الجمعة , نوفمبر 22 2024

غزال البر.

 

إبراهيم الوردانى..
فورة الشباب وغدرالجماعة الوطنية
صدر للكاتب الصحفى.. محمدشلبى أمين ..أمس 29-11-2017م
كتاب..( غزال البر..إبراهيم الوردانى..فورة الشباب وغدرالجماعة الوطنية )..عن دار كليوباترا للنشر والتوزيع..
والذى يرصد كيف استيقظ المصريون صباح يوم 21 من جمادى الآخرة سنة1328 هـ ، 28 يونيو سنة1910م هذااليوم الذى لم تشرق فيه شمس الحرية بعد،على هم كئيب جدد أحزانهم الدفينة بقلوبهم المكلومة فى خيرة شبابهم،واجهوا يومهم العصيب الذى تجاوزظلامه الليل البهيم بكل قوة ورباطة جأش حينما سمعوا خبرإعدام الشاب المصرى الأصيل،الوطنى حتى النخاع ،المغرر به من قبل الجماعة الوطنية كما أطلقوا على أنفسهم ؛حيث اندفع الشاب العشرينى العمر،الصيدلى المهنة،إبراهيم ناصف الوردانى،النموذج الحقيقى لكل أبناء جيله الأوفياء،اندفع بفورة الشباب ليقتل بطرس غالى رئيس وزراء مصر وقتها.
وحينماعلمت الجماهير بليلة تنفيذ الحكم خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه بكل طوائفه شبابا وشيوخا ونساء من كل بقعة فى أرض مصر، بمظاهرات تجوب البلاد طولا وعرضا يتغنون بحزن وأسى:
” قولوا لعين الشمس ما تحماشى
أحسن غزال البر صابح ماشى”.
وقهرا لهذه الأمة نفذ حكم الإعدام.
وأصبح هذاالاغتيال هوالأول من نوعه.
كماصارالوردانى صاحب أول عملية اغتيال سياسية فى مصرالحديثة بعد أكثر من قرن من الزمان،منذ أن اغتال الطالب الأزهرى التعليم ،الشامى الأصل..سليمان الحلبى،الجنرال الفرنساوى كليبر،فى يونيه عام1800 م.
تبع الوردانى بعد ذلك الشاب الوطني المسيحى عريان يوسف سعد،الذى تطوع مختارا لاغتيال رئيس الوزراء المصرى المسيحى يوسف باشا وهبة،وحتى لا يتم استغلال الحدث بأنه اغتيال طائفي من قبل الاحتلال البغيض فيقوم بتشويه وتفتيت المجتمع المصرى والانتقام من حركتة الوطنية.
ووأدا لفتنة جديدة قد يشعلها المحتل كعادته باسم الطائفية،وكما حدث فى المحاولة الفاشلة مع إبراهيم الوردانى.
وبالفعل كمن له عريان فى ميدان سليمان باشا بوسط العاصمة وألقى على سيارته قنبلتين،لكن يوسف باشا لم يمت.
وحكم علي عريان بعشرسنوات أشغال شاقة.
ثم تبعهم ابن القليوبية سعد حلاوة،الشاب الذى رفض استقبال الرئيس السادات ﻻلياهوبن إليسار،سفيربنى صهيون بمصر،واحتج على رفع علمهم فى سماء القاهرة.
موقف جعل قلب العروبة يرفل فى حزن مكتوم مقرون بحالة من الصمت المغطى بالذهول الفائض بالحسرة والمرارة؛حاول أهلناالإفاقة من هذاالكابوس الذى طالما أرق منامهم ليستيقظواعلى كابوس أشد إيلاما،حينما رأوهذاالعلم يرفرف لأول مرة فى تاريخ الإنسانية فى سماءالعاصمةالمصرية،
وشاهدواأول بعثة صهيونية فى عاصمة أم الدنيا.
كان يومامن أصعب الأيام التى مرت على الشعب المصرى،استوعبه البعض ورفضه البعض الآخر.
رفض عقل سعد تماماقبول هذا الوضع الجائر، فقام باحتجازبعض أبناء قريته كرهائن بمقرالوحدة المحلية بأجهورمركز طوخ قليوبية.
كان سعد شابافى الثالثة والثلاثين من عمره، يعيش حياة هادئة مع أسرته التى تتكون من والديه وأشقائه الستة الذين تخرجواجميعامن الجامعة،عداه فهولم يكمل تعليمه ويعمل بزراعة 30 فدانا مع والده.
لم ينتم لأى حزب أوتنظيم سياسى،لكنه كان محبا لقراءة الجرائد،فقرأ بإحدى الصحف خبرا منشورا على استحياء عن افتتاح سفارة للكيان الصهيونى على ضفاف نيل القاهرة.
فحمل رشاشه ومسدسه الروسى القديم وكمية من الطلقات،وراديوكاسيت وكشاف إضاءة ومجموعة شرائط بها أغنيات وطنية لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب،إلى جانب تسجيلات لبعض خطب عبد الناصر.
وتسجيل لبعض سورالقرآن بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد،وذهب فى هدوء إلى مقر الوحدة المحلية بقريته؛صعد لمكاتب الموظفين، وقف على رؤوسهم موجهالهم فوهة رشاشه وأمرهم بالثبات فى أماكنهم،لكنهم فرواجميعا
ثقة فى طيبتة الشديدة ويقينابأنه لن يؤذيهم،للأسف ظل اثنين منهم فى مكانهما،فأصبحا رهينته.
وضع مكبراللصوت وبدأ يخاطب أهل القرية الذين احتشدوا وأخبرهم أنه ليس قاتلا،لكنه يرفض هذاالوجود الصهيونى المحتل الذى دنس أرض مصر.
تحولت القرية الهادئة الآمنة المطمئنة خلال ساعات إلى ثكنة عسكرية،فحاصرتهاقوات الأمن وأغلقت الفرق الخاصة كل الطرق المؤدية إلى مقراحتجازالرهينتين،واعتلت القناصة المنازل المواجهة له.
ودارت المفاوضات التى أنهاها سعد قبل بدايتها حين رد على القيادات الأمنية قائلا: لن أفرج عن الرهينتين إﻻ بعد طرد السفيرالإسرائيلى وإذاعة بيان رسمى بهذا فى الإذاعة المصرية.
حاول وزير الداخلية آنذاك النبوى إسماعيل إقناعه بالإفراج عن الرهينتين وتسليم نفسه،لكنه أبى وأصرعلى مطالبه متهما الرئيس السادات وزوجته ومعاونيه بالخيانة.
وبدأ يشغل أغانى عبد الحليم الوطنيةعبرمكبر الصوت.
تعقد الموقف بوصول مصورى وكاﻻت الأنباء واعتبارالكثيرين له بطلا قوميا،فصدرالقرار بالهجوم بقوات سميت قوات مكافحة الإرهاب الدولى،وانتهى المشهد المأسوى بإنهاء حياة سعد برصاصات استقرت فى رأسه،واتفقت كل الصحف الرسمية على عنوان واحد
“مقتل مختل عقليا كان يحتجز رهائن فى إحدى قرى القليوبية “.
المحرك لهم جميعا واحد.. تجلى فى ثورة شباب يناير2011م،لكن هذه الثورة للأسف قوبلت بإنكارتام،وصمت يصل إلى حد الغدر..من الجماعة الوطنية التى حركتها داخلهم.

 

 

 

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.