يظن ان عدسة الكاميرات تلتقط صورة لما بداخل النوايا،، و ترصد كافة تفاصيل الحياة الى ابعد الخفايا،، و ما يدور باليوم بل بالساعة هو مشهد يصور بكل دقة و عناية،، و يتابع تلك اللقطات عيون الجمهور راصدة لكل الخبايا،، هذا هو واقع من يقعوا فى فخ متلازمة ترومان ضحايا،، و فى سجن الاعجابات و الكاميرات و المشاركات يعيشوا سبايا،، فهملا يحيوا لنفوسهم بل يعيشوا محصورين فى حدقة عين من حولهم من البرايا،، ليس لهم فتات الوقت او حتى البقايا،، فنمط فكرهم هذا يجردهم من ادنى خصوصية و يعيشوا كالعرايا،، لا يشعرون بقيمة الحرية و لا لأى مزايا،، و ان اقاموا فى قلب سرايا،، فصور ادراكهم يقلص دورهم بين صفحات رواية،، و هم مجرد دمى تحركها النظرات التى تأتيها من كل الزوايا،، و هكذا تكتب على السطور كلمة النهاية،، ليس فقط لنهاية الرواية بل معها اغتيال حياة انسان اسير الدعاية،، و لا انقاذ من مثل هذة البلايا،، علينا ان نتدخل بالعلاج النفسى الذى هو ملاذ الحماية ،، ضد فرقعات الشهرة و ما يتطاير عنها من شظايا،، فهيا نعرف المزيد حول متلازمة عرض ترومان
The Truman show delusion متلازمة عرض ترومان
هو نوع من الأوهام و جنون الاتياب (البارنويا) التي يعتقد فيها المريض أن حياته عبارة عن مسرحية منظمة أو عرض من عروض تلفزيون حيث يظن المصابين بهذا المرض بأنهم في برنامج او عرض على الهواء، وأن هناك الجمهور يشاهدهم
ظهر هذا المصطلح عام 2008 من قبل الأخوة جويل وإيان جولد فيلسوف في علم الأعصاب وطبيب نفسي بعد فيلم
عرض ترومان 1998
و الذى يناقش فكرة سيطرة وسائل الإعلام المختلفة على عقلية العديد من البشر وإلى اي مدى قد يبلغ تعلق إنسان بشاشة التلفاز الصغيرة
اختيار هذا الاسم كان بسبب تأثير فيلم “عرض ترومان” على عدد من المرضى الذى تعامل معهم الاطباء النفسسين فى العيادات النفسية حيث كانوا يعتقدون ان هناك كاميرات تلاحقهم و تصور تفاصيل حياتهم
لكن مازال المصطلح غير مدرجاً في الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي
اعراض هذة المتلازمة :
شعور الشخص ان مشهور جدا و يتخيل فى ذاته امكانيات تفوق امكانياته الحقيقية,, و انهم مشهور و لديها قاعدة كبيرة من المعجبيبن و المتابعيين ,, و دائما يشعر انه محط انظار و اهتمام الكثيرين,, و ان الكاميرات ترصد كل تفاصيل حياته
و اتسع مفهموم هذة المتلازمة الان فأصبح لا يقتصر على ملاحقة الكاميرات التليفزيونية بل امتد الامر الى الكاميرات الالكترونية التى هى مواقع التواصل الاجتماعى فبدلا من ان يعتقد الشخص انه نجم تليفزيونى .. اصبح يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعى … و يشارك حياته و ابسط تفاصيليها قهوته, منزله, , رحلاته,مقتنياته, ملابسه,طعامه, شكله, …الخ
و يصدق ان الجميع ينتظرون مشاركاته بدءا من صباح الخير.. الى تصبحون على خير ..و يتابع الاعجابات و المشاركات و يترقب زيادتها بشكل هوسى…. و لا يهم من كون الشخص مشهور و له الاف المعجبين او كونه شخص عادى
فالاضطراب يكمن فى مشاركة الشخص كافة تفاصيل حياته.. و اهتمامه برصد الاعجابات و المشاركات من متابعيه
و العلاج الدوائى فى هذة الحالات يكون الاكثر جدوى من الجلسات النفسية
انها غزيرة فطرية بأن يشعر الانسان بأنه محط انظار من حوله و ان يراعى العديد من الاعتبارات لهذا الدافع بأن هناك من ينظر اليه باستمرار ,,و لكن ان تطور الامر بأن يحصر الشخص حياته برمتها بداخل حدقة عيون من حوله فهذا فى مضمونه اضطراب بغض النظر عن الوسيلة التى يظنها ترصده اكانت تليفزيون, كاميرات, مواقع تواصل اجتماعى…الخ
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
maraya2000@hotmail.com