الخميس , ديسمبر 19 2024
د. إيهــاب أبورحـــمه

د. إيهــاب أبو رحـمه يكتب : من يعالج الأطباء يا نقابه!!

الأطباء في أي مكان في العالم و عبر كل الأزمنه و العصور ينالوا احترام الجميع لما يقدمونه من خدمات رفيعة المقام تجاه الإنسانيه فالطبيب يعمل من أجل صحة الإنسان المريض و الذي تجدنه يتعلق بأبسط الأمال وقت ضعفه و مرضه فالطبيب يحيي النفس بأمر الله بل يحيي الناس جميعاً عملاً بقول رب العالمين {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا(سورة المائده)} ، ولما لا فقد يكون هذا المريض الذي ينقذ حياته رب العالمين علي يدي طبيب هو عماد الأسره و عائلها الوحيد فلو توفاه الله انهدمت الأسرة و تفككت !!
ولكن يغيب عن الكثيريين أن هؤلاء الأطباء في كثيرٍ من الأحيان هم أنفسهم مرضي من عناء العمل و ضغوط الحياه ماديهً كانت أو معنويه ،نفسيهً كانت أو جسمانيه ، ولكن لتجدن الكثيريين يعتقدون أن الأطباء لا يمرضون ولكن الواقع (أن باب النجار حقاً مخلع) فالطبيب هو أسوء أنواع المرضي وأكثرها صعوبه فكل الأعراض الجانبيه و النتائج المترتبه عن العلاج و المرض في ذهنه وهذا ما يزيد الطين بله و يزيد من مرضه أمراضاً أخري .
و نظراً لضعف رواتب الأطباء في بلادنا مقارنةً بغيرنا من المهن الأخري فيها و مقارنةً بأمثالنا من الأطباء في غيرها، يضطر معظم الأطباء إلي الهجره أو الإغتراب خارج حدود الوطن ليحيا حياةً هادئه و حتي يستطيع أن يعيش في حياه كريمه نسبياً و لهذا يتحمل الكثير منا صعوبه الغربه و آلام الإفتراق عن الأحباب .
و تمر السنوات و هو في لهفة العوده إلي أرض الوطن الحبيب و حضن الأحباب و قد ضاعت منه أحلي سنوات العمر و تذهب به السنين نحو الشيخوخه و المرض و ليبدأ مرحله البحث عن العلاج و تخفيف الألم ، و علي الجانب الأخر هناك من تمنعه ظروفه للبحث عن فرصة عمل خارج الوطن و يظل علي أرض الوطن مضطراً للحياه و التكيف مع صعوبات العمل براتب ضعيف و منهم من تُمرضه الضغوط الناتجه عن العمل و مشاقات الحياه ما يضطره لترك عمله بحثاً عن العلاج .
بالطبع يظن البعض أنه حال سقوط الطبيب مريضاً تُسهل له الصعاب و تُيسر له الأمور و لكن كيف هذا فالعلاج يحتاج إلي تكاليف قد تكون عاليه كثيراً عن قدرات معظم الأطباء لذا فنحن ننادي كثيراً بتحسين أوضاع الأطباء مادياً و توفير كافةً الوسائل لراحتهم فكم من طبيبٍ أصابته عدوي قاتله لم يجد من يقف بجانبه ؟ و كم من طبيب ٍ أصابته الأمراض فلم يجد ما يكفيه ليصرف علي مرضه في ظل تأمين صحي لا يكفي لعلاجه في مستشفي علي قدر ٍ جيد من المستوي الطبي ؟
فإذا مرض الطبيب و أهانته الظروف فمن تنتظر ليطبب مرضك ؟ فالطبيب كالمعلم لابد من إكرامهم
[ إنَّ الْمُعَلِّـــــمَ وَالطَّبِيــــبَ كِلَاهُمَــــا, لَا يَنْصَحَـــانِ إذَا هُمَـــا لَــمْ يُكْرَمَــا. فَـــاصْبِرْ لِـــدَائِك إنْ أَهَنْــت طَبِيبَــهُ, وَاصْــبِرْ لِجَــهْلِك إنْ جَــفَوْت مُعَلِّمَـا ].
فهل يعقل أن هناك بعض الهيئات تعالج أعضائها في أفضل المستشفيات و أكبر المراكز الطبيه علي نفقتها الخاصه و حينما يمرض الطبيب يعالج في مستشفاه الحكوميه و التي نعلم جميعاً ضعف الإمكانات فيها !؟.
دائماً ما أتساءل عن دور نقابة الأطباء و أعضاء مجلسها في تطوير منظومه خدميه للأطباء فلا أجد الإجابه فلا هناك مستشفي لعلاج الأعضاء ولا نوادي إجتماعيه محترمه تليق بهم و بأسرهم ولا مشروعات إسكانيه ترحمهم من جشع المقاولين و السماسره !!
في حين أن هذه كلها مشروعات استثماريه كفيله بدر أرباح خياليه و تعمل علي رفاهيه و خدمة أعضاء النقابه جميعاً.
هل بعد كل هذا العناء و هذه المشفه في العمل لا يستحق الأطباء نوادي راقيه للترفيه عنهم و ذويهم ؟ هل لا يستحقون العمل علي توفير خدمه صحيه راقيه تليق بهم ؟
أين نقابة الأطباء علي أرض الواقع ؟ وأين هذا المجلس الذي تفاءلنا به خيراً و ظننّا أننا و أخيراً أصبح لدينا نقابه قويه بنقيب ٍ نزيه قوي يبحث مشاكل الأطباء ؟؟
هل تعتقدون أن الأطباء سيمانعون زيادة الرسوم المطلوبه من أجل هذه المنظومه الخدميه المرجوه ؟ ولماذا لا ننظر لهذه الخدمات نظره استثماريه تنافسية تنافس كبري المستشفيات و المؤسسات العقاريه ؟؟
للأسف لدينا الإمكانات البشريه و الماديه داخل النقابه و لكن ينقصنا الإقدام علي تقديم مثل هذه الخدمات المطلوبه و المرجوه من كل مجالس النقابه المتلاحقه!.
و أخيراً نتمني أن يصبح حلمنا حقيقه و لكن متي ومن سينفذها علي أرض الواقع؟؟

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.