فصول متلاحقة من الدراما شهدها حزب المحافظين الكندي منذ ليلة الثلاثاء ٢٣ يناير الماضي، حينما أعلن باتريك براون عن استقالته من قيادة حزب المحافظين علي خلفية اتهامه بالتحرش الجنسي مع سيدتين.
ثم أصر باتريك علي إثبات براءته والتي حصل عليها بالفعل.
ثم قام بتقديم أوراق ترشيحه لقيادة الحزب مرة أخري وقبل نصف ساعة من غلق باب الترشح المحدد مسبقا من قبل الحزب، ويزداد التشوق والدراما فيعلن فيك فيدال زعيم الحزب في الفترة الإنتقالية عن رفضه ترشح باتريك براون كعضو للبرلمان عن الحزب في دائرة باري!!!. وتتأزم الأمور عندما ترددت اللجنة التي تشرف علي اختيار وفحص اوراق قبول المرشحين في قبول ورق باتريك براون ولكنها وافقت علي ترشحة بعد مداولات استمرت حوالي ٤٨ ساعة. ولكن الدراما لم تنتهي فتناثرت أنباء عن فساد في بعض الدوائر وبعد ساعات يعلن باتريك تنازله عن الترشح لقيادة الحزب ليسدل الستار علي واحدة من أصعب مسلسلات الدراما السياسية التي عاصرتها في كندا!!!.
بالأمانة قد يكون باتريك براون مظلوم من أول سيناريو المدعيتان فالأولي تقول كان عمري أقل من ١٨ عاما عندما قابلته في ”بار“ فكيف دخلت الأقل من ١٨ عاما للبار.
والثانية تقول أنها ذهبت معه لغرفة النوم بنفسها ثم تتهمه بالتحرش بها فوق سرير غرفة نومه مع العلم أن كليهما كان قد تناول الكحول حسب قولها!!. ولكن باتريك المظلوم اليوم هو باتريك المفتري الظالم الذي زرع مجموعه من المزورين حوله سيطروا علي الحزب.
كانت سياسته ظالمة في معظم الانتخابات الداخلية التي تمت في ”النيمونيشن“، كان يختار أحد المرشحين ثم يطلب من المجموعة المختصة بالنيمونيشن بضرورة أن ينجح هذا الشخص.
والذي نشرته تورنتو صن علي لسان باتريك ”اعطني النتيجة التي أريدها أنا“ ما هو إلا نموزج لما تم في ٩٥٪ من الدوائر التي شهدت انتخابات نيومنيشن بها. كان يترك المرشحين يبذلون قصاري جهدهم ينفقون ألاف الدولارات يعدهم بانتخابات عادلة ثم يختار هو أحدهم ويحدده بالأسم ويقوم هو وفريقة بتمرير نجاحة وسلم لي علي مبادئ وقيم حزب المحافظين.
خالف كل الوعود التي وعد بها قبل انتخابة أولها الكاربون تاكس وثانيها تعليم الجنس في المدارس والذي وضع كثير من الأهالي أمالهم علي حزب المحافظين لتخليصهم من هذا الكابوس فإذا به يخذل الجميع. ثم يأتي موضوع موشن ١٠٣ وهو موضوع فيدرالي فنجده يقفز ليؤيد الموشن داخل برلمان أونتاريو.
وتزيد المصائب فنجد زعيم حزب المحافظين يوافق علي التعريف الجديد للعائلة في أونتاريو!!. ويطيح بكل قيم ومبادئ الحزب.
لو نظرت للمرشحين الجدد الذين كسب ٩٥٪ منهم النيمونيشن بأوامر باتريك براون وليس بانتخابات ديمقراطية شريفة. لوجدت أن نسبة الليبرال منهم ٥٠٪ علي الأقل، تركوا حزب الليبرال ليس اقتناعا بمبادئ المحافظين ولكن لأن ليس لديهم فرصة في الليبرال من ناحية، وأن معظم سكان أونتاريو يريدون الإطاحة بكاثلين وين من ناحية أخري.
فبحثوا عن فرصة وجدوها مع قائد فاشل أخذ حق أولاد الحزب المخلصين وأعطاها للغير ونسي أن أبناء الحزب تحملوا ١٢ سنه وهم في الظل وظلوا علي مبادئهم ومبادئ حزبهم وناصروا الحزب في أصعب الأيام.
قد يكون باتريك مظلوما ولكن لا يقارن الظلم الذي وقع عليه بالظلم الذي ظلمه هو لمئات الناس.
وهو درس لنا جميعا فالكأس الذي تسقيه للغير قد تشرب منه أنت وفي وقت أسرع مما تتخيل. عموما دعونا نطوي صفحة باتريك براون ونلقيها بعيدا للأبد ونركز في الانتخابات القادمة وأنا أري أن أغلب ابناء الجالية قد آتفقوا علي التصويت لروب فورد رقم واحد وكريستين اليوت رقم أتنين ،بنسبة كبيرة جدا وأن شاء الله الفائز سيكون واحد منهما والفائز سيعيد لنا الحزب بمبادئه وقيمه وسيقوم بتطهير الحزب من بقايا العصابة التي سيطرت عليه السنتين الأخيرتين.