كتب عصام أبوشادى
إذ لم تستطيع الإنتصار،فعليك أن تتجنب الهزيمه،حتى تستطيع أن تنظم صفوفك وتعيد توازنك مرة أخرى.
ولكن مع العناد،والزهو الزائف،نتذكر فى ليله عيد الأضحى،تلك اللحظه التى كانت جميع المآذن تكبر،كانت هناك رسالة كبرى للشعوب العربية،فاذا كان ربكم قد أحل لكم ذبح الأضحية،فاليوم سنذبحكم جميعا ،فكانت البداية اعدام صدام حسين فى لية عيد الأضحى،ثم تبعه ملايين من شعبه مابين قتيل ومشرد،فضاعت العراق،بعد أن اجتاحها وباء الديمقراطية القاتل،
والذى سرعان مابدأوا فى التجهيز والتبشير به فى البلاد العربية كلها،مستغلين الجهل الفكرى العربى،والذى لم يتعلم الدرس مما حصل فى العراق.
الديمقراطية تلك الكلمه الآسرة للعقول والمسلوبه من كل حروفها ومعانيها،يكفى أن تقول انى أريد الديمقراطية،وكأنها هى السحر الغامض التى تأسر بحروفها العقول والأحلام.
فكانت هى السلاح الفتاك الذى ينتظر الشعوب العربيه،ولكن دون أن يدروا.
ساعد فى تنميتها،جهل الحكام الذين لايريدون أن يتزحزحوا عن كراسيهم،بل وصل بهم الفجر بأنهم أرادوا توريث أبنائهم تلك الكراسى،وتناسوا أن بلادهم شعارها الجمهورية،وليست الملكية،وهذا ماجعل رجل الشارع العادى،أن يتحدث عن الديمقراطية، وهى بالنسبه له مضمونها بسيط،ولكن مع تنميتها كانت أخطر سلاح دمرت به البلاد وشرد بسببها العباد.
فكانت الشرارة التى دارت رحاها بإسم الربيع العربى العبرى،بعد تجهيز ساحة المعركة بالمرتزقة المأجورين من أبناء تلك الشعوب،الذين أججوا ذلك الوباء الديمقراطى،بعد أن تم تدريبهم وتمويلهم،فكان الاستقطاب وغسل العقول،وكما شاهدنا ،كان الشباب هو ناقل الوباء.
ودارت رحى الثورات العبرية فلم نشاهد إلا أن أبناء الوطن يريدون إسقاط أوطانهم،ولكن المعظم لايدرى أن بانتفاضتهم تلك فى وجه حكامهم ومؤسسات دولتهم يسقطون أوطانهم،منها من نجا،ومنها من سقط، فهرب زين العابدين،وقتل معمر،تنحى مبارك، وبشار مازال يقاتل، سقطت الجيوش،وأخذت الزمام القبلية،فى ليبيا حيث قتل القذافى،وفى اليمن حيث قتل رئيسها السابق على عبدالله،وكأن كتب على اليمن الا تتوحد القبائل فتحولت من اليمن السعيد الى اليمن التعيس،لما هو قادم
بعد مقتل رئيس الحزب الذى يمثله
ولكن مع تلك النهايات التى آلت لها الدول،وآلا رؤسائهم،مابين متنحى،وهارب،وقتيل،كان العملاء المأجورين والجماعات المتطرفة،هى كلمه السر فى سقوط تلك الدول،وتحت حماية مديرين المؤامرة.
ولم يفلت من هذا الوطيس المدمر سوى مصر، نعم مصر التى مازالت المؤامرة مستمرة وستظل مستمرة طالما تسير فى الطريق الصحيح ،فحملات التشكيك المشتعلة على النظام الحالى ذلك النظام الذى عبر بنا لبر الأمان،والافلات من التبعية التى لا تريد لنا سوى الدمار ،وتناسى من لم يعجبهم هذا النظام،بل ويتغامزون بتلك الدول التى دمرت بايدى أبنائها ،مناظر الدمار والقتل،مناظر اللاجئين فى معسكراتهم،وتناسوا أننا شعب مصرى له تقاليده الراسخه،متخيلين أن بوباء الديمقراطية القاتل،سنكون مثل أوروبا،فكيف نتغير،ولم نغير من أنفسنا..؟
ولكن فى النهاية لن يسعنى سوى أن أقول لكم،حافظوا على مصركم،حافظوا على مقدرات وطنكم،فطالما نحرز التقدم والبناء،فستكون المؤامرة على مصر على أشدها،فلا تنساقوا وراء الفتنه الآن،والتى اشتدت مع قدوم الفريق شفيق بعد هروبه من مصر عقب نجاح التيار المتطرف الإرهابى ووصله للحكم،ولكن فطنه الشعب تعلم جيدا،أن من يحكم مصر يجب أن يكون نقيا وقويا،ووطنيا حتى النخاع لاتشوبه شائبة ،فهل سيكون بين المرشحين هذا الوطنى،ام سنرى العملاء الذين يراهنون على الشعب المصر والتلويح له مرة أخرى بكلمة الديمقراطية والحرية،هم من سيتقدمون الصفوف بعد أن خفتت الاضواء عنهم وانكشف زيف ادعاءاتهم وضعف حيلتهم. انها المؤامرة ياشعب مصر،
وعليكم أن تفشلوها كما أفشلتم مخططاتها الأكثر شراسة،فهناك من يدير المؤامرة خلف كواليس دولية ومحلية لاتضمر لنا الا كل شر.