بعد أيام من غيابه تناول الزملاء خبر وفاة السيد مدير الإدارة بالشركة “اسماعيل بك ” .. لا حديث بين الموظفين غير تهافت الخبر وتحليله وكيف عثروا على جثته متعفنة ومتقيحة في شقة بعنوان مختلف وما أصاب زوجته من غضب وذهول وخزي شديد ..
كانت ” نادية ” وهي حديثة التعيين بالشركة مثل باقي الزملاء ..تتناول الخبر بذات الدهشة بينما تخبرهم بموعد زفافها..
حين استلمت” نادية” عملها كان عليها تقدم أوراقها للسيد “اسماعيل “للموافقة بمباشرة العمل بالقسم المرشح لها ..ولما رفع نظره اإليها إصابتها وخزة حادة احالتها للفور إلى شظايا حارقة.. حاولت تجاهل الأمر .. أخذت أوراقها ولم تعرف فيما بعد إلى أين تتجه ..الطرقات ظلام.. الأدوار والمكاتب ظلام ..تحولت الشركة إلى كهف بارد وكل المارين أشباح .. تماسكت وأبدت ابتسامات باهتة ..ترد بثقل على فضول الزملاء الأقدم مرحبين بها ..”على وشك الزواج والهجرة ..
كانت” نادية “طفلة صغيرة تجري وتمرح مع صغيرات مثلها وسط زحام الحضور في حفل سبوع ابنة صديق لأبيها ..حين شعرت بضغط على ثدييها .. لم تفهم لكنها انزعجت ..خشيت وعاودت اللعب مع أقرانها ..بينما راح “هو” يلاحق الصغيرات مستغلا الزحام وعدم ادراكهن للتحرش بأجسادهن .. وتكرر الأمر حين حاول مداعباتها رافعا إياها لأعلى كمن يحاول الهائها بينما امتدت اأصابعه تحت فستانها إلى أعضائها التناسلية.. لحتى صرخت .. تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث منخرطا في حوارات جانبية مع الحضور حين سمعت ابيها : مبروك ماجالك ياسماعيل ..عقبال ماتخاويها وتجوزها ..
انتهى الحفل ..وبدأت نادية في رحلة مؤلمة مع الشعور بالانكسار الذي راح ينمو كلما وضعت رأسها لتنام ببينما نفور جسدها من أصابع عبثت به يوقظها بالغضب والإهانة الحارقة ..لم تجد تفسيرا لهذا الفعل المؤذي ولماذا تعرضت له ولماذا خشيت أن تبوح به وما الذي عليها أن تفعله حتى تتجاوز المرارة ..ولكن كيف وهي الآن أمام المعتدي على جسدها “اسماعيل بك “رئيسا لها بالعمل لتلتقيه مطلع كل صباح
ولما ضاق الخناق بها أيام وأسابيع كثيرة راحت تتقبل الأمر فلا مفر طالما لم يتعرف عليها فأصبحت أكثر هدوءا وأناقة وتفاعلا طيبا مع الجميع .. تألقت في عملها ..غازلها سرا ولاطفته بعيد عن الأعين ..واستمر الأمر لحتى كرر سرا دعوته لها لزيارته بشقته الخاصة ..لا بأس فلا ضرر من قبول الدعوة ..
كان المساء حين فتح لها باب شقته ..دخلت ..ببنما أبدى نهما فائقا لاحتضانها وتقبيلها دونما حتى ترحيب بها..جذبها إلى الاريكة الأكبر .. قاومت بتدلل ..لحظات وكان ممدا أمامها ..أمعنت في تخديره ..أخرجت من حقيبتها عبوة تقطير كبيرة اتنقنت تعبئتها بمادة كاوية.. ماء النار ..بهدوء شديد فتحت جفنيه وسكبت القطرات ( حتى ماتشوف بنات تاني ) في أذنيه ( حتى ماتسمع صوت لعب البنات تاني ) .. داخل أنفه ( كي ماتتبع كالحيوان أي بنت تاني ) .. فتحت تملأ مابين فكيه ( حتى ماتخبرهم عن أسمي ياسيادة المدير ..) فوق كفيه وأصابع يديه ( أصابعك القذرة وحتى ما تكتب لهم إسمي ) فوق سرته (لا أعلم لماذا لكن افضل حرقك هنا ) ..ثم كشفت عن عضوه الذكري وبصقت بصفة محتقره ..وافرغت ماراق لها من المادة الكاوية ..لم تترك أثرا..دقائق وكانت قد ذابت بين زحام الشوارع ..
مرت أيام كثيرة بعد هجرتها للخارج والحصول على الجنسية حين أصبحت أما لصبية فاتنة .. وحققت النجاحات حين كتبت في قصتها الأولى هذا المقطع ” ..المجتمعات الغليظة لاتدرك خطورة ذاك الجرم المرتكب في حق الأنثى المواطن والكيان الرفيع ..هو الجرم الذي يحط من قدر الأمم والدول لحتى تصنف بهذا المقياس أنها دولا همجية ..دولا تقنن الأعراف فيها صلب الأنثى على جذع عاري من الشرف.هو الوجع الذي لا تعرفه غير من تمررت قهرا أثر العبث بجسدها قسرا والحائل دون اتزانها .. لذا ما كان منها غير حتمية وقف هذا النزيف الطاعن لتدفع بكل الماضي محترقا بكل هذا الإنتشاء…كانت تحكي وتكرر بزهو على أقرانها في عنبر النساء كيف استعادت الحق لكل الصغيرات المنتهكات بالصمت والخوف .. بينما تذهب النزيلات مع كل مسامرة في حفلة من التصفيق والرقص والضحك المنتصر ..” ورغم بعض التساؤلات لكن حدث بالفعل
خلصت حكاية ناديا من سنوات طويلة ..وكلما تمنت أن تعترف علنا انها هي الفاعلة الحقيقية تذهب إلى سطور روايتها لتعيد صياغة الإنتقام بكل افتخار ..ناديا باحت منذ الأول بسرها لزوج هو الناشر لكل ماتكتب ولصبية فاتنة تصفق لها دوما باقتدار