الأربعاء , نوفمبر 13 2024

السبب وراء حذف إسم السلطان العثماني من أحد شوارع القاهرة

“لا يصح إطلاق اسم مستعمر على أحد الشوارع المصرية”، هذا ما صرح به محافظ القاهرة عاطف عبد الحميد بعد أن أثار قراره المبدئي بتغيير اسم شارع “سليم الأول” نوعا من الجدل في الشارع المصري، بناء على مقترح تقدم به أكاديمي متخصص في التاريخ المعاصر لحذف اسم السلطان العثماني.

وكان محمد صبري الدالي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، قد تقدم بالمقترح لمحافظة القاهرة، مشيرا إلى أن السلطان سليم الأول جرد مصر من استقلالها، وجعلها ولاية تابعة للدولة العثمانية، فضلا عن قتله آلاف المصريين خلال دفاعهم عن بلادهم، وأعدم السلطان المملوكي “طومان باي”، آخر سلاطين المماليك وفكك الجيش المصري.

وفتح قرار تغيير اسم الشارع العديد من التساؤلات بشأن تاريخ السلطان سليم الأول ودخوله مصر وفترة الحكم العثماني تحديدا، وهل توجد أبعاد سياسية وراء القرار في وقت تتسم فيه العلاقات المصرية التركية بالتوتر؟

قال أحمد الدميري، مدير العلاقات الخارجية بمحافظة القاهرة، إن القرار لا يحمل أي صبغة سياسية، مشيرا إلى محاولات سابقة من مؤرخين ومتخصصين في التاريخ الحديث طالبت المحافظة باتخاذ مثل هذا القرار على مدار سنوات.

وأضاف :”موافقة المحافظة على تغيير الاسم هي موافقة مبدئية حتى الآن، وليست وليدة اللحظة، بل توجد محاولات سابقة من مؤرخين وصلت إلى حد رفع دعاوى قضائية على محافظة القاهرة. وما زالت المحاكم تنظر فيها”.

وأشار الدميري إلى أن الاسم البديل سيطرح من خلال “مناقشة شعبية” مع سكان المنطقة بالتعاون مع “المجلس الأعلى للتسميات، وهي لجنة تضم نخبة من أساتذة التاريخ والتربية والتعليم وأعضاء من محافظة القاهرة، وبمجرد الإجماع على اسم بديل لابد من موافقة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية ليصبح قرارا يدخل حيز التنفيذ”.

وكان السلطان سليم الأول، وهو أحد السلاطين العثمانيين، قد بدأ حربا مع المماليك في منطقة الشام. والتقت القوتان في معركة عرفت في التاريخ باسم “مرج دابق”، انتصر فيها العثمانيون ودخلوا مدنا مثل حماة وحمص ودمشق وفلسطين ووصلوا حتى مدينة العريش في مصر.

وقاتل سليم الأول طومان باي، آخر سلاطين المماليك الشراكسة بمصر، في موقعة تعرف باسم “الريدانية” انتصر فيها العثمانيون ودخلوا القاهرة بعد سقوط الآلاف من الفريقين، وأعدم سليم الأول طومان باي عام 1517، في القاهرة.

“لا يخدم التاريخ”

وقال أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، لبي بي سي إن تغيير اسم شارع معين لا يغير من الأحداث التاريخية ولا يطمسها.

وأضاف :”أمثال السلطان سليم الأول دخلوا التاريخ وخلدوا أسمائهم، اتفقنا معهم أم اختلفنا، وتغيير اسم شارع لا يخدم التاريخ في شئ”.

وأشار الشربيني إلى أن الكثير من شوارع مصر تحمل أسماء السلاطين العثمانيين، مؤكدا أن ثمة قضايا أهم بكثير في عصرنا من الاهتمام بتغيير أسماء الشوارع.

كما قال :”الحكم على الوقائع التاريخية وعلى فترة معينة متغير باختلاف الزمن ويخضع لأهواء المؤرخ”، ويطرح الشربيني سؤالا “إذا محونا اسم الشارع الآن، فهل نستطيع أن نمحوا ذكر سليم الأول من الكتب التاريخية ومناهج التاريخ التي تدرسها المدارس المصرية”.

شاهد أيضاً

إطلاق المرحلة الأولى للمشروع القومي لتحلية مياه البحر بنهاية 2024

تعتزم مصر إطلاق مناقصة دولية بنهاية العام الجاري لتنفيذ المشروع القومي لتحلية مياه البحر، باستثمارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.