كتب / د.ماجد عزت إسرائيل
كنيسة السيدة العذراء بوادي حوف تحتفل باليوبيل الفضي للقمص أبرام ميخائيل!
تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا بسنتى، احتفلت كنيسة السيدة العذراء بوادي حوف – التابعة لمدينة حلوان بمحافظة القاهرة يوم 19 فبراير 2018م،باليوبيل الفضي للقمص أبرام ميخائيل،كاهن الكنيسة،ووكيل مطرانية حلوان وتوابها،وقد حضر الحفل لفيف من آباء الأبرشية،وشعب الكنيسة والكنائس المجاورة نذكر على سبيل المثال مثل كنيسة مارجرجس حدائق حلوان،وكنيسة الشهيدة دميانة،والملاك ميخائيل، وكنيسة القديس الأنبا برسوم- دير الأنبا برسوم العريان- بالمعصرة، وشعب كنائس مدينة حلوان و15مايو،كما حضر الحفل بعض أبنا الكنيسة العاملين بالجهاز الإدارى لمدينة حلوان، وأعضاء مجلس إدارة الكنيسة الحاليين والسابقين ويأتى على رأسهم الأستاذ الجليل لطفي وديع، والمهندس هدية ملك،والمهندس كمال حليم،وأيضًا آباء الكنيسة ومنهم أبونا باخوم، إبراهيم، برسوم.
والقمص أبرام ميحائيل كان اسمه العلماني “وجية ميخائيل” ولد فى 27 يونية 1952م في أحد مساكن “أرمنت الوابورات “التابعة لمركز الأقصر،محافظة قنا، وشاءت مشيئة الله أن يولد أبونا الطوباوي في ظروف سياسية هامة بالنسبة لمصر والعالم،وهى قيام ثورة 23 يوليو 1952م،التى قام بها الجيش المصري يسانده الشعب، والتى كانت مبادئها القضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار،والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم،إقامة جيش وطني قوي،إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة. والحقيقة التاريخية أن هذه الثورة ساهمت في الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى،وكانت قنطرة للأسرة المتوسطة للإلتحاق بالتعليم العام والجامعي، ولا أبالغ في القول أنها كانت سبب فى رسامة القمص أبرام على كنيسة وادي حوف.لأنه عقب قيام ثورة 1952م هاجرت العديد من الأسر من صعيد مصر وتركزت في بالقرب من المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية التى شيدها الرئيس”جمال عبد الناصر”(5 أكتوبر 1964–8 سبتمبر 1970م) في مدينة حلوان،الواقعة جنوب مدينة القاهرة.
على أية حال،بعد فترة زمنية هاجرت أسرة “وجية ميخائيل” من صعيد مصر إلى مدنية القاهرة،وسكنت فى منطقة المعصرة المحطة بحلوان بالقرب من دير القديس”برسوم العريان” نظر لطبيعة عمل الوالد وتنقله المستمر،وواصل “وجية” تعليمه الأبتدائى والأعدادى – ما قبل الثانوية العامة -،مع باقى أفراد أسرته . وبعد أن أنهى “وجية ميخائيل” دراساته الثانوية ،كان من بين المتفوقين علمياً،والتحق بكلية الطب جامعة القاهرة، كلية طب القصر العينى،وتخرج فى عام (1976م)،وكانت مصر فى ذات الفترة تمر بمرحلة الأنفتاح الاقتصادى ــ حكم الرئيس السادات(1971-1981م) ــ وواصل بعدها مرحلة الدراسات العليا فى تخصص الأنف والأذن والحنجرة،وعمل كطبيب بالتأمين الصحى فرع مدينة حلوان،بالإَضافة إلى عيادته الخاصة بمنطقة المصرة. على أية حال، كان الدكتور “وجية ميخائيل” من أكثر المترددين على الكنائس والأديرة،بالرغم من عمله كطبيب،وكان ضمن مجموعة من الخدام المشهود لهم من آباء الكنيسة،بل البعض من رفاقه وجيرانه بمنطقة المعصرة،إلتحق بسلك الرهبنة بديرى السريان والأنبا بولا،ولمحبته عند شعب الكنيسة تم ترشيحه لسلك للكهنوت،وفى(19 فبراير1993م)، تم رسامته باسم “أبرام” بيد نيافة الحبر الجليل الأنبا”بسنتى”أسقف حلوان والمعصرة وتوابعها.ولمكانته ولدوره الخدامى بداخل أبرشية حلوان والمعصرة وتوابعها،تم ترشيحه؛ لتولى منصب وكيل المطرانية منذ عام 2012م وحتى كتابة هذه السطور،بالإضافة إلى خدمته بكنيسة السيدة العذراء بوادى حوف.
وهنا يجب أن نسجل للتاريخ أن القمص “أبرام ميخائيل” يحب الخدمة وينفذ تعاليم السيد المسيح،وما ورد في الكتاب المقدس في رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية أهل كورنثوس( 6: 4-10) “بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ: فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ، بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ، كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا، كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ، كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ” .
وفى أثناء بداية خدمته كاهناً بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة وادى حوف بحلوان، تزامن وجود القمص “أرميا زاخر” والمتنيح فى عام 2007م،والمتنيح القمص “مكاريوس” 2015م، فشكلوا هؤلاء الثلاثة مدرسة روحانية كنيسية، موحدة تؤمن بتوجية الشباب نحو الفضائل المسيحية من خلال الأهتمام بمدارس الأحد،وتعليم الأطفال الإلحان الكنيسية واللغة القبطية،بالإضافة للعديد من الاجتماعات الخاصة بالشباب والفتيات والحرفين والسيدات،وتخصيص كل يوم سبت من أيام الأسبوع لقداس وأغابى لكبار السن والمعاقين.وكان من نتائج هذه المدرسة تخريج خمسة من بين تلاميذها تم رسامتهم كهنة منهم ثلاثة بكنيسة السيدة العذراء بوادي حوف،وإثنين بكنائس مدينة 15 مايو بحلوان، هذا بالإضافة إلى العديد من الخدام والخدامات فى مصر والعالم.هذا هو الكاهن الذي يجب أن نقول له كما ورد بالكتاب المقدس قائلاً:” كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ”.
ولعطاء القمص أبرام ميخائيل المستمر والدائم احتفلت كنيسة السيدة العذراء بوادي حوف باليوبيل الفضى، وبرحلة عطائه خلال ربع قرن من الزمن(1993-2018م)،وبدأ الاحتفال بتقديم مجلس الكنيسة العديد كلمة يهذه المناسبة إلقاها المهندس هدية ملك ، وأيضًا شمامسة الكنيسة،كما قدم فريق الكورال بالكنيسة العديد من الترانيم الروحية،ونهاية الحفل قدم الأستاذ لطفي وديع كبير أعضاء مجلس إدارة الكنيسة هدية تذكارية بهذه المناسبة السعيدة
وأخيراً، نتمنى للقمص “أبرام ميخائيل” ولزوجته الفاضلة الدكتورة آمال” أو تاسونى “آمال” ولأبنته الدكتورة “سلفيا” ولأبنه الدكتور”مايكل”،ولإحفاده وتلاميذه ومحبيه ومريده، كل الخير والسلام. ندعو الله أن يدوم كهنوت أبونا القمص أبرام ميخائيل لشعب كنيسته سنيين عدة وأزمنه سلامية،كنموذجاً يحتذى به فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية وكرمز للعطاء لمصرناً الحبيبة.