كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية سر الصمت السعودي بشكل خاص، والبلدان ذات الأغلبية المسلمة على المذابح ومظاهر الاضطهاد التي يتعرض لها مسلمو ميانمار المعروفون باسم (الروهينجا).
وأضافت: “انعدام ردود الفعل القوية من جانب البلدان التي تقطنها أغلبية مسلمة على اضطهاد مسلمي “الروهينجيا” في ميانمار يعزى في جزء منه إلى مصالح “البزنس” المربحة الخاصة بهم في جنوب شرقي أسيا”.
الصحيفة البريطانية نقلت عن خبراء لصحيفة “إندبندنت” تفسيرهم لصمت السواد الأعظم من الدول الإسلامية، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، على ما يجري من اضطهاد وتنكيل وقمع بحق الأقلية المسلمة على أيدي البوذيين في ميانمار، مكتفية بالإدانة فقط وتقديم القليل من المساعدات الإنسانية العاجلة التي لا تسمن من جوع.
يأتي بذلك بالرغم من أن مسلمي بورما قد فروا من اضطهاد البوذيين في ستينيات القرن الماضي، وبالفعل وجدوا ملاذا أمنا في المملكة العربية السعودية خلال فترة حكم الملك فيصل.
لكن وفي الوقت الحالي، يكتفي البلد السني المحافظ، في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، في تعامله مع الأزمة البورمية بإصدار الإدانات اللفظية فقط، مع ما أمكن من المساعدات للمسلمين هناك.
وفرَّ أكثر من 500 ألف شخص- نصف مسلمي “الروهينجيا” في ميانمار تقريبا – إلى بنجلادش المجاورة خلال العام الماضي. ووصف رئيس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة القمع العسكري البورمي والهجمات الغوغائية التي يشنها البوذيون ضد المسلمين، بأنها ” مثال صارخ” على التطهير العرقي.
واستضافت لسعودية رُبع مليون مسلما من ميانمار ممن لجأوا إلى البلد الخليجي إبان حكم الملك فيصل في ستينيات القرن الماضي.
وبوصفها واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، تتنافس السعودية مع روسيا كي تكون أكبر مورد عالمي للنفط إلى الصين، لكن توسيع التواجد السعودي في الصين يتطلب مساعدة الحكومة البورمية.
ويقوم خط أنبوب نفطي تم تدشينه مؤخرا ويمر عبر أراضي ميانمار، بنقل البترول من الدول العربية والقوقاز إلى إقليم يونان الصيني، ويبدأ الخط النفطي الذي يمتد طوله لـ 771 كيلومترا في خليج البنغال بولاية راخين الواقعة غربي بورما، والتي أجبر المسلمون على تركها والفرار إلى بنجلادش.
وقال بو كونج، كبير المساعدين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية والذي وضع كتابا حول سياسة النفط العالمية للصين:” يمكن للمرء القول إن السعودية لن تدعم قضية الروهينجيين صراحة نظرا لأنها تعتمد بصورة كبيرة على الحكومة البورمية في حماية أمن أنبوب النفط.”
وبدأ الخط النفطي التشغيل الفعلي في أبريل الماضي في أعقاب سنوات من التأخير، ويسمح للحاويات بالمرور من مضيق ملقا، ليخفض بذلك مدة الرحلات التي كانت تتم قبل ذلك بنحو 7 أيام.
وبعكس المملكة العربية السعودية، فقد أرسلت تركيا التي تتنافس مع الرياض لتصبح مركز السيطرة في العالم الإسلامي، ملايين الوجبات لـ اللاجئين البورميين في بنجلادش في الشهور الأخيرة، وتعهدت ببناء مخيم لهم هناك. كما أرسلت أنقرة الملابس، كجز من المساعدات الإنسانية التي تربوا على 150 طنا
وبالمثل أرسلت إيران، الخصم الرئيسي للسعودية في المنطقة، ما لا يقل عن 40 طنا من المساعدات إلى مسلمي “الروهينجيا”، وشن آية الله على خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية هجوما على الدول المسلمة التي لها مصالح “بزنس” في بورما، مطالبا إياهم بممارسة الضغط على الحكومة هناك.
من جهته، قال ياسون فون ميدينج، المتخصص في الكوارث بجامعة نيوكاسل في أستراليا إن الفروقات الدينية ليست السبب الوحيد في اضطهاد الروهينجيين في ميانمار، موضحا أن الحكومة البورمية قد خصصت 3 ملايين هكتار من الأراضي في راخين التي يقطنها الأقلية المسلمة في البلاد لتطوير الموارد المعدنية في المنطقة.
واحتج المزارعون والجماعات الأقلية في الولاية على تلك الخطط، واصفين إياها بالاعتداء على الأرض دون مقابل.