شريف أبو زياد
من أكبر الأخطار التي تهدد الفرد والمجتمعات هي مشكلة الطلاق ، ومع أن هذا الطلاق مباح شرعاً ، إلا أن سعادة الشيطان به ، تفوق سعادته بالقتل والزنا والسرقة ، والدليل علي ذلك هذا الحديث الجليل
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ ، فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ ، فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ ، وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ ” ، قَالَ الْأَعْمَشُ : أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ
فماهو السر يا تري الذي يجعل الشيطان يفرح بالطلاق بين الزوجين دون سائر المعاصي والكبائر ، مع أنه مباحُ شرعاً عند وصول الزوجين لطريق اللاعودة ،
ومن خلال قراءتي ومتابعتي لأقوال العلماء في ذلك ، قالوا أن بالطلاق ينهدم البيت ، وبالطلاق يضيع الأولاد بين الوالدين ، اللذين سيسعي كل واحد منهم للبحث عن شريك جديد يكمل معه مسيرة الحياة ، والأولاد هم من يدفعون الثمن ، والشيطان وقتها يكون هو المستفيد الأكبر من هذا التفرق بينهما ، لأنه يعطيه جنداً علي جنده ، متمثلاً في هؤلاء الأولاد ، الذين فقدوا الدفء والحنان والتربية ، لأن الشياطين ينقسمون بين إنس وجن ، كما جاء ذلك في القرآن الكريم ، قال الله تعالي (( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )) (112)
من سورة الأنعام ،
حتي أنهم قالوا ، إن تأثير شيطان الإنس أقوي من شيطان الجن ، لأن شيطان الجن ينصرف عنك بالإستعاذة ، أما شيطان الإنس فلا يصرفه إلا مفارقته ومخاصمته ، من أجل ذلك فإننا ننصح جميع الأزواج أن يتقوا الله تعالي في أبنائهم ، ولا يجعلونهم عرضة لأيمانهم ، وأن نفكر ألف مرة قبل القدوم علي هذا الأمر ، وأن نضع مستقبل أبنائنا في المقام الأول ، وأن نحاول حل مشكلاتنا بكل هدوء ورفق ، ولنتذكر جميعا قول رسول الله صل الله عليه وسلم (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ))
هذا والله أعلي وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك علي نبينا محمد