بقلم: عبدالعزيز عبد الحميد
باحث فى التاريخ والحضارة – جامعة القاهرة.
حسبنا االله ونعم الوكيل ، اول كلمة نطقتها الفلاحة المصرية عندما سمعت عن تلك المجزرة االقاسية على قلب كل انسان عاقل لديه ذرة من ضمير ؛ فقلبها الابيض الطيب المشبع بحب تراب ارضها ، وبعفوية لهجتها بدون تكلف وتفكير قالت ” حسبنا الله ونعم الوكيل ؛عارف اللى عمل الشغل ده دول يهود مايعرفوش ربنا يابنى ؛ اسكت انت متعرفش حاجة ، وماشوفتش اللى احنا شفناه ؛ربنا على الظالم ” فطيبت خاطرها وقلت لها ” ياامى انشاء الله ربنا هيجيب حق شهدائنا ” ثم فكرت فى كلامها واسترجعت التاريخ الاسود لليهود كما تسميهم الناس فى مصر؛ فالفترة التى غلبت على تفكيرى حينها بعد ايام حرب النكسة والمجازر الغير انسانية التى ارتكبوها على ارضنا من قبل؛ والتى لا تنسى ولا تمحى من تاريخ كل مصرى غيور على بلده ؛ فتلك الجريمة البشعة ربما تماثل فى الفعل جريمة اسرائيل على ارضنا فى قرية بحر البقر فى الشرقية فالقت اسرائيل بقنابل طيرانها على مدرسة بحر البقر فقتلت براعم بريئة من اطفالنا فى العاشرة من عمرهم ؛فما كان ذنب هؤلاء الاطفال..؟. والسؤال ايضا ما ذنب شهدائنا بمسجد الروضة .. ثلثمائة شهيد من الشيوخ والشباب والاطفال.. هل ذنبهم انهم لبوا نداء المولى عزوجل “ياايها الذين آمنوا اذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خيرٌ لكم ان كنتم تعلمون”(الجمعة:9) .
فمهما كانت محتوى الرسالة الموجه لنا كمصريين رمانة الميزان للامة العربية و الاسلامية من قبل مدبرى مجزرة مسجد الروضة البشعة؛ فليعلموا جيدا ان اسلوبهم هذا فهو اسلوب الجبناء اصحاب كل خسة ودناءة لا يؤمنون بمبدأ ولا دين؛ فنحن على يقين تام ان هؤلاء مهما بلغت قوتهم لم يمكن الله لهم فى ارضه ولا يديم لهم ملكا وسلطانا.
فكل الشرائع السماوية تحث على القيم والاخلاق خاصة الشريعة الاسلامية التى تتربع على قمة المجد فى مراعاة العدل والحق والفضيلة ، والواجب بين الوسائل والغايات .
اما اصحاب كل خسة الذين لا يجرؤن على المواجهه الشريفة وجها لوجه ؛ هؤلاء دعوا ومازالوا يدعوا لكل ماهو غير خير واخلاقى للوصول لهدفهم المنشود وهو اقامة دولة اسرائيل من النيل للفرات (هدف الصهاينة من اليهود)؛ وباذن الله سيخيب ظنهم .
فانظروا للمبادىء الاجرامية التى وضعها القادة الصهاينة ليسير عليها جميع انصارهم فى العالم ،ويفعلون كل جهدهم على تطبيقها ” ان الغاية تبرر الوسيلة ؛ وعلينا ونحن (القادة الصهاينة) نضع خططنا الأ نلتفت الى ماهو خير واخلاقى بقدر مانلتفت الى ماهو ضرورى ومفيد … من غير اليهود اناس قد اضلتهم الخمر ، وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات ، والمجون المبكر الذى اغراههم به وكلاؤنا ومعلمونا وخدمنا ،وقهرماناتنا فى البيوتات الغنية ،وكتبتنا (من المفكرين والمؤرخين والصحفيين وغيرهم ) ،ومن اليهم ،ونساؤنا فى اماكن لهوهم “.(فى نصوص البروتوكول الاول من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ).
فليحذر الاعداء من مخالب مصر واضراسها ؛ والتاريخ خير شاهد؛ فاذا اراد الله لمصراليقظة هيأ لها الاسباب.
رحم الله شهدائنا وحفظ مصر واهلها .
كما اخص بالشكر القائمين على جريدة الاهرام لحرصهم الدائم على تقديم كل ماهو موضوعى وشيق .
دمتم من الله فى سعادة ويمن وبركات.