كتب / د.ماجد عزت إسرائيل
أدب الرحلات… القديس بولس الرسول نموذجاً(1/2)
يسجل لنا الكتاب المقدس في العهد الجديد ثلاث رحلات تبشيرية قام بها القديس بولس الرسول لنشر رسالة الإنجيل في منطقة آسيا الصغرى وأوروبا.فكانت الرحلة التبشيرية الأولى إستجابة لدعوة الله لإعلان الإنجيل فقد غادر بولس وبرنابا كنيسة أنطاكية في سوريا.واتخذوا الوعظ طرقاً لهما للتبشير في المجامع اليهودية. ولكن عندما رفض الكثير من اليهود الإيمان بالمسيح فهم الرسولين دعوة الله للتبشير للأمم.
هنا لابد أن نسجل أن شاول الطرسوسي مُضطهِد الكنيسة تحول إلى بولس الرسول المُضطهَد بسبب شهادته الجريئة للمسيح. حاول الذين رفضوا رسالة الخلاص بيسوع المسيح أن يوقفوه ويأذوه. في إحدى المدن رجموه وتركوه ظانين أنه ميت. ولكن في كل التجارب والجلدات والسجن الذي تعرض له إستمر يكرز باسم المسيح. وقد تعرض لدسائس كثيرة من اليهود،ووقف أمام ولاة وملوك،مثل فيلكس،وفيستوس، وأغربياس،وقيصر،ومجمع السنهدربم،وتسببت خدمة بولس للأمم بالجدال حول مَن يخلُص وكيف يخلُص. وفيما بين رحلته الأولى والثانية شارك في مؤتمر في أورشليم يناقش طريق الخلاص. وكانت النتيجة التي توصلوا إليها هي أن الأمم يمكن أن يخلصوا دون الخضوع للتقاليد اليهودية.
أما الرحلة التبشيرية الثانية،فبعد أن بنى كنيسة أنطاكية، طلب من برنابا أن يصحبه لزيارة الكنائس التي تأسست في زيارتهما الأولى،ولكن حدث بينهما إختلاف أدى إلى إفتراقهما. حول الله هذا الإختلاف إلى أمر إيجابي لأنه بهذا تشكل فريقين رسوليين. ذهب برنابا إلى قبرص مع يوحنا مرقس، وأخذ بولس سيلا معه إلى آسيا الصغرى.وجه الله بولس وسيلا إلى اليونان بطريقة معجزية، وبهذا وصل الإنجيل إلى أوروبا. في مدينة فيلبي تعرض الفريق الرسولي للضرب والسجن. وفي السجن ترنما فرحاً بمعاناتهما من أجل المسيح. فجأة أحدث الله زلزالاً فتح أبواب السجن وحررهما من قيودهما. قبل السجان المسيح لذهوله مما حدث، ولكن السلطات الحاكمة توسلت إليهما أن يرحلا عن المدينة.عندما سافر بولس إلى أثينا، قام بالوعظ لجمهور فضولي على جبل مارس إله الحرب. أعلن أن الله هو الإله الوحيد الحقيقي الذي يمكن أن يعرفوه ويعبدوه دون أوثان مصنوعة بيد إنسان. مرة أخرى سخر منه البعض والبعض الآخر قبلوا وآمنوا.قام بولس بتعليم أولئك الذين آمنوا وثبتهم في كنائس. في أثناء رحلته التبشيرية الثانية تلمذ بولس أناس من خلفيات مختلفة: شاب يدعى تيموثاوس، وإمرأة تاجرة قماش تدعى ليديا، والزوجين أكيلا وبريسكلا.