لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن
يا قدس يا مدينة الصلاة أصلي
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في اروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد…
بهذه الكلمات غنت العظيمة فيروز أغنية زهرة المدائن من كلمات العبقريين الأخوين الرحباني.
على خلفية اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكة من تل ابيب الى القدس وبذلك اعتراف ان القدس هي عاصمة لإسرائيل وطمث للهوية العربية قامت الدنيا ولم تقعد، فاندلعت المواجهات في فلسطين المحتلة وأخذ الجميع يشجب ويستنكر . فمنا من قام بإحراق العلم الاسرائيلي او رسمه وتمزيقه على الهواء كما فعلت احدى المذيعات. وقامت هيئات اخرى بالتنديد والتهديد والوعيد ونادوا بمقاطعة المنتجات الغربية والأمريكية التي هي في الأصل باهظة الثمن واغلبنا لا يشتريها نظرا لارتفاعاسعارها وتدنِ الدخول.
كل ذلك تعبيرا عم يجول في صدورنا تجاه الممارسات الغربية والأمريكية لأجل جزء عزيز على قلوبنا جميعا الا وهو القدس الشريف الذي يعج بالمقدسات المسيحية والإسلامية .
ولكن عذراً فتحرير القدس لن يتأتى بالعويل والبكاء والدعاء على اسرائيل بالفناء.
فها نحن نشتري بمليارات الدولارات أسلحة لمحاربة من؟ لمحاربة الابرياء في سورية والعراق واليمن. ونكتف على اسرائيل بالدعاء.
نحن الذين قمنا بإلغاء عقولنا ودمرنا اجيالاً واجيالاً واهملنا العلم والبحث . فها اسرائيل تلك الدولة القزمة تنفق على البحث العلمي اكثر مما تنفقه الدول العربية جمعاء. واستطاعت ان تحصد أكثر من 120 من جوائز نوبل اغلبها في العلم.
ونحن ماذا فعلنا..؟!
الغرب يخشى ايران …لماذا؟!
هل لأجل الأسلحة النورية؟!
كلا … فعند الغرب أسلحة اكثر فتكاً ، ولكنهم يخشون العقول الإيرانية والابداع والعلم في ايران.
انهمكنا في الصراع مع ايران من اجل العقيدة ، واكتفينا بالتدين الظاهري وحتى في هذا لم نفلح. ونسينا الصراع الحقيقي الا وهو الصراع من اجل إثبات الوجود ، الصراع من اجل إثبات كياننا وهويتنا وتكوين اسم لنا بين الشعوب.
اغلب الشعب الامريكي والغربي لا يعرفنا ولا يهتم لشأننا لأننا لم نسهم ولو اسهاماً بسيطا فيم يحدث الان من تقدم . واكتفينا بالمشاهدة من بعيد. كل ما نفعله لن يجد نفعاً ،
لو حكمنا على أنفسنا لم حكم علينا…
عذراً يا قدس فلن يحميكِ العويل والبكاء
والدعاء على اسرائيل بالفناء