ـ مات الإمبراطور ولا يملك سوى 130 جنيها ..
ـ لماذا كان يقرر العودة لهالة فؤاد ولكن بعد أن يموت أبوها ؟.
كتبت / أمل فرج
اثناعشر عاما مرت على رحيل النمر الأسود ” أحمد زكي ” ..
عاش أحمد زكي عمره بأكمله يبحث عن الهروب الكبير ، من الحزن إلى السعادة ، من القسوة إلى الاحتواء ، مات والده قبل أن يكمل سنته الأولى له في الحياة ، وتزوجت أمه بعد وفاة والده ؛ لتتركه وحيدا يصارع الدنيا ، وتولى تربيته جده الذي لا يقوى على الحياة ، ولد أحمد زكي في 18 نوفمبر من عام 1949 ، ورحل في 27 مارس عام 2005 وهو لا يملك من حطام الدنيا سوى 130 جنيها ـ كما يؤكد أصدقاؤه ـ بعدما تبرع بأجر فيلمه ” العندليب ” لعلاج فنان شاب أصيب بنفس المرض ، كما دفع نفقات العمرة لثلاثة موظفين بمستشفى دار الفؤاد ..
لم يملك الإمبراطور منزلا أو سيارة في حياته ، وكان يتنقل ” بالتاكسي” ، ولم يفصح لقريب ، أو بعيد عن أسباب ذلك ، وترك الناس يتكهنون ، ويظنون ، وهو يسير في طريق لا يراه سواه ، إلا أنه كان يشكو الوحدة ، الأمر الذي صرح به للمحاور مفيد فوزي في إحدى لقاءاته ، وكان زكي رافضا تماما للزواج بعد انفصاله عن ” هالة فؤاد” ؛ التي كان عاشقا لها ، وقد أفصح لأحد أصدقائه ، ويدعى ” محمد عشوب ” أنه على استعداد للعودة لها ، ولكن في حالة واحدة ، وهي بعد وفاة والدها ، ويذكر أنه كان شديد الغيرة عليه من الوسط الفني ، وهي إحدى أسباب الانفصال ، فضلا عن عصبية كليهما البالغة ، إلا أن تدخل حماه في شئونهما كان السبب الرئيسي في انفصالهما . وقد أوشك أحمد زكي على الانتحار ـ كما يؤكد المقربون ـ بعد وفاة هالة عام 1993 ، بعدها أصيب زكي بحالة هستيرية ، ولام نفسه في وفاته حبيبته ، واعتبر نفسه من تسبب في قتلها ، وبعد سنوات يذكر أنه فكر في الزواج ، وكان قد وقع اختياره مابين فريدة فهمي ، والمطربة وردة الجزائرية ، وكان يبرر اختياره بأنه يريد ” واحدة راسية ” وعاقلة ـ على حد تعبيره ـ ولكن تراجع عن فكرته بعد أن رفضت وردة ؛ خشية أن يغضب أولادها ، كما يذكر أنه احب شيرين سيف النصر في فيلم ” السواق ” ولم يكتمل الحب لأسباب لم يعلنا عنها ، كذلك وقع في حب نجلاء فتحي ، والذي لم يكتمل يضا ، وكان أشد تعلقا ، وحبا بالفنانة ” رغدة ” والتي كانت تبادله ولكنها كانت تنظر لهذا الحب منظورا آخر .
هكذا عاش الإمبراطور يبحث عما لا يجده أبدا ، عاش لفنه بفن ، واستمر في طريق الحياة حتى أوشكت الحياة من نهايتها ؛ حيث أصيب بسرطان الرئة ، ودخل المستشفى حتى تدهورت حالته ، ويذكر طبيبه ” أحمدالبنا ” أن زكي قد أصيب بالعمي قبل وفاته ، ورفض الإعلان عن ذلك ، وظل هكذا حتى زادت حالته سوءا ، وانتشر المرض حتى الكبد ، واستسلم جسده النحيل ، وسلم أمانته. يقول طبيبه أنه كان مريضا استثنائيا ؛ فقد كان يتقمص دور لقائه بملك الموت في مشهد تمثيلي في الواقع ، وكان يعلم يقينا أن الله يعده للقائه . رحم الله كل من بحث عن السعادة ، ولم يجدها ، ورزقه الله في الجنة من ألوانها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .