عساسي عبدالحميد
على السلطات الإيرانية أن تستعمل أقصى درجات العنف إن اقتضى الأمر للتعامل مع العابثين المخربين؛ فموت ألف
أو ألفين أو ثلاثة ألف من هؤلاء المغرر بهم خير من حرق وضياع بلد بأكمله؛ هؤلاء لو كانوا يعلمون
ما ينتظرهم لما فكروا ثانية في الخروج للشارع لنشر الفوضى؛ ولقدموا قدما و أخروا أخرى.
هؤلاء الغوغاء لا يعلمون أن هناك مخطط لنقل الآلاف من عناصر داعش على طول الحدود الشرقية لإيران
على غرار ما حدث بالعراق وسوريا؛ وطبعا المخططون في أمريكا وتل أبيب والممول والراعي الرسمي
هو البترول العربي الممثل في السعودية والإمارات ؛ والأداة التنفيذية وحوش وهابية من مختلف الجنسيات
من مدمني وليمة الدم ؛ حينها لن يفرق الدواعش بين من خرجوا للتظاهر وبين من لزموا بيوتهم
من وقع بين أيديهم سيسألونه عن عدد ركعات الصلاة وطريقة تلاوة القرآن
سيسألونهم عن الصحابة ورفع الآذان؛ وأدنى تلعثم في الجواب سيكون القتل بكل صنوفه وألوانه؛ ذبحا
…حرقا….دهسا…صعقا بالكهرباء ….وإغراقا في الماء….تماما كما شاهدناه في العراق وسوريا.
عندما ستدخل مليشيات الموت الوهابية لا قدر الله وتعلن قيام دولة الخلافة في خراسان و سيستان وبلوشستان
وكرمان وربما في أجزاء من سمنان ومازندران ؛ سيندم هؤلاء الذين رفعوا اليوم شعار الموت
لروحاني والموت لخامنئي ؛ عندما سيرون بأم أعينهم أخواتهم و أمهاتهم و بناتهم تسبى في أسواق النخاسة
ولا فرق في السبي بين شيعية أو مسيحية أو زرادشتية فكله حلال بلال؛ حتى المتاحف والمآثر التاريخية
التي هي بمثابة ذاكرة تاريخية تختزل 7000 سنة من الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ
سيتم اتلافها وحرقها ؛ ولو طالت أيديهم تمثال الفردوسي صاحب الشاهنامه
الذي هو مصدر حماسة الفرس فلن يسلم هو الآخر من التفجير.
حق التظاهر والاحتجاج هو حق تكفله كل القوانين الكونية ؛ لكن أن يتم ذلك في إطار احترام الدستور
وعدم إلحاق الأذى بالممتلكات العامة والخاصة ؛ والتظاهرات حالة صحية سليمة في المجتمعات الديمقراطية
لكن عندما توظف الاحتجاجات لخدمة أجندات المافيا العابرة للقارات التي أتت بترامب
لسدة الحكم فإن الأمر يستدعي الصرامة من طرف الدولة الإيرانية المسؤولة على حماية الوطن والمواطن .
للمافيا الدولية القدرة على تحريك الغوغاء لنشر الفوضى في العديد من مناطق العالم
وهذا ما تحاول تنزيله وتفعيله في إيران بعد هزيمة مشروعهم الداعشي الوهابي
في كل من سوريا والعراق؛ و بعد افشال مشروع قيام دولة كردستان ؛ وبعد نجاح إيران في صياغة
محور للمقاومة يمتد من إيران حتى لبنان مرورا بسوريا والعراق .
على مشايخ مدعشات نفطستان في الشريط الغربي لخليج فارس أن يعلموا أن قصورهم
واقاماتهم هي أيضا ستكون تحت رحمة صواريخ إيران الحارقة الى جانب العديد من المنشآت أن حدث لا قدر الله
انفلات أمني بإيران ؛ لأنه لولاهم و لولا ريع قطرانهم الأسود الذي لم ينتج سوى الخراب والدمار
بدل التنمية واستثمار العنصر البشري كرأسمال منتج ؛ لولاهم لما كان كل هذا التضييق
وكل هذا الحصار المفروض على ايران طيلة أربعة عقود .
على الإيرانيين الحفاظ على مكتسباتهم وبلدهم و حضارتهم ما استطاعوا اليه سبيلا؛ حتى لا يأتي اليوم
الذي نردد فيه مقولة الشاعر الملحمي أبو القاسم الفردوسي الشهيرة (( توف…. عليك أيها الزمن الغادر؛ أن يأتي من
يشرب بول البعير ويأكل الجراد ليطمع في بلاد فارس الجميلة )).