الجمعة , نوفمبر 22 2024

الكلينومينيا حالة ادمان الفراش شتاءا

 

اضاءة خافتة و فراش وثير,, دفء و استرخاء و حياة بلا تكدير,, بين احضان غرفة تأويه من طقس مطير,, و يدفئ سكناه غطاء لا يزيد سعادته اذا كان ناعم كالحرير ,,و لا ينتقصها اذا كان قاسى كالحصير ,,فهو مجرد نسيج يوارى جسده من الزمهارير,, بل و يوارى عن ذهنه الهم و التفكير,, و تؤنس ليلاه القصص و الاساطير,, او متابعة برنامجه المفضل او حضور فيلم شهير,, او يتجول بين صفحات المواقع كرحالة خبير ,,يبحث و يتطلع عن كل ما هو مثير,, و يحلم انه متربع على العرش امير ,,بين مروج الزهر يسير,,و حوله الطير يغرد بمزامير,, و الكابوس الذى يهدد مملكته هو النهوض بلا تأخير,, و غالبا ما يتصدى لتلك الاعاصير,, محافظا على نومه دون تغيير,, غير مقدرا للعواقب و ماذا سيصير؟,, و لكن احيانا تطرده المسؤليات من مملكته ليكون لها اجير ,,انها حالة ادمان السرير,, فى اغلب صورها امر طبيعى لا يحتاج لتبرير,,الا ان تكرارها ينذر بأضطراب خطير,, فهيا نعرف اكثر عن تلك التى تسمى الكلينومينيا
الكلينومينيا هى كلمة اغريقية تعنى ادمان الفراش و يعانى منها نسبة كبيرة من البشر و خاصة في الشتاء و كلما ازدات برودة الطقس تزداد شدتها و هى تجعل الشخص يشعر بأنه لا شيء في الحياة يستحق عناء نهوضه صباحاً مما يجعله يستغرق وقت اطول فى النهوض و بصعوبة
و تصبحها رغبة ملحة بالبقاء فى الفراش طوال اليوم دون القيام بشئ و تعتبر حالة غير مرضية الى حد ما
يكتفي خلالها الشخص بملازمة غرفته وأجهزته كالتلفاز واللاب توب والموبايل وينعزل لفترات عن العالم الواقعي
و من ابرز اسباب الاصابة بهذة الحالة
تعرض الشخص لاعراض اكتئابية نتيجة العديد من الأسباب كالحوداث و الوفيات او الفشل في العلاقة العاطفية,, الدراسية,, العملية او تعرضه لازمات
و تكثر فى الشخصيات الحساسة و الانطوائية التى تقضى اغلب وقتها بمعزل على العلاقات الانسانية
و من اسبابها ايضا الافراط فى استخدام التكنولوجيا و وسائل التواصل الاجتماعى مما يسيج الفرد حول دائرة مغلقة
و يؤدي لتدمير التواصل الطبيعي فيختفي الاتصال المباشر بين الأفراد و هكذا ينسحب الشخص الى عالمه الافتراضى و يكتفى به
و اكثر الفئات عرضة للاصابة بهذا الاضطراب سواء فى الشتاء او غيره هم المراهقين حيث دلت الدراسات ان 65% منهم يصابون بهذة الحالة لفترة زمنية من عمرهم و يرى الاخصائيين النفسيين انها امر طبيعى فى هذة المرحلة التى تتسم بالاضطرابات و عدم الثقة بالنفس,, و كثرة استخدام الانترنت
و من ابرز الاساليب العلاجية لهذة الحالة هى مساندة الاهل للشخص و عدم ابقاءه وحيدا و إخراجه من الحالة المزاجية السلبية التي تعتريه بمعرفة سببها و العمل على مكحافته قدر الامكان
و التشجيع على الخروج من المنزل بتنظيم رحلات ترفيهية للاماكن المحببة لديه,, و تشجعه على الاندماج فى الانشطة الاجتماعية
اضطرابات نظنها حالة طبيعية..امور اعتيادية تبدو لنا فى هيئة مرضية و لكن يبقى خيط رفيع بمثابة الحكم الذى يفضل بين نقطة التلاقى مابين منطقتى السواء و اللاسواء و ذلك الخيط هو المبالغة فالاكثار الشديد فى اى ظاهرة فهو بمثابة ناقوس خطر فعلينا ان نتنبه
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.