“جهنم على الأرض”، هكذا وصفت صحيفة “التايمز” البريطانية، ما يحدث للأطفال السوريين في الغوطة الشرقية، جراء قصف الجوي.
وأوضحت الصحيفة أن سوريا شهدت سلسلة من أحداث العنف التي وصفتها بـ”جهنم” بدءاً من عام 2011، وذكرت أنه في عام 2016 سويت أحياء حلب الشرقية بالأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة أمل ضعيف للغاية في أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى حل لهذه الأزمة، مضيفة أنه توصل في السابق لوقف لإطلاق النار خلال هذه الحرب المستمرة إلا أنه لم يفض إلى أي حلول.
وختمت الصحيفة بالقول إن النظام السوري ومؤيديه قد يكونوا في طريقهم لتحقيق نصر عسكري.
“استهداف المستشفيات في الغوطة الشرقية”
أما صحيفة “جارديان” البريطانية، سلطت الضوء على استهداف القطاع الصحي في الغوطة الشرقية.
وقالت الصحيفة في تقرير منشور اليوم الجمعة: “النظام الصحي في الغوطة الشرقية على مشارف الانهيار التام بحسب ما أكده الأطباء وعمال الإغاثة هناك، إذ تم استهداف 22 مستشفى وعيادة طبية خلال أسبوع واحد”.
ونقلت الصحيفة عن بعض الأطباء في الغوطة الشرقية قولهم إن “3 مستشفيات فقط ما زالت تعمل إلا أنها ممتلئة بالجرحى الذين ما زالوا يتدفقون بصورة مستمرة جراء تعرض المنطقة لقصف متواصل لليوم الخامس على التوالي”.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن 13 مستشفى تدعمه تم تدميره أو تعرض لأضرار جسيمة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب كاتب المقال .
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع مديرة مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، أكدت الأخيرة أن “الحكومة السورية تستهدف المشافي والمراكز الصحية بالصواريخ”.
وأضافت أنه “من المهم أن نؤكد بأن النظام السوري يضرب الغوطة الشرقية بشكل عشوائي إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمشافي والمراكز الطبية فإنه يعمد إلى استهدافها بشكل مباشر، كما أنه يقصفها أكثر من مرة”.
ووفقًا لما قالته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، جاء ذلك في إطار طلب الجيش السوري من المدنيين في الغوطة الشرقية إلى الرحيل حيث أسقطت مروحيات عسكرية سورية منشورات على منطقة الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة معارضين مسلحين، تحث فيها المدنيين على المغادرة.
وتدعو المنشورات سكان المنطقة، القريبة من العاصمة دمشق، إلى الرحيل عبر مسارات محددة، مع التعهد بتسكينهم في مخيمات مؤقتة.
كما دعت الملسحين إلى إلقاء أسلحتهم والتقدم عبر هذا المعبر وفق إجراءات أمنية لتسليم أنفسهم.
ومنذ يوم الأحد الماضي تتعرض الغوطة الشرقية لقصف مكثف من القوات الحكومية، بينما يطلق مسلحون هناك قذائف باتجاه دمشق.
وقُتل 400 شخص على الأقل في القصف المتواصل للغوطة الشرقية، بحسب تقارير.
وذكرت مصادر بالمعارضة أن 40 شخصا قتلوا في الغوطة الشرقية أمس في مناطق دوما وحمورية وكفر بطنا جراء قصف القوات الحكومية.
بالمقابل، قالت مصادر حكومية إن قصف المعارضة على أحياء جرمانة والقصاع وباب توما والعباسيين أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 32 آخرين.
وشهدت أحياء شرق دمشق القريبة من الغوطة حركة نزوح كثيفة للمدنيين إلى غرب العاصمة السورية بعيدا عن قصف المعارضة وخطوط المواجهة المتوقعة إذا تقدمت القوات السورية الحكومية على الأرض.
وتكاد تخلو شوارع تلك المناطق من حركة المارة والسيارات مع إغلاق شبه كامل للمحال التجارية، حسبما أفاد عساف عبود مراسل بي بي سي.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، اجتماعا اليوم لبحث مشروع قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في شتى أنحاء سوريا بهدف السماح بتوصيل مساعدات الإغاثة وإجلاء المصابين.