كتب / خالد المزلقانى
وُلد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918 في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية لأسرة تنتمي إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط في صعيد مصر ، وانتقل في مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية ؛ حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد ، فأنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر ، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية ، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة في عام 1937.
في عام 1944م تزوج جمال عبد الناصر ، وأنجب ابنتين هما هدى ، ومنى ، وثلاثة أبناء : خالد ، وعبد الحميد ، وعبد الحكيم ، وكان لزوجته دورٌ مهم في حياته؛ فقد قامت برعاية الأسرة في فترة غيابه عنها ، وساعدته في عمله العسكري أثناء تدريبه للفدائيين المصريين للهجوم على القواعد البريطانية في قناة السويس.
بعد أن ساءت الأوضاع السياسية في مصر ؛ نتيجة للتدخل البريطاني فيها واحتلال الجماعات الصهيونية لفلسطين وتحجيم دور الملك فاروق في السياسة المصرية من قبل بريطانيا قرّر جمال عبد الناصر ومجموعة من الضباط ، ومنهم أنور السادات ، وعبد الحكيم عامر ، وغيرهم بتشكيل تنظيم عسكري للإطاحة بحكم الملك فاروق وسمي هذا التنظيم (الضباط الأحرار)
وعند سوء الأوضاع في مصر ؛ نتيجة لحريق القاهرة الذي اندلع في عام 1952م أجبر تنظيم الضباط الأحرار الملك فاروق بتاريخ 26 تموز (يوليو) من العام نفسه على التنحي عن الحكم لابنه أحمد فؤاد ، وتمّ إنهاء الحكم الملكي ، وإعلان النظام الجمهوري برئاسة محمد نجيب.
بعد أن تمّ عزل محمد نجيب من رئاسة مصر بسبب الصلاحيات التي كان يريد الحصول عليها ، والتي لا تتناسب مع تطلعات ثورة 1952م صار في مصر لأول مرة في عهدها استفتاء شعبي ؛ لاختيار رئيس جديد ، ونتج عن هذا الاستفتاء تعيين جمال عبد الناصر رئيساً لمصر ، وبعد أن تمّ إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958م أصبح رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.
إن عبد الناصر لم يعد مجرد شخص ، وإنما هو رمز للإرادة العربية ، إنه رجل دوله عظيم استعاد بحق لمصركرامتها وعزتها.
إن عبد الناصر الذى بنتمى إلى الطبقة المتوسطة لم يكن منحازا لها فحسب ، وإنما لكل الطبقات الفقيرة ، وعمل على الأخذ بيد الضعفاء والفقراء والمساواة الكاملة بين المواطنين
لقد ظل الراحل العظيم حتى آخر لحظة فى حياته يناضل ، ويكافح من أجل الحقوق العربية حرية كرامة عدالة اجتماعية ، وهذا ما كان يريده لمصر ولم يتوقف عن النضال في سبيل شرف ، واستقلال ، وعظمة وطنه العربي.
فقيدنا العظيم كان ، وسيبقى إلى الأبد رمزاً للنضال
فهو دائماً معنا، وبيننا ، وعلى الدوام جيلاً بعد جيل بما تركه لنا ، وبما تركه فينا.
سلام لروحه ولمصر الحرية والأمان.