الإثنين , ديسمبر 23 2024

محفوظ مكسيموس يكتب : ( الدول المتدينة متدنية )

عندما تريد تصنيف الدول علميا وإقتصاديا فقط إبحث عن تأثير الدين هناك وستوفر مجهودا إكتواريا ورياضيا وإحصائيا فعلي سبيل المثال لا الحصر سنلقي نظرة علي مجموعة دول فقط لتأكيد نظرية ( تدني الدول المتدينة )
١_( اليونان ) دولة صاحبة حضارة لا تقل ثقلا عن حضارة الفراعنة بل وساهمت بشكل جلي في الحضارة المصرية وتركوا بصمات في تشكيل حضارتنا بل وتصميم أجمل مدينة مصرية وتعد اليونان واحدة من أجمل دول العالم وكانت مذدهرة جدا علميا وإقتصاديا إلي أن وكلت نفسها راعيا رسميا للدين في أوربا وأطلقت علي نفسها ( حامية الإيمان الأرثوذوكسي ) وتركت علومها وفنونها وضرب الفساد عظام مؤسساتها وأعلنت إفلاسها دوليا وكأن الفساد مرتبط إرتباطا وثيقا بوجود الدين !!! وأصبحت اليونان عالة علي أقرانها من الإتحاد الأوربي بل وتبرأ منها الجميع نظرا لإفلاسها .
٢- ( أفغانستان & باكستان ) كانت كلتا الدولتين أصحاب مستوي علمي و إقتصادي محترم ومنذ تفشي الفكر الديني هناك قضي علي الأخضر واليابس وأصبحت تلك الدول أحواشا خربة تزعق فيها البومة ويرتع فيها إرهابي العالم أجمع وتغيرت الصورة النضرة بل وتحولت لأشباه خرابات .
٣_ ( السعودية ) والتي تمتلك من البترول أضعاف ما تمتلكه الإمارات ولكن الفارق كان في إستعمال وإستغلال أموال البترول فالإمارات أدركت أن الإنفتاح والتعليم والعولمة هي العوامل التي تساعدها علي البقاء في مقدمة الدول بينما السعودية لم تهتم إلا بالدعوة ونشر الدين في العالم وكانت السعودية علي وشك الإنهيار الإقتصادي بل وقرر الإقتصاديين أنها علي شفة الإفلاس وأكدوا أن بحلول ٢٠٢٧ ستعود السعودية للبادية وركوب الخيل !!!!
٤- ( مصر ) والتي تشبه كثيرا ( اليونان ) فقد كانت منارة الشرق ورائدة العالم أجمع إقتصاديا و علميا وحيرت بعلماؤها العالم كله بإعجازات هندسية وفلكية وطبية ولكن تذيلت مؤخرة الشعوب بعدما غيرت هويتها وإنشغل شعبها بالأديان والطوائف والمذاهب والتناحر علي غلبة الدين علي الحياتيات حتي أصبحنا مجرد مشاهدين للتقدم العلمي والعولمة ولم نع الدرس من أسلافنا في أوربا بل قررنا أن نخوض نفس الفشل بنفس النتائج .
هذة مجرد أمثلة ليست للحصر ولكنها فقط مجرد فلاشات لإلقاء الضوء علي تأكيد أنه لا نهضة لدول تزج الدين بالحياتيات ويصبح هو شغلهم الشاغل عوضا عن العلم والفن والعولمة التي لا وجود لها في محضر الدين ….
الدين علاقة شخصية وحرية معتقد لا يجب أن يكون مغموسا في وحل السياسة ولا دخل له بالحياتيات ولكن هيهات فتجار الأديان يحملون سيوفهم إستعدادا لقتل كل من يقترب من ( السبوبة ) ويحلون دماء كل مستنير خوفا بل ورعبا علي مصدر رزقهم الوحيد .وتبقي السبوبة وتذهب الأوطان إلي الجحيم ..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.