كتبت / أمل فرج
أثاث منزلي ومفروشات، ألقاها الأهالي أمام منازلهم التي هجروها إلى الشوارع. أصوات القرآن في كل مكان، وداخل كل منزل، حالة رعب ممزوجة بصدمة رسمت على وجوه أهالي قرية “17” التابعة لمركز الحامول بكفرالشيخ، التي تشهد منذ الجمعة الماضية، حرائق مجهولة السبب في عدد كبير من المنازل.
سبب مجهول
“إحنا مش فاهمين حاجة، ولا عارفين أيه اللي بيحصل”.. كانت هذه كلمات “صالح محمد رمضان”، الطالب في جامعة الأزهر، وأحد المتضررين من الحرائق المجهولة ، مضيفًا أن جميع أهالي القرية في حيرة من أمرهم، لعدم معرفة أسباب النيران.
وقال صالح: “النيران أول ما اشتعلت كانت في منزل خالي، يوم الجمعة الماضية، ولم يمض وقتًا طويلًا، حتى وصلت النيران إلى منزلنا، الذي يبعد عن بيت خالي بعدة بيت فقط، ثم عادت مرة أخرى إلى منزل خالي، وقضت على محتويات المنزل، وعندما حاولنا إنقاذ ما تبقى من محتويات البيت من التلف، وضعناها فوق السطح، فطالتها النيران”.
وأضاف صالح، أنه رأى بعينيه النيران تشتعل فجأة، ودون سبب، من عامود السرير، لتمتد إلى المرتبة، موضحًا: “أن اللافت للنظر، أن النيران عندما التهمت محتويات إحدى الشقق، لم تقترب من آيات قرآنية كانت معلقة على الحائط، وعندما اقتربت النيران من دولاب صغير كان يوجد في أحد أدراجه مصحف، أكلت النيران الدولاب كله، إلا مصحفًا صغيرًا كان في أحد أدراجه”. وجدير بالذكر أن الأهالي الآن غادرت منازلها إلى الشارع ، وقد نقلوا أثاثهم ومفروشاتهم معهم ..
نيران من الجدران
وقال عبدالفتاح أبوشعيشع، أحد أهالي القرية: “بصراحة مش عارفين إيه اللي بيحصل أحيانًا نجلس كأسرة مع بعضنا، ونفاجئ باشتعال النيران من الحوائط، قلنا في البداية يمكن ماس كهربائي، ولكن مع تجدد اشتعال النيران بين الحين والآخر، ومن الحوائط، تأكد لنا أن هناك أمورًا غير طبيعية، تحدث في القرية، ولا أحد يعلم ما هي الأسباب”.
ويشكو سعد عبدالفتاح، أحد الأهالي، ممن أسماهم “ناس غريبة” يدخلون القرية، ويدعون أنهم من المشايخ، لكنهم في النهاية لا يفقهون شيئًا عن الدين، مشيرًا إلى أن كل ما يقولوه هؤلاء حول تفسير أسباب النيران، خارج عن العقل والمنطق.
مطالبًا بضرورة تواصل رجال الدين من الأزهر الشريف، مع أهالي القرية، حتى يستطيعون تفسير تلك الظاهرة، ليهدأ كل مواطن في القرية بحسب قوله.
التصدي للدجالين
ويصف محمد عبدالسميع، مزارع، زائري القرية، قائلًا: “شيوخ رايحة وشيوخ جاية”، موضحًا أن بعض هؤلاء “المشايخ” يفسرون النيران تفسيرات غريبة، قد تؤدي لوقوع فتنة بين أهالي القرية.
وقال عبدالسميع ، إن تلك الأقاويل جميعها عبارة عن دجل وشعوذة، مثل أحدهم يقول إن إحدى السيدات تعدت بالضربة على قطة، في منزل السيد الصيفي وهو أحد المنازل المتضررة من النيران، وآخر قال هناك من ينقب عن الآثار، وأحضر جنًا ولم يصرفه، وغيرهما قال هناك قطة ملبوسة تطوف أنحاء القرية، ومع ذلك تصدى أهالي القرية، لتلك الأقاويل معلنين رفضهم لمن يتحدث عن ذلك.
نيران في المسجد
وفي السياق قال عبدالعزيز غريب حسن، أحد أهالي القرية ، إن أهالي القرية، فوجئوا خلال وقوفهم بالشارع الكائن به المسجد الكبير، بانبعاث أدخنة من داخل مضيفة المسجد، حتى هرع جميع الأهالي للمضيفة، وتبين اشتعال النيران في بعض المحتويات، قبل إطفاءها.
تعويضات
وطالب السيد عبدالنبي، محاسب، محافظ كفر الشيخ اللواء السيد نصر، بصرف تعويضات ومساعدات عاجلة للأهالي نظرًا للضرر الذي لحق بهم، الذين اشتعلت النيران في منازلهم، موضحًا أن هناك تجهيزات عرائس حُرقت.
كما طالب أهالي القرية جميعًا، محافظ كفر الشيخ، بإصداره توجيهاته بزيادة عدد الأئمة والدعاة، من علماء الأزهر الشريف، لزيارة القرية، لمتابعة ما يحدث فيها ويطمأنوا الناس، معلنين رفضهم زيارة ما يطلق على أنفسهم بـ”الشيوخ”، للقرية، والتصدي لهم، ورحبوا بزيارة رجال الأزهر فقط.
الشيخ علاء حسانين ” قاهر الجان ” يزور القرية ويتحاور مع الجان المتسبب في الحرائق ..