الإثنين , ديسمبر 23 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

الأمير عمر طوسون وأديرة وادي النطرون

د.ماجد عزت إسرائيل

 

هو الأمير محمد عمر طوسون ابن الأمير محمد طوسون باشا ابن والي مصر محمد سعيد باشا ابن محمد علي باشا رأس الدولة العلوية. والدته الأميرة بهشت حور،وجدته لأبيه الأميرة ملك بير، ولد في مدينة الإسكندرية في8 سبتمبر1872م، وعاش فيها إلى جانب القاهرة. توفى والده وهو في سن الرابعة، فربته جدته لأبيه وأشرفت على تعليمه، وواصل دراسته فى سويسرا، تعلم خلالها العديد من اللغات فبالاضافة إلى اللغة العربية والتركية،تعلم الفرنسية والإنجليزية وبعد تخرجه زار العديد من المدن تنقل الأوروبية.وفى سن السادسة والعشرين تزوج الأمير طوسون من الأميرة بهيجة حسن، حفيدة الخديوي إسماعيل، وأنجبت له سعيد وحسن وأمينة وعصمت.

والأمير عمر طوسون هو أحد أشهر أمراء أسرة محمد علي باشا الذي اشتهر بتفوقه وثقافته وحبه للقراءة والتأليف وأيضًا في العديد من المجالات منه رعايته للكثير من المحافل العلمية وأعماله الخيرية من بناء المستشفيات،والمدارس،كما ساهم في بناء استاد الإسكندرية وتشييد نادى سبورتنج، وكان يرأس مجلس إدارته منذ أوائل القرن حتى وفاته في2 يناير1944م،وكان الأمير من الأعضاء المؤسسين بنادى روتارى الإسكندرية، والهلال الأحمر المصرى، والكشافة، وجمعية الإسعاف فى المحافظة، بالإضافة إلى كونه رئيساً دائماً لنادى الفروسية، ونادى سبورتنج، وكان رئيساً للجنة الأوليمبية المصرية، والاتحاد المصرى للأندية الرياضية بالإضافة إلى دعمه الجمعيات الخيرية نذكر منها على سبيل المثال جمعية فقراء الإسكندرية، فى محرم بك، والجمرك، وجمعية معدومى المأوى، وجمعية الأقباط الكاثوليكية، وجمعية الإحسان النوبية، ومستشفى الطائفة الإسرائيلية وملجأ الأيتام اليونانى.

كما لا ينكر أحد اكتشافاته وكتاباته في الجغرافيا والتاريخ والأثار وغيرها وله العديد من الكتب والخرائط بالعربية والفرنسية، وكان أول من اقترح إرسال وفد من مصر إلى مؤتمر فرساي للمطالبة باستقلالها عام 1919م. وقبل وفاة عمر طوسون كتب وصية عام 1933م، أوصى فيها بالتبرع بمكتبته، التى حوت أكثر من 8 آلاف كتابفى الدراسات التاريخية والأثرية للمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، بالإضافة إلى ما اكتشفه من آثار، وترك لنا العديد من المؤلفات نذكر منها الجيش المصرى البرى والبحرى فى عهد محمد على باشا عام 1923م،الصنائع والمدارس الحربية والبعثات العلمية والجيش المصري البري والبحري 1925م، الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم(1853-1855م)، طبع عام 1936م. مصر والسودان 1927م..

وقد زار الأمير عمر طوسون وادي النطرون فى عام 1931م،واكتشف العديد من الأديرة التى تعرضت للأندثر في برية شيهيت مثل دير الأنبا زكريا، والأرمن والأنبا يحنس كاما،ويوحنا القصير والأحباش، وإلياس،ووضع العديد من العلامات الإرشادية التى تؤكد على قيمة هذه الاكتشافات، ومعظم الأديرة التى اكتشفها الأمير باركتها العائلة المقدسة عند زيارته لمصر‏، وبلغ عددها نحو ‏52‏ ديراً. وسجل لنا كل ما اكتشفه فى برية شيهيت فى كتابه” وادي النطرون ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة ومزيل بتاريخ الأديرة الخربة” ويعد هذا الكتاب من أهم المصادر لدراسة تاريخ أديرة وادي النطرون.

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.