفسير رومية أن بولس ومن خلال السلطان الرسولي المعطى له إختار إمرأة لتكون شماسة في الكنيسة واعتبر فيبي الشماسة كالوط الذي كان يضيف الغرباء


أما القديس يوحنا ذهبي الفم فقد ذكر في تفسيره للرسالة إلى تيموثاوس ان الرسول بولس

كان يتكلم عن اللاوتي هن في رتبة الشماسات وهي رتبة ضرورية ونافعة ومكرمة في الكنيسة

(العظة 11 )


رابعاً: ذكر كتاب ” الدساتير الرسولية” المدون فيه القرارات والمجامع الآتي :”

وقّر الشماسة ولاتدع أية إمرأة تتوجه إلى الشماس وإلى الأسقف بدون الشماسة

(الفصل 2 : 26 )وفي نفس الكتاب:” دع الشماسات يقفن على مداخل الكنائس

وذلك لتنظيم جلوس النساء في الكنيسة (الفصل 2 : 57)(3 : 15)


وكان يشترط في الشماسة أن تكون عمرها على الأقل ستين ثم عدلتها المجامع إلى 40 ثم ترك السن بلاتحديد حسب ظرف كل شماسة.


خامس: بجانب الشماسة فيبي والشماسة ديونية من العصر الرسولي هناك زوجة القديس اغريغوريوس النيصصي والتي تشمست مباشرة بعد أن أعتلى زوجها الكرسي الأسقفي. والقديسة آنسطاسية الشماسة التي هربت من الاضطهاد في انطاكية وجاءت الى مصر مع الانبا ساويرس الانطاكي عام 518 م


والقديسة أوليمبيا التي وزعت كل ثروتها وتشمست على يد القديس يوحنا ذهبي الفم وقد ارسل لها ذهبي الفم 17 رسالة روحية يشجعها وهم من روائع الأدب المسيحي


والشماسة أبولونيا الاسكندرانية من القرن الثالث وقد ذاقت عذابات كثيرة من اجل المسيح.

والشماسة كسيني من القرن الخامس والتي أرسلها القديس أبيفانيوس لتتشمس على يد البابا ثاؤفيلوس وقد أسست دير للشماسات بإسم القديس أسطفانوس رئيس الشمامسة.

والشماسة إليشبع اخت القديس الاسقف بولس في القرن السادس التي ذاقت عذابات كثيرة من اليهود

وكانوا يضعون الطين على رأسها ويقولون : ” اقبلي إكليلك يا شماسة من ابن النجار”

ثم سكبوا زيتا مغليا على رأسها ونالت إكليل الشهادة وغيرهن كثيرات نطلب صلاتهن عنا.


سادساً: لا دخل للشماسات في خدمة المذبح أو الاسرار وهن لسن رتبة كهنوتية ولسن من طغمة الإكليروس ولا يوضع عليهن اليد وعند رسامتهن يقف الأب الأسقف أمام الهيكل وبعد صلاة البخور ويتلو عليهن صلاة خاصة وردت في قوانين الرسل الكرام والشماسة عند رسامتها تتلوا تعهد أمام الله والأسقف بإحترام الكنيسة وإيمانها وتعاليمها وقوانينها ورتبها


سابعا: أما الإلتباس الحادث الآن في الكنيسة فهو يرجع للآتي وهو أنه كما لا يوجد شمامسة رجال في كل الكنائس فتعودنا عن دون قصد أن ننادي المرتلين والقارئين بكلمة شماس وأصبح الكاهن والأسقف بل الشعب ينادي كل من يرتدي التونية بكلمة شماس


بينما رتب الإكليروس تبدأ من الشماس الكامل (دياكون) ثم رئيس الشمامسة (آرشيدياكون) هما لهما زياً خاصاً بهما ومن هنا جاء اللبس مع الشماسات حيث أن الأصل أن لفظ شماسة يطلق على الشماسة الكاملة وهي المرأة المكرسة والتي لها زي خاص بها في الكنيسة وكما أسلفنا تقرأ تعهداً أمام الأسقف


أما ما نراه الآن فهن مرتلات وخادمات ولكن حين أطلقنا عليهن لفظ شماسات قامت الدنيا

ولم تقعد حتى أن الآباء الأساقفة بعد أن اطلقوا عليهم اسم شماسات في البداية إسوة بالشمامسة

