اكثر ما يبهجه اوقات العمل و الانتاج,, حيث انها تعد لديه بمثابه افضل اللحظات لاعتدال المزاج,, يطوى الساعات و يقضى الايام فيه دون ملل او احتجاج,, يرى العطلات حوله كسياج,, و ان لا داعى لها و لا احتياج,, فقط تفصله عن محل السعادة و الابتهاج,, و لا يدرى انه تجرفه انواء خطيرة و امواج,, تعصف بصحته الى حيثما لا يجدى علاج,, و تخبط فى عماد حياته الاسرية مسببة ازعاج,, و تضعف جدران نفسيته و تصير هشة كالزجاج ,, و هكذا من انحدار الى تدهور يسير فى موكب الموت دون اعوجاج,, لتنزلق حياته ضحية لادمان العمل كمن يجرفه مزلاج,, و لانقاذه من هذة الهوة السحيقة علينا ان نسرع بأجراءات الاستخراج,, التى من اهمها خضوعه للعلاج النفسى دون مقاومة او هياج
و فى رحاب العلاقات الاجتماعية تبدأ الاندماج,, و تخصيص وقت للراحة بعيدا عن ارتباطات العمل التى تسعى للامتزاج,, و الان هيا نعرف المزيد حول اضطراب ادمان العمل “كاروتشى”
تعريف ادمان العمل Workaholic
انهماك الشخص فى العمل دون توقف او ملل مهما طال وقته ..بل و لا يجد سعادته او راحته الا بممارسة العمل و تواجده فى مكان عمله.. و فى اوقات المرض او فى الاجازات الرسمية يغلبه التوتر و الاكتئاب منتظرا العودة الى العمل بشغف مبالغ
اصل تسمية ادمان العمل
Workaholic
وفقا لقاموس اكسفورد الانجليزى نسبة إلى الكحوليين المجهولين
” اى الابتلاء بالحنين الغير المقهور إلى العمل، فإن هذا مرادف لمدمني العمل
الفرق بين الجدية بالعمل و ادمان العمل
مدمن العمل معيار النجاح لديه هو قضاء اطول وقت ممكن بالعمل و كسب الاموال و يرى ادمان العمل انه وسام شرف
و من اكثر الشعوب اصابة بهذا المرض اليانيين اذ بلغت هذة الحالة باليابان اقصاها بعد موت وفاة من الموظفين نتيجة لاستمرارهم بالعمل لاكثر من 16 ساعة و فى عام 2004 وصل عددم الى 243 موظفا.. و ان خمس القوى العاملة باليابان تواجه خطر هذا المرض لذلك اطلقلوا مصطلح خاصا بتلك الظاهرة “كاروتشى” الذى دخل الى قواميس الامراض النفسية و تعنى الموت نتيجة الافراط فى العمل
اعراض ادمان العمل
اندفاع وسواسي خارج عن السيطرة نحو العمل، أو التفكير فيه
يقول الطبيب النفسى الامريكى روبنسون: “لا يعرف الإدمان على العمل بالساعات. بل يُعرف بما يخالج صدورنا. فالمدمن العمل يحلم بالعودة للعمل اثناء ممارسة التزلج. أما العامل السليم فهو من يكون بالعمل ويحلم بالذهاب للتزلج
الرغبة بالانشغال طوال الوقت، ممما يدفعهم لأداء المهام ليست مسندة لهم
نتيجة عملهم تنقصها الكفاءة مقارنة بغيرهم لانهم يميلوا ان يكونوا مشغولين اكثر من كونهم منتجين ,, و ايضا لمعانتهم من الصداع ,, الارق و ارهاق ,, القولون العصبى,, اضطراب ضغط الدم فيؤثر على كافة قدراتهم الذهنية و الصحية مما يؤثر على العمل و على حياتهم الشخصية
و مدمنى العمل اكثر معاناة شكوى من غيرهم لانخراطهم المبالغ بالعمل
فيعانون انخفاض الرضا الوظيفيى و الحياتى بشكل عام لتوتر علاقات الزواج ,, رعاية الاسرة و الابناء ..
كما تحدثوا عن صراع أكبر بين متطلبات العمل والحياة الخاصة، وانخفاض مستوى الصحة الجسدية والعقلية.
التسلط و عدم المرونة ليس فقط فى امور العمل فحسب بل يمتد الامر الى الحياة الشخصية للمصاب فيتسبب له فى مشاكل عديدة
القيام بأكثر من مهمة فى آن واحد
صعوبة العمل داخل فريق,, صعوبة تفويض عملهم لاحد الزملاء
العلاج
من اهم خطواته اللجوء الى اخصائى نفسى لوضع خطة علاجية تساعد الشخص الى الانسحاب التدريجى من قيضة على الادمان
و بجانب ذلك ممارسة تدريبات الاسترخاء للتخلص من التوتر و المشكلات الصحية الناتجة عن ادمان العمل
الاهتمام بالعطلات الاسبوعية و الرسمية و الابتعاد التام عن العمل بها و توطيد العلاقات الاسرية و خلق فرص للتفاعل
تخصيص اوقات يومية للراحة و لممارسة الرياضة او اى هوايات ترفيهية
استقطاع اوقات راحة اثناء العمل .. لتحدث مع الزملاء او تناول مشروب او جبة سريعة
عدم تلاقى المكالمات او الرسائل الالكترونية الخاصة بالعمل فى غير اوقاته
ادمان العمل عندما يطن على المسامع للوهلة الاولى نقرنه بالجدية و الاخلاص فى العمل .. و عند التعمق فى ملامح هذة الظاهرة نرى بوضوح جلى علامات الدمار البغيضة التى تعلو وجهها التى تكتفى بأن تختلس من رصيد مصابها الاجتماعى او الاسرى او الصحى بل تقوده تدريجيا دون ان يشعر الى موت المحقق و تسرق حياته للابد
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com