لم تكن حالة زبيدة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، أول سابقة تجاوز للمهنية والمصداقية تقع فيه ال”بي بي سي” حيث جاءت تباعًا كخطء فادح ضمن سجل طويل من أخطاء تتجاوز كل معايير وقواعد المهنية المتعارف عليها دوليًا، والتي تعرفها هيئة الإذاعة البريطانية جيدًا عن ظهر قلب.
ويبدو تكرار نشر تقارير تزدحم وتتضارب بالمعلومات المزيفة والمغلوطة، والكاذبة، منهجًا متعمدًا واستهانة بحق من تنشر عنهم التقارير الوهمية، وليست هفوات مقبولة لمجرد السبق، خاصة أن تكرار النشر الخاطئ يضرب مصداقية الهيئة.
وفي هذا الصدد نرصد لكم قائمة بالسجل الأسود الذي وقعت فيه واحدة من أكبر المنصات الإعلامية العالمية وتجاوزات لا يمكن تقبلها دون تقديم اعتذار عن ما تقدمه من تلك التقارير المغلوطة والكاذبة.
وأوردت “بي بي سي” حالة زبيدة ضمن فيلم درامي طويل ادعت أنه يتعلق بحقوق الإنسان وقدمت “أورلا جيورين” مراسلة ال “بي بي سي”، أم زبيدة تعلن أن ابنتها مختفية قسريًا منذ عام من قبل الأمن المصري، وروت قصة عن اختطاف الفتاة من ملثمين مجهولين وتعذيبها وإعادتها، ثم اختطافها وأنها لا تعلم عنها شيئًا، لكن خلال أيام ظهرت زبيدة مع عمرو أديب على الهواء واتضح أنها متزوجة وتقيم مع زوجها في منزله بفيصل.
فيما سارعت المراسلة بوضع القصة، والقناة عرضتها دون توقف أو تبين فأطاحت بالقضية كلها، ولم تبحث عن استكمال قصتها بمصدر للتأكيد أو التوضيح، خاصة أن هناك فيديوهات أخرى لنفس السيدة بأكثر من مشهد مرة منتقبة ومرة نصف منتقبة تطالب الرئيس الأمريكي بالتدخل والبحث عن ابنتها التي لا هي مختفية ولا غائبة.
فيما تناولت الهيئة البريطانية سبق لها ونشرت معلومات خاطئة عن حادث الطائرة المصرية القادمة من باريس التي تعرضت للسقوط وعادت لتصحح، ونفس الأمر في أعداد شهداء حادث الواحات التي قامت بي بي سي بتضخيمه واتهمت السلطات المصرية البي بي سي فيما بعد بقيامها بتغطية غير دقيقة فيما يخص الاشتباكات التي وقعت في الصحراء الغربية بين قوات الأمن والإرهابيين بحادث الواحات، حيث أوردت تقارير أفادت باستشهاد 50 شرطيًا في حادث لإطلاق النار مع مسلحين في الصحراء الغربية، بينما صرحت وزارة الداخلية، بأن هناك 16 شرطيًا فقط استشهدوا أثناء قيامهم بمهمة في الواحات.
ونشرت الـ”BBC” تقريرًا منقولاً من مصادر إسرائيلية عن طائرات الدولة العبرية تشارك فى مواجهة الإرهاب بسيناء من دون أن تفكر فى البحث عن رد.
كما أذاعت الـ”بي بي سي”، تقريًرا عن الأوضاع في اليمن في ستينيات القرن الماضي به العديد من الأكاذيب والتناقضات بحق مصر، مما أثار غضب الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وسارع بدوره لرد الإساءة بسب المحطة الإذاعية البريطانية، مما يثبت بدوره أن الـ”بي بي سي” انتهجت نشر الأخبار والتقارير المفبركة والخاطئة من قديم الأذل.
كما ورطت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك سابقًا في الموافقة علي توطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وادعت “بي بي سي” أنها حصلت على وثائق سرية بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، تشير إلى أن مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن.
وقد اشترط مبارك كي تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها، التوصل لاتفاق بشأن “إطار عمل لتسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي”.
وتشير الوثائق إلى أن مبارك كشف عن الطلب الأمريكي وموقفه منه خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر أثناء زيارته لندن في طريق عودته من واشنطن في شهر فبراير عام 1983، حيث التقى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان.
فيما نفى مبارك، بعد ذلك، جميع هذه الادعاءات، وقال في بيان له في نوفمبر الماضي “لا صحة مطلقًا لقبول توطين الفلسطينيين بمصر”، مضيفًا أنه “إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، واشتعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، اتخذت قراري بسحب السفير المصري من إسرائيل، وعملت على تأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين ببيروت، وعلى رأسهم ياسر عرفات”.
وأشار البيان إلى أنه “كانت هناك مساعٍ من بعض الأطراف لإقناعي بتوطين بعض الفلسطينيين الموجودين في لبنان في ذلك الوقت بمصر، وهو ما رفضته رفضًا قاطعًا”