د.ماجد عزت إسرائيل
يعد رداء السيد المسيح الذى أقترع عليه الجنود الرومان أثناء صلبه من أهم الذخائر المقدسة، وهذا الرداء يوجد داخل كاتدرائية مدينة ترير الألمانية،ويتم عرضه للتبـــارك كل25 عاماً للزائرين، وكاتب هذه السطور حضر بنفسه عرض هذا الرداء في يوم21 إبريل2014م،وجلوس بجانب الرداء لمدة طويلة من أجل وصفه للمهتمين والكتاب والمؤرخين،لأن عرض الرداء يعد حدثاً تاريخياً هاماً في ألمانيا عامة ومدينة ترير خاصة.
وتقع مدينة ترير جنــوب غـرب ألمانيا،على نهر الموزيل، أحد روافد نهر الراين فى، ضمن مقاطعة راينلاند-بفـــالز Rheinland-Pfalzالتي عاصمتها مدينة “مـــاينز”؛وبالتحديد تبعد نحو ما يقرب من 150 كيلومترا جنوب غربي فرانكفورت،ويبلغ عـدد سكّانها طبقاً لاحصاءعام2006م(103.518) نسمه. ومدينة تريرTrier تتميز بموقعها فى طرق المواصلات الدولية، فهى ملتقى للسكك الحديدية بين الشمال والجنوب،وتشتهر بأسواقها الجاذبة ذات السلع المتنوعة،التى نذكر منها السلع الجلدية والمنتجات الفولاذية والأنسجة. ولمدنية ترير الألمانية أو إذ جاز التعبير كاتدرائية ترير الألمانية علاقة بالكنيسة المصرية الأرثوذكسية، حيث نفى إليها البابا “اثناسيوس الأول”البطريرك رقم(20) فى عداد البطاركة(328-373م)وكان من الشمامسة المتبتلين،كما يوجد مذبح لكنيستنا بذات الكاتدرائية. ورداء السيد المسيح هو الذى أخذه الجنود الرومان، عقب الصلب مباشرة حسب ما ذكره الكتاب المقدس: “والجند لما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام. ولكل جندى قسم وأخذوا القميص أيض وكان القميص غير مخيط منسوجاً كله من فوق. فقال بعضهم لبعض لا نشقه لكنا نقترع عليه. لمن منا يكون. ليتم المكتوب القائل. اقتسموا ثيابى بينهم. وعلى لباسى القوا قرعة هذا ما فعله الجند”.(إنجيل يوحنا19:12-27).وبعد الأقتراع كان من نصيب أحدهم، وبعدما مر برحلة طويلة خلال أجيال متتالية من أسرة إلى أسرة ومن مكان إلى مكان حتى أستقر أخيراً في داخل كاتدرائية ترير.
والآن يجب عليك أيها القارئ متابعة وصف الرداء كما شاهدته وهذه شاهدة للتاريخ، فالراداء غير مخيـط بل منسوجاً، طولة أكثر من متر وأربعين سنتميتر،ربما يغطى فوق الركبـة مباشرة،وأكمام الرداء تغطى حتى الكـوع من ذراع المخلص،والرداء مقفول من أعلى وبه فتحة على قــــــدر الرأس،أما الرداء من الخارج يميل للون البنى الدكن(يقترب من اللون البنى الغامق) ومن الداخل مبطن بما يشبه القماش(الساتان)ــالمعروف لــــدينا بهذا الأسم فى مصرــ ومن الملفت للنظر على الكم الأيمن علامتان لونهم أحمر (ربما يقترب من أثنين سنتيمتر) ربما يكون مكان غرس الجنود الرومان آسنة السيوف به،بل من الأسفل يظهر لون بها ما يشبة العرق الشديد بالملابس فى يومنا هــــذا، نتيجة التعذيب،والرداء بكاملها لا توجد بهــــا أجزاء ناقصة، وهـــو من أنواع القماش التى كانت منتشرة بمنطقة الشرق الأوسط،وهذا الرداء يشير للعديد من الرموز والعلامات والأشارات التى وردت بالكتاب المقدس بعهديه، ونذكر هنا على سبيل المثال ما ورد بإنجيل يوحنا حيث ذكر قائلاً:” والجند لما صلبوا يســـوع أخــذوا ثيابه وجعلوه أربعة أقســام، لكل جندى قســـم،وأخذوا القميص(الـرداء)أيضا،وكان القميص غير مخيــط، منسوجاً كله من فــــوق،فقال بعضهم لبعض،لا نشقه لكناً نقترع عليه،لمن يكون.لــيتم المكتوب القائل: “إقتسمــوا ثيــابى بينهم، وعلى لباسى ألقوا قرعة.هذا ما فعله الجند”.(إنجيل يوحنا الإصحاح19آية12:27)، وحاليًا يعــد ـرداء السيد المسيح علامة مضئية للكل النفوس الضالة، أتمـــنى أن يكــون الرداء سبب بركـة للجميع.
الوسومد.ماجد عزت إسرائيل
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …