أصدرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، الأربعاء 17 يناير 2018، تقريرها الأول، الذي رصدت فيه أبرز انتهاكات السلطات السعودية في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة.
ووثق التقرير عدداً من الانتهاكات، مثل اعتقال معتمرين لدى وصولهم لأداء شعائر دينية، والمنع والحرمان والترحيل والإبعاد وتشويه الأماكن التاريخية المقدسة في المملكة، إلى جانب رصد إجراءات تعسفية أخرى بحق معتمرين.
تغيير مكان الصلاة واعتقال معتمرين
وجاء في التقرير أن الهيئة رصدت، في 7 يناير2018، تغيير السلطات السعودية مكان الصلاة من المحراب العثماني إلى المحراب النبوي في المسجد النبوي الشريف، وذلك لأسباب سياسية، بعد توقف للصلاة في المحراب النبوي لربع قرن من الزمان، على خلفية خلافات سياسية بين السعودية وبعض الدول.
ووثقت الهيئة عدة انتهاكات بحق معتمرين تم اعتقالهم وترحيلهم من السعودية، إذا تلقت شكوى من مواطن ليبي يبلغ (37 عاماً)، بتاريخ 6 يناير 2018، يفيد فيها بأنه تم اعتقاله من السلطات السعودية لدى وصوله الى أراضي المملكة الشهر الماضي، بغرض أداء مناسك العمرة.
saudi police in mecca
وبحسب الهيئة فإن المواطن الليبي اشتكى من اعتقاله في مطار الرياض وتعرضه للتوبيخ والإهانة، بزعم وجود اسمه لدى السلطات السعودية على قائمة زوّدها بها جهاز الأمن التابع للواء الليبي خليفة حفتر.
ترحيل معتمرين بطريقة غير قانونية
وتابع التقرير اعتقال وترحيل معتمرين مصريين بطريقة غير قانونية من السلطات السعودية، بحيث تم توثيق اعتقال 39 معتمراً مصرياً وترحيل 65 آخرين إلى بلادهم بالقوة في عام 2017.
وتضمن التقرير إفادة أحد المعتمرين المصريين المرحلين، في 10 يناير 2018، قال فيها إنه تقدم لفيزا للسعودية بشكل قانوني لأداء العمرة، وتمت الموافقة عليها، لكنه فوجئ بعد وصوله بيومين بحضور قوة من الأمن السعودي إلى الفندق الذي يقيم فيه، واعتقاله وترحيله إلى بلاده من دون إبداء أي أسباب.
وأضاف المواطن المصري أنه تم ترحيله بواسطة طائرة تابعة لخطوط الطيران السعودية، برفقة عدد كبير من المواطنين المصريين المرحلين.
وثق التقرير شكاوى من مواطنين مصريين وأردنيين حول تفتيش وفحص هواتفهم النقالة، والتحقيق معهم في مطار جدة من السلطات السعودية المتواجدة في المطار.
وتحدث (م.ع)، وهو مواطن أردني، يوم 14 يناير 2018، بأنه فوجئ بطلب الأمن السعودي في مطار جده منه الحضور لغرفة مغلقة، وتفتيش وفحص هاتفه النقال جيداً، قبل أن يتعرض للإهانة والتحقيق. واشتكى المواطن الأردني من فظاظة الأمن السعودي في تعاملهم معه، واطّلاعهم دون إذن على خصوصياته وخصوصيات عائلته داخل هاتفه، دون أي اعتبار له.
رفع الرسوم المالية لأداء الشعائر
ويشير التقرير إلى فرض زيادة مرتفعة على رسوم الحج والعمرة بتاريخ 1 يناير/كانون الثاني 2018. إذ وصلت رسوم العمرة إلى 2000 ريال للمعتمر الواحد، وهو ما يهدد بحرمان الملايين من المسلمين من أداء هذه المناسك، بسبب ضيق الحال، وعدم تمكنهم من توفير مبلغ السفر وأداء المناسك.
وأعرب المواطن المصري (ف. د) ويبلغ (60 عاماً) عن احتجاجه من رفع السعودية الرسوم، بما جعله يفكر ملياً قبل الإقدام على قرار أداء مناسك العمرة، وقال إنه يحتاج أن يقترض هذا المبلغ الكبير.
يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
وتقول الهيئة إن عمقها تمثله كل الدول الإسلامية، وأنها تحرص على ضمان عدم إضرار السعودية بالأماكن المقدسة، سواء تعلق الأمر بالإدارة غير الكفؤة أو أي نوع من الإدارة المبنية على سياسات مرتبطة بأفراد أو أشخاص متنفذين.
وحسب الملف التعريفي الذي نُشر على موقع الهيئة، فهي تهدف لمنع انفراد السعودية بإدارة المشاعر بصورة غير مدروسة، تؤثر على سلامة الحجاج والمعتمرين والزائرين، وأيضا لضمان عدم إغلاق المشاعر أمام الزوار لأسباب غير مقنعة، مثل زيارة شخصيات حكومية أو مشاهير أو ضيوف المملكة… إلخ.
كما تستند الهيئة في عملها إلى “مرجعية إسلامية، والحرص على مصالح المسلمين من المحيط حتى الخليج، وكافة مناطق التواجد الإسلامي”، بحسب البيان.
وتقول الهيئة انها ترسل عدداً من موظفيها بشكل غير معلن إلى السعودية، بغرض متابعة ما يحدث من تمدد عمراني في مكة المكرمة وغيرها من الأماكن المقدسة، لتقييم مدى تأثيرها على المقدسات الدينية، وتغيير معالمها التاريخية.