بقلم : عبداللطيف مشرف
– زيارة بوتن أوضحت الكثير ولها أغراض كثيرة هى:
1- مع قرب الأنتهاء من الأزمة السورية وبدء المفاوضات على الطاولة أراد بوتن يؤكد أن روسيا هى الطرف الوحيد المسيطر على الأزمة وحلها بل هو المسيطر على الشرق
2- أراد أن يوضح ضعف المرحلة الأمريكية الأن وتوجداها فى الشرق، وأن البصمة القوية للروس وليس للأمريكان، وهو المتحكم فى الوقت الحاضر بأقوى بلدين فى الشرق
3- أهان بوتن كل من بشار ورئيس مصر، بل نظن أنه يريد ذلك، ليؤكد للجميع أن هؤلاء هم أكثر صبية الروس المخلصين، وأنه يعاملهم ليس كيان بكيان أنما، تابع لسيده.
3- يؤكد بوتن قوة الروس والقاعدة والبروتوكول الروسى أقوى من أى نظام، أن أى قاعدة عسكرية على أى أرض غير الدولة هى ملك لدولة الأم، فبالتالى القاعدة الروسية فى سوريا تعتبر أرض روسيا، فلكى يكسب قوة شخصية وقوة الأداء السياسى الروسى أمام شعبه والعالم، فبدأ التحية لقلئد القاعدة والترحاب به، وتجاهل الأسد حتى لا يصبح شخصية الأسد أقوى من قائد القاعدة العسكرية، ويتعامل الند بالند على أرض روسيا، حتى منعه العسكر من السير بجوار بوتن فهذا بروتوكول سياسى صحيح، فلا بكاء على الجهلاء
3- أراد بوتن أظهار ضعف الدولتين وأنظمتهم،وأنهم مجرد موظفين لديه، يلاعب بيهم أمريكا، ويظهر ضعف هذه الأنظمة أمام شعوبها، ليظل هو المتحكم فى بقائهم بعد فقدان أرصدتهم أمام شعوبهم، فيظلوا مخلصين لها لبقاء وجودهم على رأس السلطة الحاكمة، وبأمداد السلاح لهم ولجيوشهم.
4- ستخسر مصر وسوريا، وسيشتعل الصراع الروسى الأمريكى بقوة، وستدفع الدولتان الثمن غالى، كما حدث فى فترة الخمسينيات والستينيات لهذه الأنظمة وانتكاستها فى حروب وهمية، فقدت بسببها الكثير وتأخر تقدمها، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ودخلت الدولتين فى حروب ودمار، بسبب ضياعهم فى وسط معسكر الشيوعية والرأسمالية، فقريب هزيمة لهذه الأنظمة فى حروب لا ناقة ولا جمل لهم فيها، لحساب غيرهم، كأن التاريخ يعيد ذاته
5- وضوح الصراع على الشرق بين روسيا وأمريكا وكأنها حرب باردة مرة أخرى، ويدفع الثمن الشرق لا جنوب شرق أسيا كما فى سابق العهد، فأنتقل الصراع لأراضى الشرق لتعاظم قوة جنوب شرق اسيا وفهمها لسياسة والصراع السياسى العالمى .
6- أراد بوتن بزيارته الخاطفة وهذا لا يحق بدولتين كبيرتين مثل مصر وسوريا، أن يصل برسالة للأمريكان أن يدى الروس أقوى منهم على الشرق، والروس هم المتحكم الأول الأن فى صراع الشرق أو هدوءه فهى دغدغة سياسية ببرود، لكسر أنف الأمريكان، ومدى ضعف حقبتهم السياسية الأن.
7- الروس لا يتخلوا ذاكرتهم من هزيمة الأمريكان لهم، فى الحرب الباردة، وأسقاط الأتحاد السوفيتى 1991م، وتجنيد رئيس الوزراء الروسى جوربتشوف، فيعمل الروس بأسقاط أمريكا بنفس الكأس، ووصول ترامب للحكم بمساعدتهم، فأرادو أن يعرف العالم مدى هبوط الدور الأمريكى فى الشرق وضعف التواجد السياسى له فى المنطقة ، وأن الأنظمة تتهافت عليه وعلى الروس، فبدلوا الحليف الأمريكى بالروسى وبخضوع تام، وبأقل مجهود، فأراد أظهار للسياسة الروسية وتفوقها الأن في عهده.
8- التنبأ بصعود المعسكر الشيوعى بزعامة روسيا والصين، وأختفاء الدور الأمريكى بل وهبوطه سريعا، أنتقال أرض الصراع فى الحرب الباردة القادمة من أراضى جنوب شرق آسيا، إلى أراضى الشرق وخصوصا مصر وسوريا، ودخوله فى صراعات لا تنتهى لحساب الغير، وهزائم متتالية لهم، فالأيام القادمة صعبة، وستسقط أنظمة بالجملة. والجميع يتلاعب برؤوس أنظمتهم:
9- ضعف الأنظمة الحالية فى الشرق وهو ما أراد أن يعرفه بوتن بنفسه، حتى أنهم لا يعرفون أبسط أمور السياسة و البروتوكولات السياسية والدبلوماسية، حتى يتأكد من أخلاصهم وأنهم تابعين جيدين فى المرحلة القادمة.