ربما كانت حادثة سارية الجبل هي الحادثة الأكثر شهرة وتعبيرا عن مدي الفراسة والقدرة علي التخاطب بين شخصين بينهما الاف الكيلومترات ينادي أحدهما علي الاخر دون ان يدري لماذا وكيف ويستمع له الطرف الاخر دون ان يدري من هو القائل الذي استمع له ونفذ ما يقول ..
وحادثة “يا سارية الجبل”: هي حادثة تاريخية عن القدرة على التخاطر حدثت للصحابي سارية بن زنيم الدؤلي الكناني ببلاد فارس في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
وقعت الحادثة حوالي عام 645 ميلادية (23 هـ) أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وتعتبر هذه الحادثة المشهورة في يومنا هذا مثالاً تاريخياً على القدرة على التخاطر. وهي مشهورة باسم “يا سارية الجبل”.
تفاصيل الحادثه..
كان سارية بن زنيم الدؤلي الكناني أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ، وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء. وفي نفس اليوم، كان أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، فإذا بعمر (رضي الله عنه) ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: “يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”.
وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسألوه عن هذا الكلام فقال: “والله ماألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني.
ثم قالوا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضراً: “ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن؟”
فقال: “ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه”.
ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر في المدينة فقال: “يا أمير المؤمنين، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: “يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”. عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم