الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
ماريا ميشيل

لماذا احمرار الوجه فى المواقف الصعبة ..

قد يفصله عن موقف بضع امتار،، وقعه عليه اقصى من قطع الاميال و الاسفار،، قد يحاول تغيير الامر او المسار،، و احيانا يتأرحج فى اتخاذ القرار،، فتخنق عليه دائرة المواجهه و تفرض الحصار،، او تتفتح امامه ابواب الفرار،، و لا يدرى ايهما الانسب ليختار،، حينئذ يصطبغ وجهه بلون الاحمرار،، و يفتضح امره كل الحضار،، و يسخن الجسم لقسوة الموقف و يلتمس له الاعذار،، ليبدأ باطلاق هرموناته و يحارب عنه بأقتدار،، فتتسع الاوعية الدموية لتستوعب ما يهاجمه من اضرار،، و تفرغ شيئا من الكبت الذى يجول بدواخله بوضوح و اجهار،، فلهذا تعلو بشرة الوجه حمرة تأخذ الانظار،، و تزيد فى المواقف التى تتسم بالتوتر و احتدام الحوار،، و تعتبر ظاهرة اعتيادية ان لم تتجاوز المقدار،، و ان تجاوزته علينا باللجوء الى العلاج النفسى دون استهتار،، فهيا نعرف المزيد عن اسرار ظاهرة احمرار الوجه

احمرار الوجه هو رد فعل جسماني للعديد من المشاعر و الانفعالات كالخجل و الخوف و التوتر او عند التعرض للشمس، وهو رد فعل منعكس و عفوى ولا يمكن التحكم بها، بل على العكس من ذلك فكلما حاول الإنسان التغلب على احمرار الوجه خجلاً، كلما زاد الاحمرار، واحيانا يمتد هذا الاحمرار ليشمل الوجه، والرقبة، والأذنين، والصدر أيضاَ

اما عن تفسير سبب هذة الظاهرة

الى جانب وجود الجهاز المناعى بجسم الانسان فهو مزود ايضا بوسائل دفاعية اخرى تجعله يواجهه مواقف الخطر, الارتباك, الخوف, الخجل…الخ كهرمونات معينة كالاردينالين و النورادرينالين خاصة بهذة المواقف تساعد اما على المواجهة ام الهروب

ففى المواقف الخطرة اما يختار الشخص المواجهة ام الهروب بحسب ما يقتضيه الموقف
بينما فى المواقف الاجتماعية و خصوصا الحرجة تصعب المواجهة و كذلك ايضا الهروب
و هنا يكون الجهاز العصبى فى قمة اثارته مما يجعل الدم يتدفق الى المخ و العضلات منتظرا الاختيار ما بين الهروب او المواجهة … فلا يجد اشارة بالاختيار بسب صراع الفكر ما بين رغبته فى الهروب و اصراره على المواجهة و
النتيجة النهائية يحول الدم مساره فى الاتجاه العكسى بعيدا عن المخ و العضلات ذاهبا الى سطح الجلد مما يسبب احمرا الوجه

فالاثارة الانفعالية التى تحدث تسخن الجسم و تجعله فى حالة تنبه و سخونة فتتسع الاوعية الدموية لمحاولة تبريد الجسم و يصاحبه احيانا بعض التعرق .. و لكن التفكير فى الموقف اثناء تلك الحالة … يؤدى الى مزيد من التنبيه مما يزيد من سخونة الجسم مما يزيد الاحمرار كمحاولة للتبريد

و يعتبر ظاهرة طبيعية عند الاغلبية و لكن يتطور الامر الى متلازمة مرضية اذا تطور الحال
عند البعض الخوف من الكلام مع الآخرين وصولا إلى حالة الإنطواء عن الآخرين والتي تؤثّر على الشخص المصاب بها مما يعطل حياة الشخص او حدوثها عند ابسط المواجهات مما يتطلب العلاج النفسى

و للتغلب على هذة الحالة:
يجب ان نجعل الشخص بعيدا فى وسط مطمئن بعيدا عن الانفعالات و التوتر,, مع الحرص على تدريبات الاسترخاء ,,ابزاز المشاعر و عدم كبت الانفعالات,, تكوين علاقات اجتماعية لكسر حاجز القلق ,, توفير فترات راحة بعيدا عن الضغوط,, برامج تدربية لرفه الثقة بالنفس,,

ظواهر حياتية قد نصادفها فى مواقف يومية… قد تكون كسحب عابرة تحجت شمس الارتياح لبعض لحظات و تنجلى .. لتشرق مجددا و احيانا تبعث بظلال عابسة تكدر صفو حياتنا و انقشاعها يتطلب بعض الخطوات العلاجية التى قد تكون بسيطة و لكن يخفيها احيانا قناع عدم المعرفة …فقط الوعى النفسى هو من يسيطيع نزعه

اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.