الجمعة , نوفمبر 22 2024
القمص أنجليوس سعد ولفته أبوية جميلة لعمر الغبرا

مدحت عويضة يكتب: حول طلب الكنسية المصرية بكندا من جاستن ترودو الإعتذار رسميا

 

في أثناء صلاة عيد الميلاد المجيد فاجأتنا مطرانية ميسيساجا وغرب كندا برسالة موجهة لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحمل توقيع الأنبا مينا أسقف الإيبارشية، وقرأ الرسالة القمص إنجليوس سعد عميد كهنة المهجر وواحد من أهم الشخصيات القبطية في المهجر

وطالبت الكنيسة جاستن ترودو بالإعتذار عن إرتدائة وشقيقة ملابس رسم عليها العشاء الرباني بشكل كوميدي وساخر مما اعتبرته الكنيسة جرحا لمشاعر المسيحيين. أري أن البيان يدل علي تغيير نوعي في موقف الكنيسة في المهجر، يعكس مدي غضب الأقباط من رئيس الوزراء ويثير تسائلا لماذا ذهبت الكنيسة القبطية لهذه المعركة وحيدة؟؟. ولكن علينا أن نذكر أن البيان كان بمثابة معايدة جميلة من الكنيسة لشعبها الذي تلقي البيان بفرحة غامرة.

علي مدي سنوات طويلة تلتزم الكنيسة الصمت تجاه ما يحدث من أمور سياسية سواء في البلد الأم أو في كندا، ولكن هذه المرة انتفضت الكنيسة قائلة لماذا تسخر مني؟؟؟. الغريب أن البعض ربط بين موقف الكنيسة وقضايا ازدراء الأديان في مصر والتي يطالب الأقباط بإلغائها، وهو خلط غير مبرر فهناك فرق بين حرية التعبير للصحافة والإعلام وبين المسؤلية للقيادة السياسية، فنحن مع حرية التعبير ولكن مع إحترام القيادات السياسية لكل معتقدات وأديان مجتمعنا الكندي.

وما فعله ترودو ليس له مثيل في العالم فحتي الدول المتخلفة يحترم قادتها مشاعر ومعتقدات كل مكونات مجتمعها. الكنيسة رفعت صوتها وفي رفعها لصوتها لم تخالف القانون لأنها عبرت عن مشاعر شعبها في مسألة تخصها وحدها، الكنيسة لم تذهب للسياسي بل السياسي هو الذي أقتحم عقيدتها وسخر منها وكان يجب أن يقال له توقف عن هذه الأفعال الغير مسئولة.

لو كنت موجودة أثناء قراءة البيان في كنيسة السيدة العذراء بميسيساجا لرأيت الفرحة الكبيرة التي ملأت عيون كل الحاضرين من شعب الكنيسة، وهو ما يعكس مدي ضيق وغضب الأقباط من تصرف جاستن ترودو ومدي حزنهم من سخريته بالسيد المسيح، ولسان حالهم يقول وهل يمتلك ترودو الجرأة للسخرية لأي رمز ديني من الأديان الآخري أم أنه نوع من الاستهتار بالمسيحيين الكنديين ونحن منهم.

الأقباط استقبلوا البيان بالتصفيق أكثر وهو ما يعبر علي مدي غضبهم وعمق الجرح الذي سببته تصرفات رئيس الوزراء.

الأمر لم يتوقف علي الأقباط فقط فعند نشري للخبر بالعربية وجدت تجاوبا شديدا من الجاليات العربية الكندية المسيحية وغير المسيحية الغالبية العظمي يستنكر ما قام به ترودو مما يدل علي عمق الغضب واتساع الفجوة بين ترودو وقطاع عريض من الشعب الكندي، والأمر يستوجب تقديمه لإعتذار رسمي ويستلزم أيضا العمل علي تخفيف ألم الجرح الذي سببه لهم من خلال فتح مزيد من قنوات الحوار والتواصل بين الحكومة والذين تتضرروا من تصرفات ترودو. وإلا سيكون هناك نزاع قانوني في المحاكم الكندية وأعتقد أن القانون سيلزم رئيس الوزراء بالإعتذار وربما بدفع تعويض كبير أيضا.

فعل ترودو تسبب في جرح كبير ليس للأقباط وحدهم ولا حتي المسيحيين فقط بل لمعظم الكنديين الذين يرفضون الإساءة لأي معتقد ديني.

ولذلك كنت أتمني أن يشمل التوقيع مجموعة من الكنائس الأخري بل كان يجب أن لا نكتفي بالكنائس وكان علينا الحصول علي توقيع العديد من منظمات المجتمع المدني الأخري واحزاب المعارضة، عموما هي المرة الأولي التي نعترض فيها وستكون في المرات القادمة خبرات أفضل، وهذا لا يقلل من روعة البيان وقوته وشجاعته التي جعلت الجميع فخورين به.

أتمني أن تستمر الكنيسة المصرية علي نهج (لماذا تلطمني)، والتي جعلت شعبها يشعر أن كنيستهم عبرت عما يدور بداخلهم جيدا. وعلي ترودو أن يعمل بجد واجتهاد في تقليل معارضة الأقباط الكنديين له وإلا فأنه سيخسر أصواتهم في ٢٠١٩ وأصوات اصدقائهم أيضا، والأجمل أن في كل خطوة أننا نكتسب خبرات جديدة وحتي وأن وقعنا لوحدنا علي البيان فنحن آكتسبنا بجرأتنا زمام قيادة قطاع عريض من المجتمع الكندي.

شاهد أيضاً

جورج البهجوري بنكهة وطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.