لاطالما تخللت دعواتنا قبل الانتخابات ذم المقاطع وذم المنادي بالمقاطعة لما تحمله تلك الرسالة من عداء واضح ضد الوطن وسلبية كبيرة ضد المشاركة السياسية والسلوك السياسى الصحى
ولكن على الجهة الأخرى وفى مقارنة عرضية زادت نسبة ابطال الصوت من انتخابات 2012 الى انتخابات 2014 م وصولا بالرقم الأعلى فى 2018 حسب المؤشرات الأولية حتى زادت عن الاصوات التى حصل عليها المرشح الغير موفق وتبعت الأرقام الهائلة الصحيحة التى شكلها الظهير الشعبى الهائل للرئيس عبد الفتاح السيسى .ولكنه لايزال رقم يستحق النظر اليه وظاهرة تستحق التمحيق والتدقيق
فالذى يخرج من بيته ويذهب خصيصًا ليبطل صوته أما أبطل صوته بالخطأ : أى ارتكب خطًا أثناء الادلاء بالصوت عن دون قصد أو أبطله عمدًا لايصال رسالة للدولة تستحق الالتفات لها واحتواءها حتى لاتزداد تلك الظاهرة
حاول رواد مواقع التواصل الاجتماعى تبرير ذلك بأن الناخب أخطا بوضع علامة أخرى أمام مرشحه أو كتب كلمة نعم بدلا من الشارة ولكن قانونًا وطبقا لقانون الانتخابات لسنة 2014م يعُد هذا الصوت صحيحًا طالما ظهرت نية الناخب واضحة فى الادلاء بصوته حتى ان كتب نعم أو لا
وحتى أن كان هناك خطأ معين فلن يزداد عن 10 % من نسبة المُبطلين أصواتهم
ليتبقى ذلك المبطل عمدًا برسالته الى الدولة ولأنى أعلم أن القيادة الحالية بحكمتها لن تٌعرض عن سماع رسالة مهذبة قانونية أراد مواطن ايصالها لها و لم يقاطع
ومن الأسباب التى قد تكون هى السبب فى ابطال الأصوات عمدًا :- عدم الرضاء عن كلا المرشحين ؟ عدم الاعتراف بمنافسة حقيقية ؟ عدم الاعتراف بجدية الانتخابات كما أدعى بعض المتذمرين ؟
طريقة الحشد والدعوة للمشاركة ؟
أولا: عدم الرضاء عن كلا المرشحين قد نتفهم قلة شعبية المرشح الذى لم يوٌفق ولكن عند شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسى التى يحظى بها عن حق قد يكون عدم رضاء المبطل بسبب غلاء الاسعار ويرى أنه لابد من تغيير النظام ,لعدم تفهمه لماذا لم يشعر حتى الان بمردود المشاريع الكبيرة ولعلنى التمس العذر له فى تلك النقطة فكان على الاعلام والكيانات السياسية أن تتقدم بشرح تحليلى وتفصيلى عن سبب الغلاء واصلاح الاقتصاد والمشاريع الكبيرة ورؤية مصر المستقبلة ولكنها لم تقم به على أكمل وجه
ثانيًا وهو عدم وجود منافسة حقيقية :- نعم وحقيقى ولكن لم يكن ذنب المرشح الذى يحظى بشعبية دائمة كبيرة نتيجة نجاحه فى عيون الأكثرية ولكن كان ذلك ذنب الأحزاب التى انشغلت فى انتخابتها الداخلية وتناحرها الداخلى وتناست دورها فى العمل العام حتى لم تستطع أن تقدم مرشحًا حقيقًيا
فضلا عن الذى تقدموا للترشح وانسحبوا لاحراج الدوله والصاق تهمة القمع بها زورًا أو الذين فشلوا فى جمع التوكيلات وانتهاجهم السلوك السياسى الغير ناضج
ثالثًا: عدم الاعتراف بجدية الانتخابات وهو سبب فيه سٌم تم بثه من قبل أعداء الوطن والجماعة وكان هدفها المقاطعة لتقليل نسب المشاركة واحراج مصر أمام العالم ولكن لم تقاطع كل الشريحة المستهدفة فنسبه منهم ذهبوا لابطال أصواتهم عن قناعة حقيقية أن الانتخابات مجرد انتخابات هزلية !هى ليست هزلية بالفعل وان كانت هزلية بالفعل لكانت كل الصحف العالمية والمتابعة الدولية أخذتها مادة خام ترشق مصر بها بالحجارة ولكن غياب المرشحين والمعارضة الحقة هو الذى جعل من الموقف وكأنه يبدو كذلك
رابعًا:دعوات الحشد المتكررة والمشاركة من الاعلام والحملات الشعبية , لأننا لازلنا غير قادرين على استيعاب الديموقراطية والسلوكيات السياسية الجديدة والحقوق الدستورية فأخذت على عاتقها الحملات الشعبية التوعية المتكررة والألفاظ المتكررة وأخذ كل مدير فى العمل يشجع مرؤوسيه على النزول حتى أخذ الجار يشجع جيرانه ويحفزهم والأصدقاء فربما ظهرت لهم الصورة وكأنها دعوات حشد للنزول بمقابل حتى نفروا وسخطوا على المشهد كله فأبطلوا أصواتهم ولكن لم يكن السيناريو هكذا فكانت اجتهادات شخصية من بعض الاشخاص والمديرين والحملات لتوعية وتشجيع للمشاركة ربما نتخلص منه عندما نصل لمرحلة من النضوج السياسى حتى نعرف من وازعنا الشخصى أهمية المشاركة .
تنتشر الان على مواقع التواصل الاجتماعى سخرية حادة من كل مدير شجع فريق عمله للنزول والمشاركة وكأنه ارتكب جريمة حقوقية ولكنها فى الحقيقة ما هى لا مجهودات شخصية بريئة يٌحمد عليها لم يكن يتقاضى عليها أجرًا ليعود يثبت لنا أن محاولات الحشد الشخصية التى اقتادها الناس قبيل الانتخابات ما كانت الا دليلا على جدية الانتخابات وايمانهم الكامل بأنه لايمكن حدوث أى تجاوز بها .
د\ماريان جرجس
الوسومد\ماريان جرجس
شاهد أيضاً
الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات
مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …