الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
شحات خلف الله عثمان

قصور الثقافة ..

بقلم : شحات عثمان _ كاتب ومحامٍ _ 

كل مهنة وموهبة بشرية تنضوى تحت كيان من الكيانات المنظمة بقوانين ولوائح وتخضع لوزارة من الوزرات التى تقوم الدول بتأسيسها لخدمة المواطنين لتكون وسيلة ربط بين الدولة والأفراد كالمحاماة ،الطب،الصيدلة، الهندسة،التعليم ،الفنون… الخ .

هذه الكيانات من المفترض أن تكون الوسيلة الناجعة في الحفاظ على حقوق الأفراد المنتسبين لها وكذلك حقوق الدولة فى المتابعة والإشراف وهو حق أصيل لا غنى عنه للطرفين وقد كفلته كافة الدساتير فى العالم .

والمقال يتناول قصور الثقافة بأعتبارها المتنفس الشرعى للمواهب والقدرات العقلية الأبداعية لدى جموع الأفراد ، ولو نظرنا بالعين المجردة الى حال قصور الثقافة فى المجتمع نجد أن الغالبية العظمى من القصور الثقافية من المفترض أن تقوم بنشر الأبداعات وعقد الندوات والمؤتمرات والتوعية وأطلاق القدرات والمواهب ونشر المخطوطات والبروشورات التى تساعد فى زيادة الوعى والنمو العقلى لدى شرائح المجتمع المختلفة وصولا إلى مجتمع واعٍ ومدرك لما يحيط به من مخاطر وما يتفشى فيه من أخلاقيات وظواهر دخيلة تم تصديرها له بحكم العولمة الحديثة وأنتشار ثقافات الأنترنت التى أصبحت كالنار فى الهشيم وتأكل الأخضر واليابس من فلذات الأكباد وحتى كبار السن بسمومها التى لا ترياق لها ولا مصل علاجى نافع .

قصور الثقافه أصبحت مجرد أطلال ومباني تشققت جدرأنها بعد تشقق عقول القائمين عليها وأصبح الأمر مجرد صرف رواتب وحوافز والتوقيع فى سجل الحضور والأنصراف وحتى فى الأماكن المتشققه أصبحت غير مقبوله وبعض قصور الثقافة خاوية على عروشها وهو الأمر الغريب الذى يستوجب الدهشة ، مما لا شك فيه أن بعض قصور الثقافة حالها حال المعارض التى من المفترض أن تكون وسيلة جذب لشرائح المجتمع لرؤية أخر الأبداعات وعصائر الأدمغة الخلاقة المبدعة فقد رأينا ما حدث من تساقط أمطار على خيام تقوم بنشر تلك الكتب وتلف الآلاف من الكتب مما ترتب على أثره استقالة رئيس اتحاد الناشرين وجميع ما تم ذكره موثق ومعروف.

أن قصور الثقافة تحتاج إلى أعادة هيكلة وإيقاظ الأفكار الخامده والخروج بفعالياتها الى مختلف الشرائح فى المجتمع لتغيير الأفكار السلبية وشحذ الهمم والعقول للتطوير والنضج والتخلص من رواسب الجهل والتعصب الأعمى للتقاليد الراسخة .

قصور الثقافة فى المجتمعات الصعيدية والريفية ستظل شاهد على النتائج التى يتم رؤيتها فى مجتمعاتنا وبقدر طمس هويتها ودورها بقدر الجهل المتفشى فى المجتمع الريفى وأستمرار انتشار العصبيات والقبليات وعادات الثأر وغيرها الكثير والكثير ، وبالمقابل أن قامت تلك القصور بدورها وكان لها تأثير فى المجتمع سيكون المردود إيجابى وستظهر نتائجة فى سلوكيات وضمائر شرائح المجتمع .

قصور الثقافة

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.