إضطروا للأسف – عن إضرار – أن يطلقن عليهن لفظ خادمات ومرتلات


ثامناً: المرتلات هي خدمة موجودة في فكر الله منذ العهد القديم من أيام مريم أخت موسى وهرون التي خرجت ومعها النسوة يسبحان الله بالدفوف والصفوف أمام شعب الله أما أول مثال للخدمة داخل الكنيسة فكانت القديسة العذراء مريم والدة الإله


وقد بدأت خدمتها طفلة صغيرة وهذا مايجعل إختيار فتيات صغيرة للخدمة أمر هام ليتعلمن خدمة الرب وبيته من طفولتهن وقد يهيأهن سواء للإتجاه نحو حياة التكريس أو الرهبنة أو النجاح في حياتهن الروحية في العالم . والمرتلات يقفن بكل وقار في الصفوف الأولى


يرددون التسابيح والمردات مع الشعب وهو أمر جيد أن تهتم البنت المسيحية بحفظ مردات القداس وألحان الكنيسة وهنا أتذكر حينما كانت ابنتي طفلة وكانت شماسة في إحدى الكنائس أن حضر أسقف

ولم يكن أحد يعرف لحن الختام التي يقال للأب الأسقف (آكتشي) فقالته لوحدها مع شماس آخر وسط أنبهار الأسقف والحضور فهو أمر جيد يا أحبائي أن نشجعهم فيه


تاسعاً: فكرة إختيار زي موحد لهم مختلف بالطبع عن زي الشمامسة او المرتلون الرجال تأتي من فكرة الخورس من جهة ومن جهة أخرى بدلا من الملابس المبهرجة أو التي لا تليق ببيت الله أصبح لهم ملابس بيضاء محتشمة تتفق مع وقار الوقوف أمام الله وهو أمر تأخذ به الكثير من كنائس العالم الأرثوذكسية.


عاشراً: أهمية أن يصلي الأب الكاهن أبانا الذي ويرشم عليهن الصليب قبل لبس ملابسهم تأتي كنوع من البركة من ناحية ، ومن ناحية أخرى لتشجعهم الكنيسة على الحضور مبكراً وليس كما يحلو لهن وهو أمر هام في تنظيم الخدمة ويحل مشكلة نعاني منها أن بناتنا لايأتين مبكرا بحجة أن الشمامسة فقط هم من ياتون مبكراً


حادي عشر: دور الشماسات أو المرتلات الخادمات في الكنيسة :

التسبيح فالله لم يعط لبعضهن أصواتا جميلة للغناء في العالم بل لإستخدام والوزنة في التسبيح مع الشعب.

خدمة السيدات والبنات في حفظ النظام ومساعدة كبار السن خاصة وقت التناول


معاونة الأب الكاهن في تعميد النساء والبنات.

المساعدة في خدمة الفتيات وافتقادهم وخاصة الحالات التي تحتاح اهتمام نسائي .

الاهتمام بنظافة الكنيسة ماعدا الهياكل وهي خاصة بخدمة الشمامسة .

يستطعن زيارة ملاجيء الفتيات وخدمتهم.

من الممكن ان يقمن بخدمة الاغابي بعد القداسات وقد يساعدن في الكرازة خاصة في المهجر لجذب الفتيات للمسيح


أحبائي كلما أنظر لبناتنا وهن يتكالبن على هذه الخدمة والاستيقاظ مبكراً وحفظ الالحان والموافقة على إرتداءهم الملابس اللائقة ببيت الرب أرفع صوتي بالدعاء للمتنيح البابا شنودة الثالث الذي بارك هذه الخدمة بكل تفصيلاتها وملابسها وشاهد بنفسه نجاحها على يد نيافة الحبر الجليل الأنبا سيرابيون مطران كرسي لوس أنجلوس وهاواي

الذي اهتم بهذه الخدمة وانتشرت في كنائس عدة وحذا حذوه الكثير من الآباء الأساقفة في المهجر حتى تضمن الكنيسة أنها تنشيء فتيات مباركات يصبحن أمهات المستقبل لينشئن قديسين وقديسات على إيمان الكنيسة القويم

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.